أمل عبدالملك
استضافت مدينة البصرة العراقية بطولة خليجي 25 والتي عادة ما تقام كل سنتين بمشاركة ثمانية منتخبات خليجية وهي قطر والسعودية والكويت وعُمان والبحرين والإمارات واليمن والعراق، وشهدت البطولة حضورًا جماهيرياً عالياً وصل إلى أكثر من 35.000 متفرج لكل مباراة،
وتُعد مشاركة العراق هي السادسة عشرة في تاريخ البطولة بعد أن حصد لقب بطل الخليجي في عام 1979، 1984، 1988، أما منتخب قطر الوطني فقد حصد لقب البطل في 1992، 2004، 2014 وللأسف خرج من بطولة خليجي 25.
وشهد ملعب جذع النخلة في محافظة البصرة حفل افتتاح خليجي 25 بكلمة افتتاحية السندباد البحري وهي شخصية أسطورية عرفناها من خلال افلام الكارتون العربية قديماً وهي ترمز للتجارة التي كانت تنطلق من البصرة عبر المحيطات والقارات، وشارك عدد من الفنانين العراقيين في إحياء الحفل، كما اختصر عرض المؤثرات البصرية تاريخ العراق العريق ورسم أهم المجسمات التاريخية لحدائق بابل المعلقة، وسرد لإنجازات الحضارات المتعاقبة في العراق وأهم المعالم، وأقيمت مباريات البطولة على ملعبين هما جذع النخلة والذي يتسع ل 65.000 ألف متفرج، وملعب الميناء والذي يتسع ل 30.000 ألف متفرج، وهذه الاستضافة تُعّد الثانية للعراق حيث احتضنت البطولة مرة واحدة عام 1979 بعد أن فاز العراق في جميع المباريات ومن ثم غاب عن استضافة البطولة ما يقارب ال 42 عاماً نظراً للظروف الامنية وعدم الجاهزية.
وظهرت البصرة بشكل مختلف هذا العام فقد تم تجهيزها بما يتناسب والاستضافة من مركز طبي متطور وفنادق حديثة ومراكز تجارية وترفيهية وتُقّدر تكلفة الجاهزية بما يقارب مليار دولار، وسهر أهالي البصرة فرحين بهذه الاستضافة ليلة الافتتاح وكأنهم في عرس كروي رفعت به الاعلام الخليجية للدول المشاركة ورددوا الاغاني في كل مكان، ولأول مرة منذ عقود تتحول السيارات الخليجية في شوارع البصرة ويحتفي اهل البلد بوجود إخوانهم من الدول الخليجية ويحفّونهم بالكرم العراقي المعروف، ففتحوا منازلهم للجميع ووزعوا الطعام العراقي في كل مكان حتى في الملاعب، وتألق كورنيش البصرة الذي كان قبلة الاحتفالات يومياً بعد المباريات، وشهد مجموعة من الفعاليات الفنية والثقافية، ناهيك عن تجهيز مناطق المشجعين في اكثر من مكان وشاشات عرض لمتابعة المباريات والاستمتاع ببطولة خليجي 25، وأشاد كثير ممن حضر البطولة في تنظيم البطولة رغم أن العراق بعيد لسنوات طويلة عن تنظيم مثل هذه البطولات وكلنا يعرف حجم الاستنزاف الذي تَعرض له طوال العقود الماضية نظراً للأوضاع السياسية والامنية غير المستقرة، كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات الإيجابية حول البصرة واستعداد اهلها للبطولة، وتناقلت عديد من مقاطع الفيديو التي توثق الأجواء الحماسية والفعاليات المقامة على هامش البطولة واندماج العراقيين مع ضيوف البطولة.
واكتملت فرحة الخليج ببطولة الخليجي 25 بفوز أسود الرافدين العراقي بعد مباراة شديدة المنافسة مع الفريق العماني الذي قاتل لآخر لحظة ولكنها كرة القدم التي ترفض مشاركة اللقب، واستحق العراق الفوز بعد غياب عقود عن المشاركات الرياضية خاصة وأن الفريق يلعب على أرضه وقاتل ليسعد شعبه وبلده وأعتقد انه الدول المشاركة كلها تمنت فوز العراق ليفرح الشعب الشغوف بكرة القدم بالفوز ويحقق بلده النصر، فكل التهاني للشعب العراقي على فوزه في البطولة ونتمنى عودته للمنافسة دولياً.
مبروك للمنتخب العراقي الذي فاز بمليون دولار، ومبروك ال 750 ألف دولار للمنتخب العماني بحصده المركز الثاني.
تحية لأهل بلاد الرافدين العراق العظيم على هذه الحفاوة والكرم الذي ظهر فيه الشعب العراقي مع أخوته من الشعوب الخليجية وأدام عليكم الافراح والأمان.
عن صحيفة الشرق القطرية