د.كاظم العبادي*
انتاب جمهور كرة القدم الآسيوية إحساس بالفرح والغبطة منذ إعلان فيفا بمنح القارة الآسيوية ٨ مقاعد ونصف للتأهل لكأس العالم ٢٠٢٦، لم يُستثن من هذا الفرح أي دولة آسيوية، منها من تريد العودة لكأس العالم كالعراق والكويت والصين أو ترغب بالتأهل لأوّل مرّة مثل الأردن وسوريا والبحرين ولبنان وعُمان وأوزبكستان وغيرها.
كانت مشاعر من يفهم بكرة القدم حزينة، أقلقها جداً قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حول آلية التأهل لكأس العالم! لماذا هذا الحزن؟! استعجل الاتحاد بوضع تفاصيل التأهل من دون دراسة أو تشاور مع اتحاداته، واكتفى باعطاء شرح مفصّل عن الدور النهائي والملحق من التصفيات، ولم يكشف عن المراحل الأساسية الأولية للتأهّل حيث أبقاها غامضة!
في الدور النهائي لو كنت أمثّل دولة من الصفّ الثاني أو أقلّ في تصنيف الفيفا لمنتخبات كرة القدم لكنتُ أوّل المعترضين على أسلوب وضع المنتخبات الآسيوية في ثلاث مجموعات تتكوّن كل مجموعة من ستة فرق بدلاً من نظام وجود أربعة فرق في مجموعة واحدة، وهذا الأسلوب سيُعطي أفضلية لمنتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والسعودية وقطر وإيران بالتأهل لكأس العالم بطولة بعد أخرى، لماذا وكيف؟!
عند وجود ستة فرق في مجموعة واحدة فإن فرصة تأهّل المُصنَّف الأوّل والثاني أسهل من وجودهم في مجموعة تضم أربعة فرق فقط، فلو تعرّض مثلاً أي من هذين الفريقين لخسارة أو أكثر من فريق ضمن التصنيف ٣ الى ٦ فإن فرصته في التأهل ستظل قائمة لأن هذه الفرق ستستنزف بعضها الآخر مثل تصفيات كأس العالم ٢٠٢٢، في المجموعة الأولى، عانت منتخبات الإمارات والعراق وسوريا ولبنان من نتائجها ضد بعض! في حين في نظام المجموعة بأربعة فرق، تكون فرصة التأهّل أفضل لفرق التصنيف الثالث والرابع إذا ما فازت أو حققت نتائج طيبة أمام فرق التصنيف الأول والثاني، لذلك فإن اتحادات العراق والكويت والأردن وسوريا وعُمان ولبنان والبحرين عليها أن تقدّم اعتراضاً فورياً على أسلوب التصفيات وتغييره الى نظام المجموعة بـأربعة فرق.
أجهل تماماً أسباب عدم اتباع أسلوب توزيع الفرق على أربع مجموعات، وتأهل أول فريقين منها الى كأس العالم بشكل مباشر، وهذا الأسلوب سيعطي فرصة أفضل للفرق العربية التي أشرت اليها، ثم منح فرصة للفرق التي تحتلّ المركز الثالث فقط في المجموعات الأربع للتنافس على نصف البطاقة المتبقية قارة آسيا.
اقتصادياً، وفنياً فإن وضع ستة فرق في مجموعة واحدة سيُرهق اتحادات كرة القدم مالياً لكُثرة السفر وسيُجهد بعض الفرق التي قد تتطلّب السفر من بلدانها في شرق آسيا الى غربها أو الى أستراليا لخوض مباراة ثم العودة لبلدانها لخوض مباراة في غضون أقل من أسبوع!
بالنسبة للملحق، قسّم الاتحاد الآسيوي الفرق الى مجموعتين، تضمّ الفرق التي تحتلّ المراكز ٣ و ٤ في المجاميع الثلاث، وبذلك فقد ظلم الاتحاد الفرق المجاهدة التي عانت ونافست من أجل الحصول على المركز الثالث في معادلتها مع فريق أكسل منها أحتلّ المركز المركز الرابع ينافسها على نصف البطاقة! أسلوب بدائي ظالم كان ممكن تعديله بتأهّل الفرق الثلاثة التي أحتلّت المركز الثالث في مجموعتها مع إضافة أفضل رابع فقط من المجاميع الثلاث كي يبقي التنافس مستمراً في التصفيات النهائية، وممكن أن تتبارى فيما بينها لاختيار أفضل فريق، أما بشكل دوري أو خروج المغلوب.
شخصيّاً ضد أسلوب وضع ثلاثة فرق في مجموعة واحدة، هذا الأمر يتسبّب في ظلم فريقين، الفريق الذي يقابل منافسيه في أوّل مباراتين على التوالي، والفريق الذي كان ينتظر ثم يلعب مباراتين على التوالي، في حين أن الفريق الثالث يخوض أول مباراة ثم يرتاح ليقابل فريق مُجهد في آخر مباراة، الأسلوب الذي وضعه الاتحاد الآسيوي لمباريات المُلحق مزعِج وغير حقّاني!
آمل أن أن يتبنّى الاتحاد العراقي لكرة القدم مشروع تعديل نظام التأهل لكأس العالم ٢٠٢٦ لأنه غير مُنصف!
* باحث علمي في شؤون كرة القدم
اترك تعليقك