ماذا تنتظرون ...؟

ماذا تنتظرون ...؟

المدىاربعة اشهر وثمانية ايام مرت بالكمال والتمام على انتهاء وضع اخر ورقة اقتراع في صناديق انتخابات السابع من آذار، ومازالت النخب السياسية المتصدية للعملية السياسية تراوح في مربع التحالفات والحوارات التي لم تتمخض حتى اللحظة عن بلورة اتفاق يحسم القضايا المعلقة، والدليل ، هو جعل الجلسة الاولى للبرلمان مفتوحة ومن ثم تأجيل انعقادها لاسبوعين، عشية استحقاقها في الثالث عشر من الشهر الحالي، ولا احد يدري حتى الآن ان كان هذا التأجيل سيكون الأخير.

الحقيقة الاكيدة حتى الآن هي اتساع مساحة  التساؤل في الشارع العراقي انطلاقا من سؤال موجه للنخب السياسية نفسها. ماذا تنتظرون ..؟ الجميع يحذر من الآثار السلبية لتأخر تشكيل الحكومة، على مستويات الأمن والاقتصاد والخدمات، فضلا عن عرقلة انطلاق العملية السياسية ووجهة نظر شعوب المنطقة فيها باعتبارها، حسبما نريد، تجربة ديمقراطية فتيّة في جغرافية الاستبداد المحيط بنا. برغم تحذيرات الجميع الا ان التمسك بالمواقف المعلنة وغير المعلنة هو سيد الموقف حتى الآن، والاصرار على المواقف السياسية ينطلق، من وجهة نظر اصحابها، من احقيات دستورية وقانونية واستحقاقات انتخابية، ناسين أو متناسين، ان مشكلات  تجربتنا السياسية بحاجة الى نوع من الحلول التي تنظر الى المستقبل بطريقة مختلفة، وبالتالي فان مستقبل العملية السياسية في البلاد أهم بكثير من التمسك بالمكاسب والاستحقاقات.ان الجمود لدينا يقابله في الجانب الآخر حراك مكشوف من قوى الاعداء لاجهاض التجربة واظهارها امام شعوب المنطقة باعتبارها جسما غريبا يشبه الفايروس ينبغي محاربته والقضاء عليه قبل ان ينتشر فايروس الديمقراطية في الجسد العربي .المطلوب الآن وقفة جدية أمام هذا الترهل في الاجتماعات والاستخفاف بالزمن الذي يمر علينا، وهو زمن ينبغي ان يكون للبناء والاعمار وترصين التجربة الديمقراطية في العراق بدلا من تبديده في الحوارات المكررة الافكار والمواقف والابتسامات في الوقت الذي ينتظر المواطنون عملا سياسيا من طراز رفيع ينقذ الجميع من الأزمة لتحقيق الأهداف والشعارات التي رفعت في اثناء السباق للحصول على صوت الناخب!.  

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top