استغلال واضح

وفي هذا الصدد، أشار المحلل السياسي علي الجبوري، إلى استخدام الصراع السياسي لمشكلات الطاقة الكهربائية بهدف تأجيج الشارع.

وقال الجبوري في حديث لـ (المدى)، إن "هذه المشاكل موجودة قبل أن تكون هناك أزمة سياسية، والتي سببها الفساد وسوء الإدارة ووجود مواقف حزبية وسياسية من تنفيذ المشاريع الخدمية".

وأضاف الجبوري، أن "الصراع السياسي استخدم هذه المشكلات في تأجيج الشارع لطرف معين"، مبيناً أن "هكذا أزمات أو عمليات فرض إرادة من الممكن أن تنعكس سلباً على الشارع، وقد يستخدمها أحد الأطراف؛ لأن نتائجها أو مخرجاتها تضر بالطرف الآخر، وهذا وارد في العملية السياسية فالمنظومة السياسية تستخدم أبشع ردود الأفعال التي يمكن أن تستخدمها عصابات الجريمة المنظمة عندما يتعلق الأمر بالنفوذ".

أسباب الأزمة

من جانبه، أكد عضو مجلس النواب عن البصرة رفيق الصالحي، أن ما يحصل من تراجع كبير بواقع الطاقة في محافظات الجنوب هو أمر متعمد من قبل بعض الجهات.

وقال الصالحي لـ (المدى)، إنه تم "جمع أكثر من 130 توقيعاً نيابياً بهدف عقد مجلس النواب جلسة طارئة في أي مكان تحدده رئاسة المجلس لمناقشة تردي الطاقة الكهربائية في الجنوب ولمنع خروج الأوضاع عن السيطرة في هذه المدن بسبب الغضب الشعبي".

وحذر الصالحي، من "مخططات يريد البعض استغلالها في الصراع السياسي حيث هناك شكوك خاصة فيما يتعلق بحريق الوحدة الخامسة في محطة كهرباء خور الزبير".

إجراءات عاجلة

إلى ذلك، أشار النائب الأول لمحافظ البصرة محمد التميمي، إلى "اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار هذه الخروقات التي حصلت في المحافظة".

وقال التميمي في حديث لـ (المدى)، إن "غالبية تلك الحوادث التي تحصل في محطات الكهرباء هي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة إضافة إلى الأحمال الزائدة التي تفوق طاقة المحطات الكهربائية".

وأضاف، أن "محافظة البصرة ترفض تطبيق أي قرار يتعلق بتخفيض حصة المحافظة من الطاقة الكهربائية خصوصاً وان درجات الحرارة في البصرة مرتفعة جداً".

وازدادت الحرائق بالمحطات الكهربائية في محطات الوسط والجنوب مؤخراً لأسباب مجهولة ودون حلول حكومية لمنع تكرارها في المستقبل.

وكان مصدر أمني قد أفاد (3 آب 2022)، باندلاع حريق بمحطة كهربائية في العاصمة بغداد.

بدورها أعلنت مديرية الدفاع المدني، السبت (18 حزيران 2022)، عن إخماد حريق اندلع داخل محطة كهرباء الزبيدية الحرارية في محافظة واسط.

وكان بيان لوزارة الكهرباء، تلقته (المدى)، قد ذكر أن "تقرير الطقس الدولي أشار إلى دخول مناطق جنوبي العراق ووسطه الجدول الدولي لأعلى درجات حرارة مسجلة في العالم إيذانا ببدء الارتفاع الحراري التدريجي لعشرة أيام حرارية قادمة وبدرجات تفوق الخمسين درجة مئوية".

وأضاف البيان، أن "الوزارة تهيب بالمواطنين لمراعاة ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، والترشيد باستهلاك الطاقة وإطفاء الإنارة، والأجهزة الكهربائية غير الضرورية، وتخفيف الأحمال".

وأشار، إلى أن "ذلك يأتي حفاظاً على استقرارية المنظومة ولتتمكن المنظومة من مواكبة الطلب وعدم التأثير سلباً على ساعات التجهيز".