طفولة جاك لندن وحكاياته مع الاسماك في (سنوات التكوين)

طفولة جاك لندن وحكاياته مع الاسماك في (سنوات التكوين)

علاء المفرجي

لم يكتب جاك لندن سيرته، بسبب قصر حياته حيث لم يتجاوز الاربعين عاما قبل أن يختطفه الموت..

ولد جاك لندن في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا. أصبحت والدته فلورا ويلمان حاملاً مع جاك بينما كانت تعيش مع وليام تشاني، المحامي والمنجم.

غادر تشاني ويلمان ولم يلعب دورًا نشطًا في حياة جاك. في السنة التي ولد فيها جاك، تزوج ويلمان من جون لندن، وهو من قدامى المحاربين في الحرب الأهلية. مكثوا في كاليفورنيا، لكنهم انتقلوا إلى منطقة الخليج ومن ثم إلى أوكلاند.

قامت السيدة رغد قاسم بترجمة وتحرير كتاب (سنوات التكوين) والذي تضمن جانبا من حياة جاك لندن.. فقد حاولت المترجمة جمع هذا الكتاب ليغطي اغلب المعلومات المتوفرة عن طفولة لندن وصباه،و بذلت جهدها لجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات لاثراء الكتاب، وقسمته الى عدة اجزاء.

يشمل الجزء الاولى ايام طفولته الاولى واصل عائلته، وقد اعتمدت في معظمه على الجزء الاول من الكتاب الضخم (كتاب جاك لندن)، الذي الفته زوجته الثانية شارمين لندن، وفصلت فيه الكثير من المعلومات عنه، وقد استقت مادتها من كلامه، والنقاشات مع عائلته واصدقائه كما اعتمدت على رسالة ماجستير مهمة لبايرون ستيفنسون من جامعة كنساس، والتي حوت فصلا عن طفولته.

الجزء الثانية ضمنته الترجمة الكاملة لكتابه (حكايات دورية حماية الاسماك)، وهو واحد من الكتب التي الفها لندن لتضم شذرات من حياته ومغامراته ايام المراهقة وهو صبي في السادسة عشرة، وقد تطوع لمدة سنتين في الدورية لمراقبة تطبيق قوانين الصيد، وهو يقود مركبه الشراعي الصغير (الرنة) حيث عمل لجمع المال لاكمال دراسته الثانوية.

بعد عيد ملاده السابع عشر بقليل سجل لندن نفسه في رحلة بحرية لصيد الفقمات، على متن سفينة الصيد صوفي ساذلاند، وكان اصغر البحارة عمراً وأقلهم تجربة، لكنه اثبت للقبطان وللطاقم قدراته وقيمته وقد استمرت تلك الرحلة ثمانية شهور متجهة الى هاواي، والجزر الثانية قبالة اليابان ومضيق بيرينغ والاسكا، وعند عودتهم هبت عاصفة شديدة كادت تودي بحياتهم، ورغم انه يصف تلك الايام بانها اعظم مغامراته واغناها لكنه قرر عدم العودة الى البحر، زد على ذلك ما اختبره من اضطراب واشمئزاز بسبب مشاهدة سلخ وذبح مخلوقات البحر الجميلة كما يسميها، اما الامر الاخر الذي اقلقه فقد كان رؤية ما يحدث عند موت بحار على متن السفينة، اذ يحشر رفاقه جثته في فوهة مدفع ليلقوا بها في البحر، في مشهد قال انه سيطارده لبقية حياته.

ولكيلا ينتهي طعاما للاسماك فقد قرر العودة الى البر والعثور على عمل وتعلم حرفة ثابتة للمستقبل ويقال انه اختار ان يكون عامل كهرباء، وصمم على تعلم تلك المهنة.

في هذه المجموعة الكلاسيكية من القصص المستمدة من تجاربه الخاصة المعنونة (حكايات دورية حماية الاسماك)، ينظر المؤلف إلى أيامه عندما كان مراهقًا على متن قوارب الصيد في خليج سان فرانسيسكو. في أوائل القرن العشرين، نزل رجال من جميع المشارب على هذه المياه لنهب أحواضها الغنية بالمحار. لوقف الهروب على المياه، تم إنشاء دورية. بدأ جاك لندن مغامراته الشابة على الجانب الخطأ من القانون، كقرصنة المحار. لكن الضمير والحس السليم استحوذ عليه، وفي سن السادسة عشرة أصبح عضوًا في جمعية للاسماك مكرسة لفرض العديد من القوانين التي تم تمريرها لحماية الأسماك، واجهت دورية الأسماك العديد من المواجهات التي تتحدى الموت مع القراصنة. هذه القصص القصيرة السبع، المستندة إلى كل من تجارب جاك وزملائه النواب، تصف هذه اللقاءات المذهلة.

من أشهر كتب لندن كتاب (العقب الحديدية) الذي يركز على أن الصراع الطيقي بين العمال والرأسماليين أمر لا بد منه، وهو يروج طوال عمره للأفكار الاشتراكية، والثورة العمالية القادمة. وكان ينتقد باستمرار النظام الرأسمالي، ويفضح القوانين اللاإنسانية الجائرة، ويفضح الخصال السبعية للرأسمالية وجشعها اللامحدود. وكان يدعو إلى تجديد روح الاشتراكية دوما، وإلى حماية البيئة وجمال الطبيعة الواهبة لسعادة الحياة وبهجتها. لقد تنوعت الثيمات في كتاباته التي اشتركت كلها في مقاربة مسألتي علاقة الإنسان بالطبيعة، وعلاقة الفرد بالمجتمع. وقد كتب قصص مغامرات أبطالها حيوانات، مثل رواية «الناب الأبيض».

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top