TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: أثقالنا .. هموم وتساؤلات!

باختصار ديمقراطي: أثقالنا .. هموم وتساؤلات!

نشر في: 18 أكتوبر, 2022: 11:22 م

 رعد العراقي

بهدوء وصمت، خرجت الأثقال العراقية من بطولة آسيا في مملكة البحرين بخيبة كبيرة من دون أن تحقق أي ميدالية تحفظ لها ماء الوجه باستثناء المركز السادس فقط.

الأصوات والوعود خلال معسكرات الاستعداد بتحقيق انجازات كبيرة تراها تلاشت بعد أن طارت الأرزاق لمن هو أجدر وأحقّ بحصد الميداليات واعتلاء منصّات التتويج.

ظهرت في البطولة اسماء دول اجتهدت وعملت بصمت بلا ضجيج، ونالت الذهب لأول مرّة في تاريخها، بينما نحن من سجّل تاريخاً مُشرِقاً ضعُفَتْ قِوانا، ولم نعدْ نقهر الحديد!

دعونا من الأعذار والأسباب التي سيرويها بالتأكيد أصحاب الشأن في اتحاد رفع الأثقال ومن يُصدّق تبريراتهم ويُسهم بسكوتهِ في تراجع اللعبة وانحسار الانجازات الخارجيّة، ولنذهب مباشرة نحو أصل المُشكلة وتراكم أسبابها على مدى سنوات مضتْ.

البداية كانت من الصراعات على المنصب وما خلّفته من تجاذبات واصطفافات وشرخ كبير في بيت الأثقال قوّضت فُرص خلق بيئة صحيّة تجمع الخُبراء وتتفرّغ نحو رسم طريق الوصول نحو تطوير البنية التحتيّة واستقطاب المواهب وتأسيس قواعد جديدة لبناء أبطال حقيقيين وليس من ورق.

كم فضيحة هزّتْ اتحاد الأثقال بعد كل بطولة دوليّة سابقاً حين تظهر نتائج فحص المنشّطات إيجابية لربّاعين صُرفت عليهم أموال طائلة ومعسكرات خارجيّة لتذهب هباءً ومعها تلطخ سُمعة الرياضة العراقية.

هل يُعقل أن يستمرَّ اتحاد بقيادة لُعبة مهمّة وهو يعجز عن ضبط سلوك لاعبيه والحدِّ من آفة اللجوء لتناول المنشّطات كأسهل الطُرق لتحقيق الانجازات الوهميّة؟ إلا إذا كان سكوته مُساهمة غير مباشرة للخروج من اخفاقاته المستمرّة أملاً بأن يُنقذ ربّاعيه من الفحص، ويُحسم موقفهم!

من حقّنا أن نتساءَل عن نتائج التحقيق، ومَنْ كان سبباً في مشاركة لاعبين سبق وأن ثبُتَ تناولهم المُنشِّطات؟ هل يُعقل أن تكتفي الجهات المسؤولة عن العقوبات الدوليّة بإيقاف الربّاعين عن المشاركات الخارجيّة دون أن تنال الإجراءات من اتحاد ومدرّبين من المفترض أنهم يتحمّلون المسؤولية كاملة بعد أن تغاظوا عن متابعة لاعبيهم ولم يتّخِذوا أي إجراءات خاصّة بالفحص ومُراقبة النظام الغذائي والصحّي لكلّ لاعب قبل أي مشاركة خارجية؟

ربّما يخدع البعض بنتائج تحقّقها لعبة الأثقال في بطولات خارجيّة غير مهمّة، ولا تتخذ بها إجراءات فحص معتمدة هي من كانت غطاء يحمي الاتحاد وتبعد عنه الضغوط إلا انها تتهرّب من المشاركة في بطولات إقليميّة ودوليّة معتمدة تحت ذرائع مختلفة لأنها تدرك جيّداً أن عدم قدرتها على تحقيق أي نتائج لضُعف الربّاعين الاصحّاء ممّن لا يلجأون للمنشطات، فكيف يمكن تبرير ابتعاد الربّاع علي عمار يسر 109كغم الحاصل على الميدالية الذهبية في بطولة آسيا بطشقند في شهر تموز الماضي عن المنافسة أو الوصول لأرقامه المتحقّقة في تلك البطولة برغم زخم الإعداد الذي من المفترض أن يُحسّن مستواه نحو الأفضل وهو دليل أيضاً على أن بطولة طشقند لم تشارك بها نخبة أبطال آسيا في حينها برغم الهالة الإعلامية ورسائل الإشادة التي أنهالت على ذلك الانجاز لتظهر الحقيقة المُرّة في المنامة.

باختصار.. لعبة الأثقال ستبقى أسيرة هموم الاخفاق طالما أن هناك لوثة حُبّ المناصب والعلاقات الشخصية هي من تُقزّم إجراءات المُحاسبة للجهات المسؤولة وعدم اكتراثها بتراجع اللعبة، وهي ذاتها من جعلت الهيئة العامّة للعبة مجرّد متفرّجين لا يتجرّأون على تغيير الواقع والانتصار لرياضة الشجعان وانقاذها من براثِن التزييف والانجازات الوهمية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram