الناشئة والشباب أنفع الحلول لأولمبياد باريس .. وسلبيات قمّة الكاس بحاجة الى الردع!
بغداد/ إياد الصالحي
وجّه المدرب المحترف في النرويج يونس جاسم القطان، انتقادات موضوعية وشفّافة إلى سياسة عمل لجنة الخبراء والأكاديميين المشكّلة من قبل وزير الشباب والرياضة رئيس اتحاد كرة القدم عدنان درجال، مشيراً إلى محاباة أعضاء اللجنة لرئيس الاتحاد في قراراتهم وعدم امتلاكهم الشجاعة والصراحة بطرح الأمور لمعالجة وضع اللعبة المُتراجع نحو الأسوأ!
وقال القطان في حديث خصّ به "المدى" :أن اللجان في كل الاتحادات تُشكَّل لغرض الأخذ بآرائها، وليس لتقاضي العضو راتبه ويكتفي بتسميته خبيراً مع احترامنا لتاريخ جميع الأعضاء، فحضورهم اليوم غير فاعل، ومن المعيب أن يتحدّث البعض عن تهميش رأيه في لجنة مُماثلة ضمَّهُ اليها الاتحاد المستقيل أو الهيئة المؤقّتة ثم يقبل التهميش في اللجنة الحالية من أجل مزايا مؤقتة".
وأضاف "من المفترض أنّ طروحات اللجان أمر بات، وهي من تُقرّر وتنفِّذ وصاياها وليس رئيس الاتحاد أو الأعضاء الآخرين، وإلا لماذا تُشكّل اللجنة، ثم على أي أسس علمية يتم اختيار أعضاء اللجنة وهناك من لم يتسلّم مهمّة واحدة منذ سنين طويلة"؟
ضعف المدرب
وأوضح "لم تزل عملية الاشراف وتنظيم شؤون المنتخبات بحاجة الى مراجعة متأنّية من لجنة الخبراء والاتحاد معاً، فالمنتخب الأولمبي الذي أخفق في كأس آسيا الرابعة بطشقند لم يكن بالمستوى المطلوب من الناحية التدريبية، وكأنّ الفريق العراقي لم يعد قادراً على الفوز ضمن فئته العمرية، إلا إذا عُضِّدت بأعمار كبيرة، وما يثير الاستغراب، في مباراتي استراليا وأوزبكستان تم طرد اللاعبين كوسيني ينجي (د17) والحارس عبد الواحد نعماتوف (د12) على التوالي، ومع ذلك ظلّ مستوى المنتخبين المنافسين أفضل منّا ولم يحصل أي فارق بسبب النقص العددي، وهذا يُدلّل على ضعف المدرب فنياً، ولا يوجد أي تقصير من اللاعبين الذين يلعب أغلبهم في الدوري العراقي والأوروبي كمؤثرين ولديهم بصمات واضحة".
وذكر القطان "إن الاهتمام بالفئات لا يصلح كشعار من دون عمل جدّي يوازي هدف الارتقاء بالمنتخبات لتقديم مباريات ومستويات جيّدة، ولم نشاهد ذلك عملياً في طشقند، وصراحة لو لم يلتحق خمسة من لاعبي الكويت مع المنتخب الأول كنّا ودّعنا البطولة من دور المجموعات، فأي اهتمام يبغيه الاتحاد"؟
سيرة وعقد
ونبّه "أي مدرب للفئات العمرية يجب أن يظهر امكاناته في تطوير تكتيك اللاعب والفريق بشكل عام، والمدرب التشيكي ميروسلاف سوكوب ليس من تحلم به الكرة العراقية لرعاية منتخب تحت 23 عاماً، نحتاج الى مدرب يستفيد من قدرات لاعبينا على التحمّل والتحدّي، لا أن نأتي بمدرب يضيف تجربته مع العراق الى سيرته الشخصية ويحصل على عقد كبير في دول أخرى"!
حل أمثل
وتابع القطان "للأسف رؤية اتحاد الكرة للعمل مفقودة، وطريقة تسمية مدرب أجنبي لكل منتخب غير صحيحة، نتمنى أن يكون لدينا 20 مدرباً يوزّعون على الفئات في الأندية والمنتخبات لغرض صناعة جيل جديد قادر على النهوض بمستوى اللعبة، وهذا الأمر يؤكد أن عملية الاصلاح ترقيعية وليست حقيقية، فضلاً عن الفوضى الإدارية في تسمية عناصر الأولمبي التي لا تناسب النسخة المقبلة من كأس آسيا السادسة المؤهّلة الى أولمبياد باريس عام 2024، وسنضطر الى اعتماد المميّزين في منتخبي الناشئة والشباب كحلٍّ نافع".
أخطاء القمة
وعن تحليله لمباراة القمة بين فريقي القوة الجوية والزوراء ضمن بطولة الكأس، قال "طغى الشدّ العصبي والالتحام على معظم دقائق المباراة، وكانت لدى الفريقين أخطاء دفاعية مؤثّرة خاصّة القوة الجوية، وعانى الزوراء من إهدار الفرص، وللأسف لم يلعب الفريقان سوى 40 دقيقة خلال الشوطين، ويفترض أن يلعبا 55-65 دقيقة، كما أن التمريرات الصحيحة للفريقين لم تتجاوز 430 تمريرة، بينما أضعف فريق في دوري الدرجة الثالثة في أوروبا لديه أكثر من هذا العدد في المناولات الجيّدة".
أخطاء الحكم
وأكد القطان "إن ما قام به نفر من مشجعي القوة والجوية بضرب الحكم المساعد بالحجارة، وهتافات مُخجلة لنفر من جمهور الزوراء لابد أن تواجه بردعٍ فوري من إدارتي الناديين، فتلك السلبيات المشينة لم يكن لها وجود في ثمانينيات وتسعينيات دوريات الكرة، صحيح أن الحكم ومساعده يرتكبان أخطاء غير مقصودة، لكن يتوجّب ضبط النفوس والالتزام بالتشجيع النظيف من أجل إنجاح المباراة، وكسب قناعة الاتحادين الدولي والآسيوي بأن أجواء اللعبة آمنة والجمهور جزء من تقييم تلك المؤسّسات لسلامة الكرة على أرضنا".
نوروز والقاسم
وعن تقييمه لمنافسات الدوري قبيل انتهاء الموسم، أفاد "لفت انتباهي فريقا نوروز والقاسم كونهما يفتقدان الأموال المُساندة لمشوارهما في المسابقة والاسماء اللامعة في المستطيل الأخضر، لكنهما قدّما عروضاً مُمتعة وأحرجا فرقاً كبيرة ويقفان في المركزين (8 و15) على التوالي بعد انتهاء الجولة 35، وهنا نُحيي المدرّبين وإدارتي الناديين، بينما هناك فرقاً قضتْ أكثر من 20 عاماً في الدوري وتمتلك آلاف الدولارات، لكن لاعبيها لا يستطيعون تمرير خمس مناولات صحيحة"!
وأشار الى أن "اعتماد بعض مدربي الأندية التحليل عبر الكومبيوتر يعتبر إجراءً سليماً يُدلّل على وعي المدرّب وحرصه على بيان كثير من الأمور الفنية مثل نسبة تسجيل الأهداف التي تظلّ ضعيفة في الدوري العراقي وحتى بالنسبة للبطل (الشرطة) لا يمتلك النسبة الجيّدة، ونتمنّى أن يستمر تطوّر العمل التدريبي علمياً وفنياً".
المدربون الشباب
وبخصوص آلية اعتماد مدربي الأندية، قال "للأسف الموضوع يتعلّق بأمرين هما العلاقات والسماسرة، وهذا ما يتّضح لعديد المدرّبين الذين استغنت بعض الأندية عن خدماتهم، ثم باشروا المهمّة مع أندية أخرى وعادوا بعدها الى الفرق ذاتها التي استغنت عنهم، وبالمناسبة فإن بعض المدربين الشباب يستحقون الثناء على عملهم برغم خواء فرقهم من الأموال ومستلزمات النجاح، مقارنة بمدربين يتنعّمون بالأضواء الإعلامية وهم غير قادرين على تحقيق نتائج جيدة كبقية المدربين الشاب".
فرصة التدريب
وبشأن الوعود التي تلقاها لتدريب المنتخب الأولمبي، أوضح "للمرّة الثالثة تتم مفاتحتي بخصوص تسميتي مدرباً للأولمبي، لكن القائمين على اللعبة يتجاهلون المفاتحة لاحقاً ويعتمدون غيري، وشخصياً لم أفرض نفسي على أحّد، وأمتلك 18 شهادة بدرجة عُليا خلال معايشتي الأندية الأوروبية، وكنت مساعداً لمدرب المنتخب الوطني النرويجي إيغل أولسن عام 2008، ومع ذلك لم أنتظر أي فرصة من مسؤول لتدريب أحّد المنتخبات".
نصيحة الى درجال
واختتم يونس القطان بالقول "كنت من ناصحي رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال على وضع برنامج فني متكامل لتطوير الاتحاد أيام كنّا قريبين منه مع عدد محدود من الرياضيين والصحفيين المعروفين قبل أن يتم استيزاره، لكن بعد هذه الفترة أبتعد ولم يعد يستمع، وهذا الأمر لا يهمّنا بقدر حرصنا على مصلحة اللعبة سواء في عهده أم عهد من يخلفه عليه أن يعرف ذلك فالمقعد لا يدوم لأي مسؤول ويبقى عمله يشير اليه مدحاً أو قدحاً".
اترك تعليقك