اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > المعجم الشعري وتمرئيات القصيدة الأثر..معاينة نقدية في قصيدة الهروب مع المصير لـ عبد الرحمن طهمازي

المعجم الشعري وتمرئيات القصيدة الأثر..معاينة نقدية في قصيدة الهروب مع المصير لـ عبد الرحمن طهمازي

نشر في: 28 يناير, 2023: 10:01 م

د. نادية هناوي

1-2

أسفرت المرحلة الشعرية المعاصرة عن جملة ظواهر فنية ووجدانية تفرض على النقد مواكبتها وإعادة ترتيب بعض البديهيات المتعلقة بالصيرورة والتذوق والوعي،

وما إلى ذلك من مفاهيم لها صلة صميمية بالإنتاج الشعري وعملية تلقيه. ومن الظواهر البادية على المشهد الشعري الحالي غلبة النزعة الذاتية وخفوت الصوت الجماعي وطغيان الصورة السردية وبروز قصيدة النثر ذات النفس القصير وغياب التجريب الشعري في التراث مقابل تقليد أشكال شعرية مستوردة.

وهذه الظواهر بالطبع لها تأثيرها في الذائقة القرائية للشعر أياً كانت القصيدة عمودية أو قصيدة تفعيلة أو قصيدة نثر. وإذا كان من المعتاد في قوانين الخبرة الإنسانية أن لكل قاعدة استثناء، وأن هناك ما هو خاص نادر في كل ما هو عام سائد، فإن من الطبيعي أن يشهد الشعر إلى جانب ظواهره العمومية والشائعة ظاهرة أو أكثر خاصة وفريدة. وهو ما يستوجب من النقد أن يشخّصها ويقول رأيه فيها كي لا يقتصر في الرصد والتدليل على العام من الظواهر فقط. فما هذه الظاهرة الخاصة التي تبرز في القصيدة المعاصرة اليوم ؟

إنها ظاهرة “”القصيدة الأثر”” التي تحمل فرادتها معها، وتدلل على خصوصيتها كتجربة وممارسة من نواح عدة، منها ارتهانها الشعري بقوة النفس الواعية التي تمنح الشاعر دفقاً لغوياً يجعله ـــ بحسب كولردج ـــ يعزل نفسه عن الطبيعة فلا يحاكي ظواهرها الخارجية وإنما يولّد بالشعر ما به يعبر عن الطبيعة الخارجية، وضرب مثلا بشكسبير الذي جسّد الطبيعة الإنسانية لأنه عمل ما تعمله الطبيعة بقوة التخيل. ومثله ادجار الن بو الذي رهن الشعر بالنفس وجعلها المسؤولة عن الشعر. وبهذا تكون خصوصية الشعر هي خصوصية الشاعر وأيّ تغير في إحداهما يعني تغييرا في الأخرى.

وما يتولد عن قوة النفس هو أثر يتركه الشاعر في القصيدة ليدل عليه ويتجلى فيه صوته وصورته وذاكرته وهمته وحزنه وتفاؤله وخطه وكل ما يدل عليه وعلى تاريخه. وما يعنيه الأثر هو أن في كتابة القصيدة دليل وظيفتها الشعرية في ما تحويه من تقانات وإيقاعات وأنساق تتضامن فتغدو القصيدة مشيرة إلى كل مفردة وتركيب وصياغة فيها، وكبرهان أو علامة على أنها تعود إلى القصيدة وحدها لا إلى غيرها.

ولا تكون القصيدة أثراً بشعرية الصورة أو بدلالتها الاجتماعية أو النفسية أو الثورية حسب، فهذه كلها معاملات الأثر وضروراته التي تفرضها الكفاءة الإبداعية والوعي الفني بالحياة، وإنما الذي يجعل القصيدة أثراً هو مجموعها اللساني ككيان لغوي له خصوصية تجعل منه ظاهرة لها فرادتها في عالم الشعر؛ فلا تكون دالة إلا على شاعرها الذي لا يُعرف إلا بقصيدته الأثر وتكون هي الأثيرة بالنسبة إليه.

ولا بد للقصيدة الأثر من امتلاك معجم شعري خاص، وليس المعجم مجموع كلمات يتواصل بها أعضاء مجموعة لسانية أو مجموع ألفاظ يستعملها متكلم معين في ظروف معينة

، بل المعجم حصيلة مخاض تفاعلي وتداولي من التوترات والتغيرات والتمرئيات والتحصيلات والتصويرات والمتواليات اللفظية المتماسكة على قاعدة لا تعترف بمعايير الخطاب المتداول والاعتيادي، بل هي لوحدها معيار فيه المتانة والنجاعة والرفعة والسلاسة.. الخ.

وأهمية امتلاك المعجم هي من أهمية صيرورة القصيدة أثراً، والاثنان أي المعجم والأثر لا يتحققان فجأة بلا مقدمات واعتمالات وارتهانات إبداعية بها يكون للقصيدة سياقها اللساني الخاص. وليس الشعر سوى إبداع لساني وبه يتميز عن السرد، فيكون قادرا على قول ما لا تستطيع اللغة أن تقوله، لا من ناحية التراكيب والقواعد وإنما من ناحية التعبير الذي به يتجاوز الشاعر اللغة في توصيل ما يريد توصيله من أفكار.

