بيت المدى يستذكر العلامة والمفهرس الرائد كوركيس عواد

بيت المدى يستذكر العلامة والمفهرس الرائد كوركيس عواد

 بسام عبد الرزاق

عدسة : محمود رؤوف

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، أمس الاول الجمعة، جلسة استذكار للعلامة الكبير والمفهرس الرائد الراحل كوركيس عواد، بحضور نخبة من الاساتذة الذين اغنوا الجلسة بمداخلات استذكار واحتفاء وشهادات توثيقية. الباحث رفعت عبد الرزاق والذي ادار الجلسة قال انه "قبل ثلاثين عاما رحل عنا الاستاذ العلامة الكبير كوركيس عواد، هذا الرجل قدم للمكتبة العراقية والعربية جهودا كبيرة واصبحت مراجع لا يستغنى عنها في البحوث وما الى ذلك".

واضاف انه "اليوم نحتفل بذكراه ونتحدث عن بعض مآثره، كونه عاش حياة علمية خالصة واصبح عضوا في المجامع العلمية العربية وكتبه الان موجودة في اغلب المكتبات وهي جديرة بالاحترام والتقدير".

وذكر ان "كوركيس من مواليد مدينة الموصل سنة 1908 وكتب في بعض المدونات انه من ولادة القوش لكنه ذكر مرارا ومن خلال اللقاء الذي تحدث فيه مع السيدة ابتسام عبد الله وهو من مواليد الموصل مركز المدينة ودرس فيها الابتدائية بعدها رحل الى بغداد ودخل دار المعلمين وعين معلما بين مدارس الموصل حتى سنة 1936 حين زار الموصل في تلك السنة الاستاذ ساطع الحصري وكان كوركيس عواد قد كتب اليه رسالة قبل سنوات فقام بزيارته وتحدثا معا وقال له الحصري ان موقعك ليس هنا وانما في المتحف العراقي وتم تعيينه اول مدير لمكتبة المتحف العراقي".

وبين انه "بعد إحالته على التقاعد عام 1963 تمت الاستعانة به لتأسيس مكتبة الجامعة المستنصرية، والتي اصبحت فيما بعد من امهات المكتبات، واستمر في العطاء الى ان رحل عن عالمنا في عام 1992".

مؤرخ الحركة الآثارية في العراق الدكتور عبد الهادي الساعدي قال ان "الرحلة مع كوركيس عواد تبدأ من السبعينيات حيث تم تعييني في الجامعة المستنصرية عام 1973 وحينها بدأت النشاطات الثقافية منذ ذلك الوقت وبدأت بتأليف كتاب عن الجامعة المستنصرية بكل ما تحتويه من اساتذة واحصائيات باعداد الطلبة والمكاتب والمدراء وكل ما له صلة بهذه المؤسسة الرائعة، وسمعت بان كوركيس عواد هو امين المكتبة فقمت بزيارته وعرضت عليه الامر فقام بتشجيعي واعطاني خريطة العمل، وحرصت على زيارته بين فترة واخرى كلما انجز مجموعة او قسم من هذا الكتاب كنت اعرضه عليه وكان يفرح كونه شاب في العشرينيات ينجز دليلا عن الجامعة باللغتين العربية والانكليزية فكان بالنسبة له شيئا مفرحا، وبعد ان انجزت الكتاب وتمت طباعته لم يوضع اسمي عليه فذهبت لكي اشتكي له فقال لي انت لست من هذه المجموعة؟ فقلت له لا، وكان يقصد الجانب السياسي، وقال الحمد لله انه فقط هذا الكتاب ولم تتعرض لشيء اخر، بعدها بمدة حدث ما توقعه الراحل، وتم نقلي من الجامعة المستنصرية الى وزارة الثقافة وبعدها الى الهيئة العامة للاثار والتراث ومنها الى متحف ثورة العشرين في النجف".

وذكر انه "بعدها بدأت لقاءاتي مع كوركيس عواد بطريقة غير مباشرة، حيث وجدت العديد من ملاحظاته داخل الكتب في مكتبة المتحف وكذلك فهرسته للمكتبة".

من جانبه قال الاستاذ حسن عريبي الخالدي، انه "تشرفت بمعرفة معلمي الراحل كوركيس عواد في المجمع العلمي العراقي وكنت كثير التردد على مكتبة المجمع منذ السنة الاولى لدراستي الجامعية سنة 1968، ما اجمله من يوم كان قد جمعني بشيخ المفهرسين قاطبة وكان يجلس قبالتي يحدثني عن المهنة ومحل الاهتمام، واجبته، وكأنه وجد ضالته فيّ، فاخبرته بما يتصل بكتاب معجم الرحلات العربية، بعدها قام باهدائي نسخة من كتابه معجم المؤلفين العراقيين، وقد وشّح صفحة من باهدائه".

وتابع انه "كان من جميل اثره وعظم فضله اني عددت نفسي بزهو من عداد تلامذته والمتأدبين بأدبه الذين ساروا على نهجه وحاكوه، وكان الاستاذ كوركيس عواد عالما فذا مدققا له نفس طويل وصبر على مطالب البحث ولوازمه وهو لم يزل الفذ الذي لا يدانى في فني الببليوغرافيا والفهرسة، والغريب المدهش انه تفرد دون منازع في عصر لم يكن للعالم ما يعينه الا همة راسخة".

بدوره قال الدكتور بكر الراوي ان "الكلام عن كوركيس عواد هو كلام عن الثقافة العراقية والعربية، وهو روح للثقافة العربية التي اخلص لها طيلة حياته، وقبل ان يكون عضوا في المجمع العلمي العراقي بسنوات، كان عضوا في مجمع اللغة العربية في دمشق واصبح عضوا مؤازرا في مجمع اللغة العربية في الاردن وعضوا في المجمع العلمي الهندي وكل هذه العضويات كان اضاف لها مشاركاته في البحوث والمخطوطات، وكانت مشاركاته في المؤتمرات الدولية محط اشادة الجميع".

الاستاذ زين احمد النقشبندي تحدث عن المخطوطات في مكتبة المتحف وكيف تتم فهرستها، ومن خلال عمله تعرف على اول مجموعة من المخطوطات وكانت مكتبة الراحل كوركيس عواد قد تم شراؤها لمكتبة الدراسات العليا.

في ختام الجلسة قال الناقد شكيب كاظم، ان "كوركيس عواد المفهرس والمحقق الثبت، يعد من قلة قليلة اهتموا بعلمين قد لا يتأتيان الا لمن وهب خصيصة المصاولة والمطاولة والتنقيب في بطون المصنفات وحمل الجذاذة في الجيب حتى لا تكاد تفارقه كي لا تشرد واردة وتذهب عن الخاطر شاردة".

واكمل، ان "كوركيس من قلة ممن اهتموا بعلم الفهرسة ولعله كان رائدا من رواده في الزمن العراقي الحديث ليتوالى رهط المفهرسين الافذاذ، وكان له الى جانب الفهرسة اهتمام بتحقيق المخطوطات".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top