(اوكسجين 1) يوثق مسيرة المجلة الالكترونية على مدى 17 عاما

(اوكسجين 1) يوثق مسيرة المجلة الالكترونية على مدى 17 عاما

علاء المفرجي

دبي عندما كنت احضر مهرجانها السينمائي، أخبرني الاعلامي العراقي المقيم في إيطاليا، أن الروائي والناقد السينمائي السوري زياد عبد الله يسال عنك، وما أن التقيت بزياد، حتى قلت له:

ما اخبار (اوكسجين)، أجابني كما هي أخبار (تاتو)؛ الجريدة الثقافية الصادرة عن المدى.. فالمطبوعان يعملان بالمجال نفسه، طبعا من غير أتفاق، فالأولى سبقت تاتو بالصدور بخمسة أعوام، حيث انطلقت عام 2005 بينما تاتو عام 2009، والمجال اللذان يعملان به ما هو انهما مساحة بلا وصاية، ومحرروها بشر حالمون، ثقافتهم خاصة ومغايرة ومثالية وصِدامية، ودائما ضد كل أنواع التابلوهات.. وتبادلنا الأفكار في هذا اللقاء السريع، لتتعمق العلاقة عن طريق السينما، والكتابة عنها.

كنت متابعا مواظبا لأوكسجين الاكترونية، حتى قبل تأسيس تاتو، وربما في الشروع لإصدار تاتو، كانت أوكسجين تقبع في لا وعي مؤسسيها. فكان المجال الواحد اللذان يحفران فيه موضوعا مختلفا ومتلقِ خارج عن السائد.

في (أوكسجين 1) يبدأ زياد عبد الله تجربة جديدة في مشروعه المختلف، حيث يصدر عن «محترف أوكسجين للنشر» في بودابست «كتاب أوكسجين 1»، وهو كتاب فصلي من سلسلة توثق «الإبداعات والفضاءات التجريبية»، التي شهدتها مجلة أوكسجين الإلكترونية منذ انطلاقتها عام 2005.

ينقل هذا الكتاب تجربة أوكسجين من الرقمي إلى الورقي، على عكس السائد... المحتوى كاملاً منتقى من الأعداد العشرين الأولى الصادرة عام 2005. وقد قام مؤسس ومحرر مجلة أوكسجين الروائي والشاعر السوري زياد عبد الله، بتنسيقها وترتيبها وتبويبها، متبعاً هيكلية كتاب سردي وشعري، كل فصل يتضمن عدداً من المواد اجتمعت تحت عنوان واحد، مثل: «جمهورية الحواس» و«رأسمالية علنية... اشتراكية باطنية» و«سينما الهواء الطلق» و«تربية وطنية» و«جهنم التي أعدت للاجئين» و«أيام بلا حسنات» وغيرها، و«ليكون القارئ أمام كتابٍ متكامل ومتناغم من تأليف أوائل من خاضوا غمار تجربة أوكسجين».

وفي هذا السياق، يصف زياد عبد الله هذا الكتاب بأنه «يهزأ بالزمن، ولا يأبه به، ويتخذ منطقاً مغايراً لمنطقه، ضارباً عرض الحائط بمساره ونسقه، وهو يحوِّل الماضي إلى حاضر، ويعود بالزمن ليمضي به قُدُماً، مأخوذاً بعاطفة قوية، تبدو للوهلة الأولى مشوَّشة من شدّة اتساقها، كتلك التي يثيرها عصفورٌ صغير ملوَّن، تحيطه بيديك هلعاً، تريد أن تُطبِق عليه جرَّاء جماله، وكلك خوف أن تهصرَه من شدَّة الحب».

عن العدد الأول يقول زياد: جاء الكتاب في 308 صفحات أسهم فيه 31 كاتباً وكاتبة من سوريا ومصر ولبنان وفلسطين والسعودية والإمارات والمغرب وليبيا، كما تضمن مقدّمة مطوّلة لعبد الله استعاد فيها أكثر من 17 سنة من تجربة «أوكسجين»، وحيثيات تأسيسها وعوالمها وتطلعاتها وما تعرضت إليه من حجب ومنع وقرصنة.

أسهم في كتاب «أوكسجين 1»: إبراهيم توتونجي، أحمد العسم، أحمد سواركة، أسامة إسماعيل، أسامة شعبان، إسماعيل الرفاعي، أشرف فياض، أمل إسماعيل، أيهم عنان خيربك، حازم سليمان، حسام فاضل حشيش، حسان الزين، خالد أبو كريم، خالد السروجي، زياد عبد الله، سارة عباسي، سامر أبو هوّاش، سوسن سلامة، طارق إمام، عبد الرحيم العوجي، عبد الله المتقي، فادي سليمان الراهب، فاطمة ناعوت، فراس سليمان محمد، كريم سامي سعد، محمد العريشية، محمد حسن أحمد، محمد خضر الغامدي، ممدوح رزق، نائل الطوخي، نجوى بن شتوان.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top