خبراء عسكريون: «داعش» فقد القدرة على التحرك والوصول إلى محيط بغداد

خبراء عسكريون: «داعش» فقد القدرة على التحرك والوصول إلى محيط بغداد

بغداد/ فراس عدنان

يقول خبراء عسكريون، إن القوات العسكرية نجحت في تحقيق تطور كبير من خلال استهداف تنظيم داعش الإرهابي في مرحلة التخطيط، لافتين إلى أن التنسيق بين جهازي المخابرات والأمن الوطني أدى إلى قتل العديد من المتسللين على النقاط الحدودية، مؤكدين ان التنظيم الإرهابي فقد القدرة على التحرك والوصل إلى أطراف العاصمة كما كان في السابق، لكنهم دعوا إلى تكثيف الجهد التقني بمزيد من الاعتماد على الطائرات المسيرة والكاميرات الحرارية لمتابعة أي تحرك مريب اثناء الطقس السيئ أو ساعات الليل.

وقال الخبير الأمني أحمد الشريفي، إن «العراق يعيش في معادلة أمنية باتت تحقق فيها القطعات العسكرية تفوقاً كبيراً على تنظيم داعش الإرهابي وتستهدف العدو ليس في مرحلة العمليات الاستباقية فحسب».

وتابع الشريفي، أن «الأسلوب انتقل إلى استهداف العدو في مرحلة التخطيط، وهذه لا تحصل إلا إذا استطاعت المؤسسة الأمنية أن تحصل على رؤية واضحة عن نشاط تنظيم داعش الإرهابي».

وأشار، إلى أن «القوات العسكرية العراقية تقتفي أثر التنظيم حتى في حالة تسلله وهذا الرصد والاستمكان الدقيق جداً أمّن عمليات استباقية في مرحلة التخطيط، أو في مرحلة الاعداد، أو التنفيذ».

ورأى الشريفي، أن «هذا مؤشر إيجابي في تحقيق منسوب عالي في عمليات الهجوم على التنظيم الإرهابي، توصف بأنها نوعية».

وعدّ، «العمليات التي تجري ضد داعش بأنها تعد ذات مستوى عالي من المهارة القتالية، ومسنودة بجهد استخباري»، مشدداً على أن «قواتنا باتت لديها القدرة على رصد النشاطات الإرهابية حتى في الاكتاف الحدودية».

وأفاد الشريفي، بأن «النشاطات الأخيرة لقواتنا في استهداف قادة داعش إيجابية على مستوى التقييم وحققت التفوق المطلوب في ميدان».

وتحدث، عن «ممارسة القيادة العسكرية التوظيف الأمثل للصنوف، لان المعركة تارة جوية وأخرى برية، وفي أحيان نحتاج إلى جهد وتنسيق عالي بين الجهد البري والجوي».

ويجد الشريفي، أن «التنسيق مهم وحيوي، لاسيما وأن الأهداف التي تتم مطاردتها في كثير من الأحيان محدودة العدد ومرنة ومتحركة».

وذهب، إلى أن «الهدف يجب ان يضاء بقاعدة بيانات دقيقة مع إعطاء معلومات دقيقة وآنية للجهد الجوي الساند».

وبين الشريفي، ان «التنسيق الحاصل يمثل كفاءة عالية ومهارة قتالية في إدارة العمليات التي توصف بأنها استباقية لكنها تأتي بكثير من الأحيان في مرحلة التموضع أو مرحلة التخطيط».

وأكد، أن «الجهد البشري يشهد تنسيقاً عالياً بين جهازي المخابرات والأمن الوطني»، مشدداً على أن «هذه المعادلة مهمة جداً لان جهاز المخابرات معني بالتهديد الوافد من الخارج، أما جهاز الأمن الوطني معني بالتهديد المحلي».

ويواصل الشريفي، أن «هذا التنسيق بين الجهازين أدى إلى سد ثغرة لطالما حذرنا منها، وهي إمكانية التسلل عبر الحدود».

ولفت، إلى أن «جهاز المخابرات أصبحت لديه مجسات خارج الحدود تعطي نوعاً من الإنذار المبكر للقوات العاملة داخل الحدود بأن تهديداً قد وصل ويصار إلى التنسيق والمعالجة».

وبين الشريفي، ان «الذين يحاولون التسلل مدربين على مستوى عالي ومسلحين بتسليح متميز وكانوا يشاغلون في محافظة ديالى ووصلوا إلى شمالي بغداد تحديداً قضاء الطارمية».

وذهب، إلى أن هذا «النوع من الإرهابيين لم تعد لديه القدرة بالمشاغلة والتعرض في المناطق الحيوية وهذا يدلل على أن النشاطات العسكرية لقواتنا إيجابية اجهزت على الكثير من العمليات الإرهابية».

وقال الشريفي، إن «إمكانية التطوير لقواتنا متاحة ولكن من الضروري الإشارة إلى الجهد البشري وكلما تم تأمينه بجهد ساند على المستوى التقني سوف نحصل على نتائج مهمة».

وأشار، إلى أن «قواتنا ما زالت بحاجة إلى الجهد التقني حتى نحسّن من الأداء ونطوّر القدرات، لأن اقتصار الاعتماد على الجهد البشري قد يصيبه بعض التراجع».

واستطرد الشريفي، أن «الجهد التقني العراقي يصل إلى مستوى يحقق أثرا في الرصد والاستمكان، لكن يبقى السؤال عن هذا الأثر هل يصل إلى مستوى الاطمئنان؟، الجواب بأننا ما زلنا نحتاج إلى المسك الجوي عبر الطائرات المسيرة وتوسعة استخدام الوسائل الالكترونية».

وأردف، أن هذا «التوسع يساعد في عدم تخطي أجواء الطقس الرديئة أو ساعات الليل، ونحن نخشى تعرض قواتنا إلى حالة من عدم الرؤية في رصد واستمكان مصادر أهداف جوالة».

ومضى الشريفي، إلى أن «إمكانيات تعزيز القدرات الفنية متاحة سواء على مستوى القدرات البشرية أو الإدارة، فهناك طاقات شبابية قادرة على تحريك الطائرات المسيرة بدقة عالية ولديها مهارة فضلاً عن الكاميرات الحرارية وغيرها من الوسائل التقنية».

من جانبه، أكد الخبير الأمني الآخر عماد علو، أن «تنظيم داعش الإرهابي يتعرض إلى هزائم كبيرة ليس على مستوى العراق فحسب، بل ان خسائره واضحة في سوريا ومالي».

وتابع علو، أن «القوات الأمنية وصلت إلى العديد من القيادات الإرهابية وقتلتهم بعمليات استخبارية ونوعية مهمة وهذه الخسائر ستؤثر في التنظيم بنحو كبير».

وأشار، إلى أن «هناك خللا واضحا في الهيكل التنظيمي لداعش مع ظهور صراعات داخلية بين اشخاص يريدون تولي مناصب قيادية جديدة».

ومضى علو، إلى أن «أوضاع التنظيم الإرهابي تظهر بنحو لا يقبل الشك انحساره وضعف وتراجع الأداء سواء من ناحية العمليات الإرهابية أو التموضع والتسلل».

وكانت قيادة العمليات المشتركة قد أكدت بذل جهد كبير في تأمين الحدود مع سوريا ومنع التسلل، فيما أشارت إلى أن عمليتها في ملاحقة تنظيم داعش الإرهابي تتركز في مناطق يعتقد التنظيم أنها ملاذ أمن له مثل سلاسل الجبال والتلال والصحراء.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top