لم يبُح بها 16عاماً ترفّعاً عن حساسيّة الأسبقيّة! .. جبار رحيمة: أعددتُ أوّل دراسة جدوى لخليجي البصرة ولم تكن بيئتُها مؤهّلة!

لم يبُح بها 16عاماً ترفّعاً عن حساسيّة الأسبقيّة! .. جبار رحيمة: أعددتُ أوّل دراسة جدوى لخليجي البصرة ولم تكن بيئتُها مؤهّلة!

 حمودي ومسعود توافقا مع تقييمي .. وتمنّيتُ إناطة خليجي 25 لشركة مُحترفة

 بغداد / إياد الصالحي

أكد د.جبار رحيمة، المدير التنفيذي لدورة الألعاب العربية الثالثة عشر المؤجّلة إقامتها في العراق، أنه آثر الصمت طوال 16 عاماً عن تقديمه دراسة الجدوى لمشروع تنظيم خليجي البصرة وما واجهه من معوّقات في حقبتين لوزارة الشباب والرياضة، ولم يبح بها ترفّعاً عن الحساسيّة في طرح الأسبقيّة التي يحاول البعض التفاخر بدوره في المشروع ولم تكن هناك أيّة أوراق معتمدة في الوزارة غير دراسته.

وكشف رحيمة في حديث لـ (المدى) لأوّل مرّة عن الخطوات المُمهِّدة التي قام بها لتحويل حُلم خليجي البصرة الى واقع تنفيذي في عام 2007، قائلاً " زار وفد من وزارة الشباب والرياضة ممثلاً بالإخوة عباس الشمري ود.علي أبو الشون وشاكر الجبوري والمهندس كامل بريهي، العاصمة القطريّة الدوحة، والتقوا بي بهدف مناقشة كيفيّة التحضير الأوّلي للبدء بمشروع بناء مدينة رياضيّة في محافظة البصرة، وتنظيم بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم فيها، فقلتُ لهم سأعدُّ لكم دراسة جدوى المشروع كاملة، ثم طلبوا مني أن اصطحبهم في جولة للاطلاع على منشآت قطر الرياضيّة، وتزامن قبل ذلك أن المسؤولين القطريين كلّفوني بإنشاء ملعب كرة قدم في إريتريا فتحدّثتُ لهم عن أهم المستلزمات التي توفّرت هناك للنهوض بالمشروع".

دراسة الجدوى

وقال رحيمة " أثناء وجود وفد الوزارة في الدوحة أتصلتُ مع إدارة نادي الميناء الرياضي بحضورهم، واستفسرتُ عن عائدية أرض النادي والمقترحات البديلة عند المباشرة ببناء ملعبين جديدين في البصرة، وعند اكتمال الصورة عن واقعها الرياضي من خلال المعلومات، أكدتُ لهم أن دراسة جدوى مشروع البصرة ستُنجز بعد فترة من عودتكم الى بغداد، وبالفعل أعددتُ ذلك مُضمِّناً جميع التفاصيل التي تحتاجها وزارة الشباب والرياضة للإعلان الرسمي عن مشروعها، وقدمتُ دراسة الجدوى بـ 36 صفحة احتوت على ملعبين رئيسيين لتضييف المباريات وفنادق ومساحة للترفيه وغيرها، وعُرض على هيئة الرأي في الوزارة، وحضر الاجتماع المهندس جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة (أيار 2006 - أيلول 2014) ومستشار الوزارة د.باسل عبدالمهدي، وعدد من المدراء العامين، ونقل لي أبو الشون أن المستشار فوجئ بالدراسة باعتبار أن هكذا مشروع لابد أن يكون مُلِمَّاً بتفاصيل محتواه حسب طبيعة عمله، ولا علم لي وقتها أنه سَبق أن بادر بطرح مشروع تنظيم بطولة الخليج على الحكومة، كما لم أطلع على حيثيّات ما كتب لها بحكم إقامتي في الدوحة".

مناقشات موسّعة

وذكر أن " الوزير الأسبق جعفر طلب حضوري الى مكتبه أكثر من مرّة في عام 2008 لمناقشة الدراسة، وفي إحدى المرّات توسّعتُ في الدراسة لتصبح 450 صفحة من 12 فصل، جهّزتها في (فلاش ميموري) في كيفية بناء ملاعب كرة قدم بما تخدم رياضة ألعاب القوى أيضاً من ناحية وجود المضمار والمستلزمات المطلوبة لتحديده حسب القياسات العالميّة، وكلّ فصل في الدراسة يتحدّث عن أمرٍ ما مثل المدرّجات والملعب والأرضية والكهرباء والغرف والجانب الفني، وهنا طلب كامل بريهي من الوزير جعفر أن يعلن عن المشروع للشركات الراغبة بالتعاقد مع الوزارة، فردّ عليه ومن أين لك التفاصيل؟ فقال له كلّ ذلك موضح في دراسة جبار".

