هل أٌغتيل نصر حامد ابو زيد؟

هل أٌغتيل نصر حامد ابو زيد؟

زينب رشيد في البداية لابد لي أن أعزي كل عقلاء هذا العالم، وتحديدا العالم الاسلامي برحيل المفكر التنويري والباحث العقلاني الدكتور نصر حامد أبو زيد، الذي فارق الحياة يوم أمس في احدى المشافي المصرية، كما أعزي بالدرجة الأولى المرأة

على مساحة ما يسمى بالعالم الاسلامي، حيث كان الراحل الكبير من أكبر المناصرين لقضية تحرر المرأة وانعتاقها، ولكن حتى يستوي كل شdx في مكانه لا بد أن نفهم ماهي حكاية الفيروس الغريب الذي تحدث عنه الأطباء المصريون، وكذلك زوجة المفكر الراحل السيدة ابتهال يونس، والذي أصيب به الراحل الكبير أثناء زيارته لأندونيسيا. شخصية مثل شخصية الدكتور المفكر أبو زيد، لا بد وأن يكون حذرا في تحركاته، لما يتهدده من أخطار جمَة على يد التيار التكفيري الظلامي، ولكنه ليس كذلك للأسف، وهذا يعني ان أيادٍ آثمة ربما تكون قد طالته أثناء زيارته لأندونيسيا ودست له نوعا خاصا من السم، أو ان هذه الأيادي تكون قد وجهت له نوعا من السموم الليزرية التي استعملتها العديد من الجهات الاستخباراتية، خصوصا في شرقنا التعيس وبقايا استخبارات المعسكر الشرقي لأغتيال معارضيها، أو من تضعه على لائحة الاغتيال لاعتبارات عدة.كثير من الحالات التي اغتيلت بهكذا أنواع من السموم طويت ملفاتها، واعتبرت الوفاة طبيعية ولم يتوقف عندها أحد لان حالاتهم لم تثار بوسائل الاعلام بما يكفي للاهتمام بها، والتأكد من طبيعة الوفاة ونوع السم وهل هناك امكانية للعلاج أو اللقاح أو المصل المضاد، في حين ان حالات نادرة وقليلة تم اكتشافها نظرا لأهمية الشخصية أحيانا أو درجة الفضيحة التي قد تتورط بها الجهة الفاعلة.الكثير منا يتذكر خالد مشعل حينما حاول اغتياله عملاء لجهاز الموساد الاسرائيلي في عمان، ولو لم يتمكن حراسه من التنبه لحالته والقبض على الفاعلىن لكان دخل خالد مشعل المشفى وفارق الحياة فيها دون أن ينتبه أحدا، وربما قال الاطباء حينها انه أصيب بفيروس غريب، والكثير منا يتذكر أيضا قصة العميل الروسي الكسندر ليتفينينكو الذي اغتاله عملاء لجهاز الاستخبارات الروسي في لندن، وكان من الممكن أيضا أن يكون ضحية فيروس غامض أو غريب لو لم يتم اغتياله في لندن، حيث الامكانيات العلمية متوفرة لكشف هكذا حالات، واعتبار الحكومة البريطانية ان اغتياله هو تجاوز على السيادة البريطانية أدى فيما بعد الى تدهور كبير في العلاقات الروسية البريطانية.مالذي ينقص الحركات الارهابية الاسلامية لكي لا تفعل بالمفكر نصر حامد ابو زيد مثلما فعل الروس بعميل لندن، ومثلما فعل الاسرائيليين بخالد مشعل، ومن المؤكد أن آخرين أيضا قد تم استهدافهم بذات الطريقة، بدون ان تثار قضاياهم على المستوى الدولي.الأموال اللازمة لشراء أجهزة وسموم متوفرة وبكثرة عند تلك الحركات الارهابية التي تبتز أموال الناس باسم الله، والنية الاجرامية متوفرة دائما في عقولهم، بل أكثر من ذلك فان تربيتهم تقوم على أن من يقتل شخصا بوزن المفكر أبو زيد سيضمن دخول الجنة من أوسع أبوابها، وربما كان له قصر هناك ليس بعيدا عن قصر النبي وقصور صحابته، والفساد الذي مازال معششا في كثير من المؤسسات والشركات التي باستطاعتها انتاج هكذا أجهزة في دول المعسكر الشرقي السابق يساعد ويُمكِن الارهابيين من الحصول عليها وبسهولة.نصر حامد ابو زيد بأسلوبه النقدي القوي للخطاب والنص الديني وجه ضربة في الصميم لمصالح القائمين على الحركات والمؤسسات الدينية، وهو ما أدى بهم الى تكفيره واعتباره مرتدا والتحالف مع القضاء الحكومي الفاسد في مصر للحكم بتفريقه عن زوجته السيدة ابتهال يونس.من تسمح أخلاقه ودينه بتكفير الآخر وتفريقه عن زوجته أو زوجها، لن يتردد باغتيال نصر حامد أبو زيد، وفي الحساب الاخلاقي فان اغتيال شخص جسديا أخف وطأة من اغتياله معنويا عن طريق تكفيره والحكم بتفريقه عن زوجته.بقي ان أقول ما بدأ يقوله أتباع الحركات الدينية من أن قصة الفيروس الغامض أو الغريب هو نوع من العقاب الالهي للمفكر أبو زيد على أفكاره، وهو مايجعلهم ينتقموا منه أمام الشعوب المسلمة، ويمكنهم من اعادة الاعتبار لهم واستمرارا لمصالحهم التي تضررت كثيرا بفعل قلم أقوى من رصاصهم وسمومهم، انه قلم الراحل الكبير، وفي كل الأحوال فان اسلوب الاسلاميين الوحيد لمواجهة فكر الآخرين وأقلامهم هو قتلهم وتكفيرهم وتفريقهم عن عائلاتهم بالتحالف مع قضاء فاسد حتى النخاع، و تشريدهم واحراق كتبهم والتاريخ الاسلامي يعج بحالات اغتيال الآخر وحرق كتبه وتشريده، بدءا من أوامر الاغتيالات التي صدرت في صدر الاسلام بحق أم قرفة وعصماء بنت مروان وكعب بن الأشرف مرورا بقتل الحلاج ومحيي الدين بن عربي وعزل شيخ الازهر على عبد الرازق وتكفير طه حسين واغتيال فرج فودة، ومهدي عامل وحسين مروة، والقائمة طويلة جدا جدا ولن تتوقف الا بانتصار عقل أبو زيد النقدي ومن يتفق معه على بقايا الجهل والظلام.انهم واذا كانوا قد فعلوها وقتلوا المفكر الكبير أبو زيد، فانهم لا يدرون ان رحيل هذا المفكر قد سلط دائرة الضوء على أعماله النقدية من جديد، مما يؤدي الى تحرير عقول الكثيرين من سلطة نصوصهم كما أراد لها الراحل، وهذا بحد ذاته كفيل بكش

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top