المـخـرج حـيــدر مـوسـى: بتراكم الخبرات سينهض العراق سينمائياً

المـخـرج حـيــدر مـوسـى: بتراكم الخبرات سينهض العراق سينمائياً

علاء المفرجي

للمخرج والمصور العراقي حيدر موسى، رصيد لا يستهان به في مجالي التصوير والاخراج، فقد قدم أفلاما قصيرة عديدة منها فيلم (شواهد صامتة) الذي تنتجه ضمن سلسلة أفلام بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 والذي كتب السيناريو له فاضل محسن، والفيلم الوثائقي (أحلام العصافير) 75 دقيقة، (وقصة السينما العراقي) الذي كتب السيناريو له علاء المفرجي.

المخرج درس السينما في كلية الفنون الجميلة، وعمل ومصورا في التلفزيون اليوناني وقناة هولندية، وقناة (الجزيرة الانكليزية)، وكذلك في التلفزيون الصيني cctv مصور في الفيلم الوثائقي تضاريس، أنتاج الجزيرة hot spot والفيلم الوثائقي الامريكي، ومصورا في فيلم (ماذا نقاتل) اخراج يوجين جيركي الحائز على افضل فيلم في مهرجان صان دانس والفيلم الاسترالي (والد سلام). ونال العديد من الجوائز مصورا ومخرجا، كان آخرها جائزة افضل فيلم أول في مهرجان (أيام السينما العراقية) الذي أقيم مؤخرا عن فيلمه (إجازة). حاورته (المدى) للوقوف محطات عمله في السينما.

 في البداية حدثنا عن فيلميك المشاركة في ايام السينما العراقية وعن فيلم (إجازة) الفائز في المسابقة كأفضل فيلم، ما فكرته، وطبيعته؟

- الفكرةُ واضحة من السيناريو، فبلدنا العراق عاش حرباً طاحنة مع ايران، فقدنا فيها الكثير آباءنا وإخواننا، وأقارب وأصدقاء، الذين غادرونا ولا ذنب لهم، سوى أنهم فتية ساقهم الطاغي لسوح الحروب، وهذا ما دفعني في هذا الفيلم، أن أخلِد ذكرياتهم، ومعاناة ما تركوا من زوجات وحبيبات ينتظرنّ قدوم المكمل لهم، ونهاية الفيلم تكتفي بقطعة حداد مكتوب عليها (الشهيد البطل)، الفيلم يؤكد أن لا بطولة لمن مات مرغماً كي يترك حياته الحافلة بالحب والحياة من اجل رعونة الطغاة، وسميه في النهاية(الشهيد البطل). فالفيلم يذهب بعيدا في أغوار تلك الحروب التي خاضها الشعب العراقي، و(التقاليد) التي أرستها. والفيلم الأخر الذي شاركت به في المهرجان هو فلم (نوم طويل وممل جداً) والذي أنتج عام 2021، وهو فيلم يحمل نفس فلسفي وغرائبي، عن المعاناة والمأساة التي مر بها العراق من قسوة أرهاب داعش

 شاركت بفيلمين في المسابقة هما (نوم طويل وممل جداً) وكذلك الفيلم الفائز هل كنت تتوقع الفوز بهذا الفيلم؟

- الحقيقة لم أتوقع الفوز، وأنا بطبعي لستُ ميالاً الى المهرجانات او الكرنفالات التي تتضمن جوائز، فأنا أرى أن الجميع فائزين بالمنجز الذي يقدم، ويبقى الفوز من عدمه خاضعاً لأراء لجنة التحكيم، مع احترامي الشديد لكل من ساهم وقيم تلك الأفلام.

 ينشغل جيلك من السينمائيين بموضوع محدد، يتعلق بتداعيات الحروب، ومحاربة تنظيم داعش، وما جرته من مأساة.. أما آن الاوان لأن تنصرف الأفلام الى موضوعات أخرى؟

- نحن جيل نشأنا وتربينا في حاضنة الحروب، وبما أن السينما هي مرآة للواقع، فلا مناص من الهرب من هذا الواقع، فجميعنا يحاول ان يترجم المرحلة عبر صوراً مرئية تناغي المرحلة وانعكاساتها، نحاول أن ننتصر على قوى الظلام من خلال أفلامنا، فمسالة (الانصراف) تأخذ وقتاً ربما يكون طويلا،

