بغداد / علي اللامي
على بعد 45 كم شرق ناحية قزانية (شرق ديالى)، تلوح من بعيد تلال عالية تحيطها منخفضات تمتد لأكثر من 100 كم في العمق، تمثل مسارات برية متعرجة لأشهر غزلان العراق وهي الريم التي انحسرت قطعانها بنسبة 95% في السنوات الـ50 الماضية بسبب الحروب والصيد الجائر.
مدير ناحية قزانية مازن الخزاعي أكد في حديث لـ (المدى)، أن «تلال قزانية هي جزء من تلال مترامية تمتد لعشرات الكيلومترات تمثل الحدود الفاصلة بين العراق وإيران وهي مأوى لغزلان الريم العراقية منذ الآلاف من السنين».
وأضاف الخزاعي، أن «أعداد غزلان الريم انخفضت بنسب تتراوح من 90-95% في السنوات الـ 50 الأخيرة بسبب الحروب والصيد الجائر والأمراض والجفاف، لكنها لا تزال تقاوم حتى اللحظة».
وأشار إلى أن «جزءا من استمرارية قطعان الريم هي وجود عيون ماء سرية في عمق منخفضات التلال تشكل مصدرا رئيسيا للمياه لقطعان الغزلان»، مؤكدا بأن من يعرف مواقع تلك العيون قليلون جدا وهي أشبه بعيون سرية؛ لأننا أمام بيئة مترامية ومعقدة جدا تمتد لمسافات كبيرة جدا».
أما أبو صائب وهو صياد ماهر للغزلان أشار إلى أن الريم العراقي بدأ بالانقراض في تلال الحدود العراقية – الإيرانية وانخفضت قطعانه بنسبة 90%، مؤكدا بأن أسباب عدة تقف وراء ما يحصل أبرزها الصيد الجائر، خاصة وأن هناك إقبالا كبيرا على شرائه، حيث يصل المبلغ 1000 -1200 دولار لكل غزال».
وأضاف، أنه «بالفعل هناك عيون مياه سرية تمثل طوق نجاة للريم في مواجهة مواسم الجفاف الحادة التي تحرم الصيادين من التوغل في عمق المنحدرات لتفادي الهلاك، لكن الريم الذي يعرف خارطة تلك العيون يبقى لأشهر مرابطا قربها لتفادي الهلاك».
أما عزيز الهاني خبير في الثروة الحيوانية فقد أشار إلى أن «عيون الماء بالفعل موجودة في بعض المنحدرات على الحدود العراقية – الإيرانية وهي تقع في عمق الحدود بعضها ضمن حدود إيران، ويصب في داخل البلاد مبينا أنها ربما تكون هي عاملا آخر لإنقاذ الغزلان من هلاك الجفاف الذي بدأ يجتاح مناطق واسعة من ديالى».
وأضاف الهاني، أن «ما يهدد الريم ليس الجفاف، بل شهوة في أكل لحومها، والتي برزت بشكل لافت في السنوات الأخيرة حتى أن أسعاره وصلت إلى أرقام عالية».
اترك تعليقك