اللغة في قناع المعنى

اللغة في قناع المعنى

عباس الحسيني

ان الكون كله..يحتمل ان يكون رمزا

كارل يونغ

في مقاربة لجوهر السلطة ومساحات الإبداع الشعري، فقد يكون التحليق ضروريا، مع سفر الدكتور ناظم عودة، حيث الوقوف على معالم المرحلة المعاصرة المرتبكة الملامح، بــدءا الشاعر الاشكالي:

تي اس إليوت، وليس انتهاءا، بدعائم حفريات التو سوسير

فقد يبدو فن الشعر عموما ونشاط الشعر العراقي، على وجه التحديد، في عالم الْيَوْمَ تطهيرا فكريا، وتجاوزا معرفيا وليس مجرد ترف تعبيري، بجذور تراثية، وان لم يعبه ذلك، وهو سجال شبه ابدي بين المعنى والاسلوب، وبين السلطة وحرية التعبير، لخلق عوالم مثالية بديلة، كما في فصل الوعي الذي يسنده الباحث الى سيغموند فرويد.

وفِي جزء من المقدمة، يعلل الباحث لغياب الوعي والثقافة لدى البعثيين الاوائل، دون تعليل لهذا الكشف التاريخي المعرفي، ومع تفرد الشيوعيين بالثقافة والوعي الإبداعي الخالص، وان كان هذا صوريا، او متعارفا عليه بين النخبة، وذلك بسبب نهل الشيوعيين من الثقافة الماركسية، وبقاء القوميين ضمن نزعتهم الراسخة، فما زال الصوت القومي البعثي حتى الان، بلا ثقافة خلق وتحليل مثاليين، وأفضل نموذج هو الكاتب حسن العلوي، الذي يدمن اجترار مواقف التاريخ، بنموذجها الزاحف للسلطوية كتعبير عن الخزانة القومية.

البحث الشيق للغة المقنعة يمر عبر شعراء الحقبات الخمسينية، حتى نهاية ٢٠٠١، عبر السياب والبياتي، وسركون بولس فاضل العزاوي خزعل الماجدي وزاهر الجيزاني وكمال سبتي ومحمد تركي النصار وعدنان الصائغ وباسم المرعبي ومحمد مظلوم وعقيل علي وحسين علي يونس واخرين...

أزمة اللغة والتداخل المعرفي في النص، ستبقى واحدة من اهم سجالات الآني والتاريخي، رغم الطفرات الكبرى في عالم الشعر ورغم لغة التجاوز والتنوير الفلسفي، وذلك بسبب غائية اللغة الشعرية، وسعيها الحميم في معادلات النص والمعنى، وبسبب من تمردها البلاغي...

يتحتم على القارئ ان يكون مؤلفا، حسب انثيالات رولان بارت، كنهج للكتابة في درجة الصفر، وربما يتحول المبحث الادبي الاستقرائي الى نهج معرفي لمعرفة اعمدة الحكمة التي رسمتها، او سترسمها رؤى الشعراء عبر تاريخ الالم الانساني.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top