 عملت افلاما قصيرة ووثائقية.. هل تفكر بعمل فيلم روائي طويل؟

- أنا عملت فلميين وثائقيين الأول (أحلام العصافير) 75 دقيقة أنتاج عام 2005 مع أربعة مخرجين عراقيين كل واحد عمل جزءاً هو الذي أختاره ومن ثم أكملت وربطت القصة بالكامل كانت تجربة جديدة ومفيدة، والفيلم الثاني هو فلم (شواهد صامتة) إنتاج 2013 - أفلام بغداد عاصمة الثقافة - تأليف فاضل محسن، إضافة لأفلام أخرى. والحقيقة جميعنا يحلم بالفلم الروائي الطويل ويوجد لدي نص جاهز، لكن المشكلة تكمن في الإنتاج، وكلي طموح بتنفيذه ولاسيما أن دائرة السينما والمسرح بدت جادة لخلق أنتاج سينمائي عراقي، وننتظر الوقت المناسب للحصول على تمويل لإنتاج أفلام روائية طويلة، وبالمناسبة ليست دائرة السينما والمسرح وحدها بطيئة في الاستجابة، أنا منذ زمن اتواصل مع مهرجانات تدعم إنتاج الأفلام لكن النتيجة واحدة هي عليك ان تنتظر، فلا لوم على جهة دون أخرى مادام الموضوع يتعلق بالمال، واتمنى إنتاج فلم روائي طويل بتمويل عراقي حتى نفوت الفرصة على الذين يشترطون.

 الانتاج السينمائي يكاد يكون هي المشكلة الأهم لصناع السينما في العراق.. كيف السبيل للتخلص من أثر هذه المشكلة؟

- لاشك أن الانتاج السينمائي هو المعضلة الاهم التي تواجه السينما العراقية، فالسينما صناعة قبل أن تكون فنا،، ونحن منذ اكثر من ستين عاما، رهنا انتاجنا بالقطاع العام، وتحديدا منذ بداية تأسيس مصلحة السينما والمسرح بعد 1958، درجة اصبحنا لا نمتلك إلا ثقافة هذا القطاع، ولم نعوّد رأسمالنا في الدخول الى هذا القطاع.. وهو ما جنينا ثماره نحن السينمائيين الشباب في هذه السنوات التي شهد فيها الانتاج السينمائي العالمي ارقاما خيالية في إنتاج الافلام.. ولهذا السبب أتجه معظم سينمائيينا الى الافلام القصيرة غير المكلفة انتاجياً، علها تردم هوة الانتاج هذه.. وبالنسبة لي وما أؤمن أؤمن به، أنه على القطاع الخاص وشركات الإنتاج العراقية ان تسهم وبشكل قاطع في إنتاج أفلام عراقية، وعليهم أن يغامروا كما فعلوا مع إنتاج دراما ومسلسلات، وعلينا ان ننتبه جيداً فأية بضاعة بلا تسويق وإعلان سيبقى مصيرها رفوف الغرف الرطبة.

 ما الذي تقوله في المهرجانات السينمائية في العراق والتي اصبحت اكثر مما ينتج من افلام وفعاليات سينمائية؟

- ربما أن موقف الكثير من المعنيين في السينما في أنهم يجدوا كثرة هذه المهرجانات في العراق تحديدا، حيث صناعة السينما ما زالت وللأسباب التي ذكرتها، في طور التجديد، ومن غير المعقول ان يكون هناك هذا العدد من المهرجانات، لكني ارى عكس ذلك، فإقامة المهرجانات وبمرور الزمن تخلق نوع من الخبرة والدراية في إقامتها، لتحقق اهدافها المرجوة. اما بخصوص كثرة المهرجانات في العراق، سواء في بغداد او المحافظات فأني اجدها حالة صحية وتستحق كل التقدير والاحترام، فنحن بحاجة الى الدربة والمران وأكيد من تراكم الخبرات سينهض العراق سينمائياً،، لإارى أن قليلأ من الصبر سيولد لنا مجالات في الدعم والإنتاج.

 ما الذي تتوقف عنده في الحراك السينمائي العراقي الان؟

- أرى ان دفع عجلة السينما في العراق تسير بشكل طبيعي ومتصاعد، والشباب هم الذين أرسوا الاساس لهذا الانطلاق، وإن واجهت الحركة السينمائية بعض المعوقات ومنها الانتاج كما أشرنا، إلا أن ذلك لا يعني أن المسيرة تتوقف، فقد حققت السينما العراقية وخاصة بعد 2003، إنجازات كبيرة إذا ما قيست بالظروف الصعبة التي واجهتها، واستطاعت أن تعتلي منصات الفوز في المهرجانات السينمائية، وتم إنتاج عدداً من الأفلام الروائية الطويلة، لمخرجين عراقيين أكدت حضورها في المحافل السينمائية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top