بعد أن صدَقَ الإداري الياباني بتوَعُّده لنجمٍ سعودي..حسين جبار يتساءَل : أين نحن من نتائج آسيا في مونديال قطر؟

بعد أن صدَقَ الإداري الياباني بتوَعُّده لنجمٍ سعودي..حسين جبار يتساءَل : أين نحن من نتائج آسيا في مونديال قطر؟

 بغداد / المدى

أفلح من خطَّطَ وصبرَ ونفّذ في مشروع وطني وإن طال وقته، فالنتائج القادمة تصبُّ حتماً في مصلحة الأجيال بعيداً عن مكاسب آنيّة لا تستندُ الى أهداف بعيدة، تلك خلاصة إشارات حسين جبار حربي، المختصّ في شؤون الانظمة واللوائح الرياضيّة،

التي يُمرِّرها اليوم في قراءة موندياليّة موضوعية عبر (المدى) الى عناوين عدّة من قادة الرياضة وخاصّة "مسؤولي كرة القدم" الذين تحدّثوا كثيراً وعملوا قليلاً، وظلّت مشاريع الفئات العمريّة تستنزفُ الجهود والأموال بلا حصاد نوعي متميّز يُشجِّعها على التواصُل والتصاعُد بالهِمم وبصدقية كبيرة مع الذات قبل الوطن.

مفاجآت المونديال

تواصلاً مع الحدث العالمي الأبرز على صعيد كرة القدم، ونجاح قطر بتضييف النسخة 22 من منافسات كأس العالم العام 2022 عن جدارة، تابع عشّاق كرة القدم نتائج المنتخبات الآسيوية المُشرِّفة، والتي عدّها الغالبيّة من أبرز مفاجآت البطولة، ولعلّ أبرزها الفوز التاريخي للسعودية على الأرجنتين (2-1) والتي سبق للأخيرة أن خطفت الكأس الذهبيّة بالنهائيّات مرّتين عامي 1978 و1986 وكان ترتيبها الثاني في الأعوام 1930و1990و2014 وكذلك فوز اليابان على ألمانيا بالنتيجة ذاتها، والمستوى المُشرّف الذي قدّمه المنتخب الإيراني بفوزه المستحقّ جداً (2-0) على منتخب ويلز الزاخر بنجوم يُشار لهم بالبنان، وتُحسب الفرق المُنافسة لهم ألف حساب!

موقف في الدوحة

ومع الفوز السعودي تحديداً، عادت بنا الذاكرة الى موقف شهده ملعب حمد بن خليفة بالنادي الأهلي بالعاصمة القطرية الدوحة يوم 18 كانون الأول عام 1988 وتناولته الصُحف العربيّة الرياضيّة في حينها بعد فوز السعودية بكأس آسيا على حساب كوريا الجنوبية بركلات الترجيح (4-3) عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، حيث كشف النجم السعودي السابق والمدرب الحالي محمد عبد الجواد عن لقاء أحّد المسؤولين في الاتحاد الياباني لكرة القدم معه بعد انتهاء مراسم تتويجه وزملائه بالكأس، وقال له ما نصّه (عليكم جمع أكبر رصيد من البطولات حالياً فربّما لن تسعفكم قوّة منتخبكم مستقبلاً لأن المستقبل لليابان فقط وليس للعرب في آسيا)!

وبالفعل صَدَقَ الرجل بتوعّده للنجم السعودي، فقد كان عام 1984 بداية التخطيط للنهضة اليابانيّة الكروية حينما أرسل الاتحاد الياباني عدداً كبيراً من لاعبيه الصغار في السنّ إلى دولة البرازيل منجم مهارات كرة القدم في العالم، ليتمّ توزيعهم على مختلف الأكاديميات ومدارس الأندية هناك، يتعلّمون المهارات الأساسيّة الصحيحة.

رؤية كاوابوتشي

واستمرّ التخطيط الكروي الياباني من خلال رؤية وضعها انسان محبّ لبلده وطموح هو رئيس الاتحاد الياباني السابق سابورو كاوابوتشي، وذلك عام 2002 عندما شكّل اللجان التي تقوم بزيارة المحافظات المختلفة في اليابان وعددها (47 محافظة) لكي يرصدوا المشاكل والمعوّقات، ويضعوا لها الحلول الآنية والمستقبليّة، وحُدِّدت الموازنات التخمينيّة اللازمة للنهوض بواقع كرة القدم فيها، وتوّجَت كل تلك الجهود بعد ثلاث سنوات حيث أطلقوا عام 2005 مشروع (الحُلم قوّة الإنجاز) والذي وضع هدفاً نهائيّاً له يتمثّل بسعي اليابان للفوز بكأس العالم عام 205!

تمّ بناء الهدف النهائي على أساس تحقيق أهداف مرحليّة للتحقّق من صحّة ودقّة تنفيذ الرؤية الشاملة، ومن أمثلة هذه الأهداف المرحليّة أن يتّسع عدد أعضاء كرة القدم اليابانية ليصل الى 5 ملايين بمختلف العناويين والتخصّصات، كذلك أن يكون المنتخب الياباني ضمن المنتخبات العشرة الأولى في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) والذي يحتلّ حالياً المرتبة 22 فيه.

ممّا تقدّم يتبين للقارئ اللبيب أن الدول التي تُريد النهوض بواقعها الكروي تستندُ الى التخطيط الرياضي الصحيح المُستنِد أصلاً الى أسس علميّة تُراعي شموليّة التخطيط وأركانه الأساسيّة، وليس التنظير الحاصل عندنا في أغلب ما نسمعه ونقرأه إلا ما ندر!

مواهب مغتربة

للمقارنة وتنبيه أصحاب القرار، فإن العراق يمتلكُ فرصة لا تمتلكها أغلب إن لم نقل جميع فرق آسيا من خلال تواجد خامات ومواهب كرويّة عراقيّة مُغتربة ممتازة جداً تم بناءها بدنيّاً وذهنيّاً بشكل علمي صحيح إن توفّر لها التخطيط الصحيح والإدارة الوطنيّة المُخلصة الناجحة التي تعتمد تمازج الخبرات والمواهب بينهم وبين لاعبي الدوري العراقي أو الدوريات العربيّة ستكون قادرة على تحقيق نتائج لافتة وسريعة على الصعيد الإقليمي والقاري، تحتاج إلى أصحاب قرار لديهم غيرة على البلد، يفكّرون بعقليّة القادة، ولعلّ أهم خِصال القادة الاستماع للمشورة والنصح والأخذ بالاستشارة لأنّ مَن حاور الرجال شاركهم عقولهم، وتلك غنيمة كبيرة ومكسب يعادل أحياناً ثروات ماليّة لمن يفهم ويُقدّر ويستوعِب ويعمل بما فهم .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top