ميزانيّة الحكومة

وتابع " تم الإعلان عن المشروع في وسائل الإعلام، وخصّصت الحكومة ميزانيّة لوزارة الشباب والرياضة مقدارها 550 مليون دولار لإنجاز مشروع المدينة الرياضيّة في محافظة البصرة، ووقتها كلّ شيء واضح بشأن الدراسة من ناحية تدريب الفرق الثمانية وقسمّتها (A وB) ومكان تدريبها، وموقع الكاميرات، وزاوية الإنارة من دون أن أتدخّل في موضوع الكُلف ولا الشركات المتخصّصة ببناء الملاعب، لأنها ليست من مهامي مثلما ردّ الوزير جعفر على أحّد مسؤولي وزارته عندما أعتقد الأخير أنني أسعى للاستفادة من دراستي المقدّمة للوزارة للحصول على (الكوميشن) حال توقيع الشركة على عقد المشروع، وقال له جعفر لا علاقة بجبّار بهذا الاستنتاج غير المنطقي، كونه يؤدّي واجبه في خدمة العراق ضمن خبرته ويُطلعنا على كيفيّة بناء مدينة رياضيّة متكاملة التصاميم بعيداً عن الأمور المالية وهوية الشركة التي سيقع عليها الاختيار حسب الشروط القانونية".

المسطّحات الخضراء

واستدرك رحيمة " أثناء مناقشة الوزير جعفر لي في مكتبه، استفسرَ عن سبب مطالبتي ببناء 6 ملاعب في البصرة، وقال ضاحكاً (هل سنُنظِّم دورة أولمبياد في العراق يا دكتور)؟ فقلت له ليست 6 ملاعب، أولاً ضرورة وجود ملعبين رئيسيين لخوض المباريات، وثانياً الملاعب الأربعة الأخرى تكون مُسطّحات خضراء لغرض إجراء الفرق تمارين الإحماء عليها، فلكلّ فريق خصوصيّة في التمرين ولا يريد أن يطلع الآخرين عن خططه، ووجود ملعبين فقط لا يكفي لتمارين 8 فرق"!

نفقات التذاكر

ويشير رحيمة الى " قابلتُ الوزير الأسبق جاسم محمد جعفر أربع مرّات في مكتبه، بناء على طلبه، لتذليل بعض المعوّقات التي تواجه وزارته قبيل انضاج الدراسة، واستفسارهم حول شؤون كثيرة، وكنتُ أتحمّلُ نفقات تذاكر طيران (الدوحة - بغداد - الدوحة) من حسابي الشخصي، وأعطي نُسخاً من التذاكر الى الوزير لغرض صرف قيمتها، وكلّ مرّة أسال عن مصير معاملة الصرف يُقال لي أنها في الوحدة الحسابيّة ولم تُنجز، وفي المرّة الأخيرة أبلغتهم أن مجموع ما أنفقتهُ لشراء تذاكر الطيران يقارب 5 آلاف دولار، وتساءَلتُ حول أسباب عدم صرفها، فقال لي كامل بريهي إنها تحتاج الى إجراءات وموافقات بين الإدارة والحسابات وتستلزم وقتاً طويلاً".

وأردف " عدتُ الى الدوحة من دون أن أحصل على حقوقي التي مضى عليها حتى الآن 15 عاماً، وفي عام 2012 اتصل بي الوكيل الأسبق لوزارة الشباب والرياضة لشؤون الرياضة عصام الديوان، طالباً حضوري الى العاصمة الأردنية عمّان للقاء عبدالله عويز الجبوري مدير الشركة المسؤولة عن بناء المدينة الرياضية في البصرة، بصدد التباحث عن أمور المشروع التي تضمّنتها دراستي التي قدّمتها للوزارة، وبعد انتهاء المهمّة سلّمني الرجل 2000 دولار ثمن تذاكر طيراني (الدوحة - عمّان - الدوحة)".

