TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ويح بلادِ لا تُقسم لأبو مازن

العمود الثامن: ويح بلادِ لا تُقسم لأبو مازن

نشر في: 20 أغسطس, 2022: 11:20 م

 علي حسين

هل كان لابد أن يظهر فيديو وزير الصناعة في حكومة عادل عبد المهدي الـ"تكونو قناصة"، صالح الجبوري، وهو يؤدي القسم أمام "أبو مازن"، ويتعهد بوضع وزارة الصناعة تحت إشارته وعدم مخالفة توجيهاته "السديدة"، حتى ندرك حجم الكارثة؟.

هل هذا الفيديو يمثل نموذجاً فردياً لمنظومة حكم ستبلغ عامها العشرين؟، ربما كان الأوفق والأصوب، أن نعترف بأن الوطن كله تحول إلى مزاد في حلبة السياسيين، كل مدير عام ووكيل وزارة ونائب عليه أن يؤدي القسم لا لخدمة الوطن الذي يقبض منه راتباً وامتيازات وسيارات مصفحة، وإنما أن يكون القسم بالولاء لرئيس الحزب بأن يضع الوزارة أو المؤسسة تحت إشارة رئيس الكتلة.

قبل هذا التاريخ بأكثر من عشرة أعوام، كنت مثل كثيرين يبحثون عن الغريب والمثير في عالم السياسة العراقية، كان هذا قبل أن تنفجر حنفية المضحكات بأشكالها وألوانها البراقة "عباس البياتي.. خالد العطية.. محمود الحسن.. عتاب الدوري.. علي حاتم السليمان.. عواطف النعمة.. محمود المشهداني.. حنان الفتلاوي.. صالح المطلك.. عالية نصيف، وعشرات غيرهم، كانوا معيناً لي في الاستمرار بكتابة عمود يومي، طبعاً لا يسعني إلا أن أوجه الشكر الخاص للسيد إبراهيم الجعفري الذي تفوق على الجميع، وأثبت أنه المؤسس الحقيقي لمدرسة الكوميديا السياسية في العراق.

بعد سنوات سنكتشف أن المهازل السياسية ليست موسماً وينتهي، لكننا وجدنا مصابي وباء المهازل والكوارث يتكاثرون وكأنهم يثبتون بالدليل القاطع أن هذه المدرسة لن تغلق أبوابها، وأن "جنابي" سيجد دائماً موضوعاً ساخناً يملأ به هذه الزاوية. ولأنّ الله رحيم بعباده من العراقيين، فقد تلقيت بسرور بالغ عودة أبو مازن إلى ساحة العمل السياسي وبيع المناصب.

صحيح أن فيديو قسم "أبو مازن" سيمر وكأن شيئاً لم يكن، وسيخرج علينا البعض ليتهم أصابع خارجية بتشويه سمعة "المناضل" احمد الجبوري، غير أنه لو كنا نعيش في دولة يُحترم فيها القانون وتتمتع بكامل سلامتها لما شاهدنا مثل هذا الفيديو المخزي.. لكننا للأسف نعيش في دولة مصابة بزهايمر وضعف في الرؤية. دولة تجيّش فيها الجيوش لمحاصرة متظاهرين شباب، وتسفك دماء المئات منهم، وبدلاً من أن يُقدم المسؤولون عن المجازر إلى المحاكمة، تم منحهم تقاعداً مجزياً وامتيازات.

تتذكرون كيف خرج علينا ذات يوم "أبو مازن"، ليطالبنا بأن نعطيه ثلاثين مليون دولار كي يصرفها على الغجريات! .فهي في نظره أفضل من العملية السياسية التي لا تريد أن تعطي رجلاً بحجم "أبو مازن" حقه، فمنصب وزير ومحافظ، وعرّاب صفقة رئيس البرلمان ونائب أو نائم دائم على قلوب العراقيين، لا تكفي مسيرة أحمد الجبوري الذي طالبنا بأن نسميه "الزعيم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram