فيما خص فتاوي التكفير... والخوف من الكلمة الحرة....

فيما خص فتاوي التكفير... والخوف من الكلمة الحرة....

نجم والي

في 3 حزيران 1992، نشرت جريدة (النور) الإسلامية المصرية – والتي كان بينها وبين الكاتب المصري فرج فودة قضية قذف بعد اتهامه بأنه يعرض أفلاما إباحية ويدير حفلات للجنس الجماعي في جمعية (تضامن المرأة العربية)،

 وهي القضية التي كانت الصحيفة في طريقها لخسارتها – نشرت جريدة (النور) بيانا من ندوة علماء الأزهر يكفر فرج فودة ويدعو لجنة شؤون الأحزاب لعدم الموافقة على إنشاء حزبه (المستقبل). في 8 حزيران قبيل أيام من عيد الأضحى، انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، على دراجة نارية أمام (الجمعية المصرية للتنوير) بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فرج فودة. وفي الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد وصديق، وفي أثناء توجههم لركوب سيارة فرج فودة، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلي فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين. غير أن سائق سيارة فرج فودة انطلق خلفهما وأصاب الدراجة النارية وأسقطها قبل محاولة فرارها إلى شارع جانبي، وسقط عبد الشافي رمضان وارتطمت رأسه بالأرض وفقد وعيه فحمله السائق وأمين شرطة كان متواجدا بالمكان إلى المستشفى حيث ألقت الشرطة القبض عليه، أما أشرف إبراهيم فقد تمكن من الهرب.

حملت سيارة إسعاف فرج فودة إلى المستشفى، حيث قال وهو يحتضر „يعلم الله أنني ما فعلت شيئا إلا من أجل وطني.“ وحاول جراح القلب د. حمدي السيد نقيب الأطباء إنقاذ حياة فرج فودة، لمدة ست ساعات، لفظ بعدها أنفاسه الأخيرة.

بالتحقيق مع عبد الشافي رمضان، أعلن أنه قتل فرج فودة بسبب فتوى الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد في عام 1986. فلما سؤل من أي كتبه عرف أنه مرتد، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب، ولما سُئل لماذا اختار موعد الاغتيال قبيل عيد الأضحى، أجاب: لنحرق قلب أهله عليه أكثر..

في 14 أكتوبر من عام 1995، تعرض صاحب النوبل «نجيب محفوظ» للطعن بسكين في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله، لإتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته «أولاد حارتنا» والتي كفرها الأزهر والأخوان المسلمون، لحسن الحظ كانت السكين عمياء ولم يمت نجيب محفوظ كنتيجة للمحاولة، ولكن أعصابه على الطرف الأيمن العلوي من الرقبة قد تضررت بشدة أثر هذه الطعنة. حين سأل القاضي الشابين، إن كانا قد قرءا الرواية، أجابا بالنفي. إنهما أصلاً لا يكتبان ولايقرءان ونفذا فتوى الأزهر وحسب.

اليوم في 12 أوغسطس 2022 تعرض سلمان رشدي، كاتب آخر لطعنة سكين على يد شاب من شاكلة قتلى فرج جودة ونجيب محفوظ، الشاب المجرم هذا، ربما هو فرح بما فعل، وهو ينفذ الفتوى التي أطلقها الخميني عام 1989 والتي أصبح عمرها (كم؟) 33 عاماً، بالتأكيد أنه لم يقرأ الرواية، لا حاجة لأن يسأله القاضي، لكن الأتعس من كل هذا، أن عمره 24 عاماً وحسب، أي أصغر من عمر الفتوى بتسع سنوات.... فمن أي مستنقع قدم هؤلاء؟!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top