لقاء عبطان

ويبيّن رحيمة " بعد استلام الوزير الأسبق عبدالحسين عبطان مسؤوليته كوزير للشباب والرياضة (أيلول 2014- تشرين الأول 2018) طلب حضوري الى مكتبه في الوزارة منتصف كانون الثاني عام 2015 لمناقشة ملف تنظيم البصرة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، وقلتُ له لابدَّ من إطلاعي على واقع المحافظة، هل لديها مقوّمات التنظيم حسب شروط الاتحاد الخليجي؟ ذهبتُ الى محافظة البصرة والتقيت بمسؤوليها وكانوا متشائمين جداً وغير مستعدّين نفسياً ولا لوجستيّاً لاستضافة كأس الخليج لعدم توفّر بيئة صالحة لنجاح البطولة فالفنادق غير جيّدة والملاعب غير متكاملة والشوارع غير نظيفة ولا توجد خدمات صالحة لاستقبال الضيوف، ووضعتهم بالصورة الحقيقيّة قائلاً لهم التنظيم يعني حضور 60 ألف متفرّج الى الملعب وأكثر من 1500 صحفي، فقاطعني المحافظ قائلاً ( لو اجتمع 100 صحفي في مكان واحد ينقطع خطّ الانترنيت)! ثم توجّهتُ للاجتماع مع مدير الشرطة ومدير ملعب المدينة الرياضية وكلاهما ليس لديهما أي تفاصيل عن التنظيم! فعدتُ الى الوزير عبطان، وقلتُ له لا توجد أي مقوّمات للنجاح، وإذا وزارتكم مُصمّمة على تنظيم البطولة فأنها ستفشل وسينعكس النقد السلبي عليك وعليّ فقط، فصُدِم وألحّ بأن خليجي البصرة هو قرار دولة وليس وزارة أو اتحاد، وللأمانة التاريخيّة أقول أن الرجل طموح وسعى لتحقيق الإنجاز".

رأي حمودي

وواصل " أثناء حديث الوزير عبطان معي أجرى اتصالاً بالكابتن رعد حمودي رئيس اللجنة الأولمبيّة الوطنيّة باعتباره يمثّل أعلى هيئة تُعنى بشؤون الرياضة، وطلبَ منه الحضور بسرعة، وجاء حمودي وتم تقديم شرح موجز من قبلي حول ملف التنظيم، عبر برنامج (PowerPoint) للعروض التقديميّة عبر 97 شريحة على جهاز عرض سينمائي، لما هو متوفّر في البصرة وغير المتوفر عن تنظيم البطولة، وأكدتُ لهما أن كلّ شيء غير جاهز الآن حتى السفن الفندقيّة لا تصلح أن ترسو قُرب ميناء المحافظة وذلك لانخفاض منسوب المياه قُرب الرصيف! وهنا طلب الوزير من حمودي إبداء رأيه فقال الأخير أتفق مع الأخ رحيمة لا نستطيع تنظيم البطولة، فتأسّف الوزير كثيراً".

اعتذار عن التنظيم

واسترسل رحيمة " طلب مني الوزير عبطان التوجّه الى عبدالخالق مسعود، رئيس اتحاد كرة القدم (أيار 2014 - أيار 2018) للغرض نفسه، والتقيتُ به في محافظة أربيل بإقليم كردستان، وشرحتُ له المعوّقات التي تواجهنا في ملف التنظيم، وبيان رأيه لوضع الوزير في الصورة المتكاملة، فقال مسعود أن العراق غير مؤهّل لتنظيم كأس الخليج! فعدتُ الى بغداد ناقلاً ما دار بيننا من حديث، فأعلن الوزير الاعتذار عن تنظيم بطولة كأس الخليج في تصريح نقلته وسائل الإعلام المحليّة والعالميّة يوم الإثنين 2 شباط عام 2015، وعزا الاعتذار الى (التحدّيات الماليّة والوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد) وأضاف الوزير (أجرينا تقييماً كاملاً وشاملاً للوضع ووجدنا أننا الآن بحاجة إلى منشآت إضافيّة سواء على صعيد إنشاء ملعبين إضافيين أم استكمال بقيّة المنشآت الرياضيّة والفندقيّة، وهذا يتطلّب وقتاً ومالاً وسنقدّم طلباً رسميّاً لاستضافة خليجي 24 وآنذاك سنكون في منتهى الجاهزية) ".

أمنية في خليجي 25

وختم رحيمة حديثه " فرحنا كثيراً لتواجد الأشقّاء الخليجيين في البصرة خلال كانون الثاني الحالي، وتم الانتهاء من الحدث الذي استنزفَ الأموال والجهود لـ 16 عاماً منذ أن باشرتُ بطرح الأفكار الخاصّة به في وزارة جاسم محمد جعفر، لكنّني تمنّيتُ أن تبقى إدارة البطولة 25 بيد العراقيين وتُكلّف شركات محترفة في تنظيم انسيابيّة توزيع التذاكر ووضع خطّة أمنيّة بقُدرات تنفيذيّة عالية مثلما تعمل قطر بهاتين النقطتين في جميع مناسباتها الرياضيّة، لتفادي الخرق والحوادث المؤسفة التي أدّت الى وفاة بعض المشجّعين".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top