وتتجلى هذه الإبداعية اللسانية في القصيدة الأثر بشكل مضاعف حين تكون القصيدة مساوية لمجموع شعر الشاعر، ومجموع شعره متساوقا معها كمعادلة لا تقبل الجدل. ولسانية القصيدة الأثر تعني أن معجمها ــ الذي ينتج لها فرادتها ــ هو الهادي إلى نبوغ شاعرها. وهو أمر لا يحصل في الشعر إلا لماما، فلا ينبغ في الشعر ضمن الجيل أو الجيلين الشعريين إلا نفر قليل. وليست هذه الميزة في الشعر بالحديثة، بل هي قديمة قدم تلك اللحظة التي فيها وعى الانسان نفسه قادرا على أن يصنع من اللغة ما لا تصنعه هي، فضمن لنفسه لغة شعرية خاصة، ابتدعها كحرف وحرفين وكلمة وكلمتين، وشاعت من بعده، ورسخت، فكانت دالة عليه عبر الأزمان وعلى اختلاف الأمم والحضارات.

ولأن الشاعر هو الذي يصنع اللغة وليس العكس، غدا التفاوت بين الشعراء في الخيال طبيعيا كنشاط ذهني يتولد من خلال اللغة فهي الموقدة للقرائح والمنمية للمواهب والصانعة للاخيلة التي بها توصف الأشياء وتستحث الاحاسيس فتغدو النفس منتشية في ملكوت من فراديس أو مستعرة في حضيض من جحيم.

ولا يتحقق للغة الشعرية معجم ما لمجرد أنها تصنع الأخيلة، بل لا بد من أن تتجاوز هذه اللغة بالأخيلة العالم الذي شيده الإنسان، وتحلق بعيدا عنه، ذاهبة الى عالم لا يراه سوى الشاعر. وإخلاص الشاعر للغته هو الذي يحقق له ميزة امتلاك معجم شعري.

وليس سهلا تحقيق هذه الميزة عند من تصور أن الشعر كلمات، ما أن يبحث عنها حتى يصنع من خلالها الافكار أو بالعكس أن الشعر أفكار ينبغي أن يجد لها أوعية من ألفاظ، فتكون مهمته الجمالية كشاعر قد تمت وانتهت، وإنما الشعر هو مطاوعة اللغة شاعرها، فتكون له وحده، يرى ويصور من خلالها، مؤسساً أبعاد عالمه على إحداثيات وعيه بها.

وإذا كانت اللغة هي الصانعة للمعجم والمعجم هو الذي يجعل القصيدة أثراً، فإن ذلك يعني الاشتمال في تجربة الشاعر والتعميم في توفر معجمه الشعري داخل كل قصيدة من قصائده. فالمعجم حاضنة لسانية ومسرد استعمالات لفظية وموئل تأليفات خطابية لا يستعملها غير الشاعر، لأنه وحده مستخدمهاـ وهي معروفة به وهو معروف بها. ولا يتشكل المعجم لأي شاعر بل هو مخصوص بمن حاز على اللغة، فأدركته ميزة الشعر وصارت قصيدته دالة عليه من الوهلة الأولى والنظرة الخاطفة.

والتناسب طردي بين المعجم الشعري والقصيدة، فكلما كان المعجم متمرئياً بوضوح، كانت علاماتية القصيدة ـــ كأثر ــ بارزة وشاخصة. وأي تغييب لصاحب القصيدة أو تهميش أو تغريب سيتلاشى مع حضور القصيدة أثراً يؤشر على معجم، يدل بدوره على صانعه. وتسفر هذه العلائقية ما بين القصيدة والمعجم عن خصوصية الدلالات التي يبغي الشاعر توصيلها إلى المتلقين. فالمعجم الشعري بالنسبة إلى الشاعر هو حياة أخرى؛ فاذا حضرت القصيدة، فإن الشاعر يحضر معها ويؤشر عليه من خلالها كما أن وجود معجم ذي خصوصية لسانية دالة على شاعر بعينه، يفنِّد مزاعم حماة البنية وحراس النسق في أن الشاعر ما أن يؤلف قصيدته حتى يكون مفصولا عنها فلا هي جزء منه، ولا علاقة تربطهما سوى من ناحية الاسم مؤلفا.

فالشاعر مؤلف ميت في عُرف البنيويين، والنصوص وحدها الباقية وهي ـــ كما أعلن بارت عام 1968 ـــ (لا تعرف ذاتا ولا شخصا) وعارضه ميشيل فوكو عام 1969 بمقالته(ما المؤلف ؟) وفيها أكد أن المؤلف وظيفة من تنظيم عالم الخطابات واسم المؤلف هو السمة المميزة له بوصفه أنجز فعلا.

وحين نقول إن للشاعر معجما، فان ذلك يعني أنه حاضر في القصيدة روحا وكيانا بوصفه ممولا كلاميا الحاضنة اللسانية بكل ما يدخره من مرجعيات قرائية وما يتمتع به من قدرات إبداعية. وكما أن ليس متاحا لكل شاعر أن يكون له معجمه الخاص، فكذلك ليس لكل معجم أن يجعل القصيدة أثراً.

ومن هنا لا يتشكل المعجم الشعري من مجموع شعراء تجمعهم مشتركات اللغة والزمان والمكان كما لا يتشكل بمجرد أن يقتصر الشاعر في قصائده على موضوع بعينه، بل هو يتشكل كصناعة لسانية يبتدعها الشاعر لا في مجموع شعره وحده، بل أيضا في كل قصيدة من قصائده، فتتحقق له لغة خاصة، بها يتفرد على سائر المجموع الشعري. وما قال مونتين: (إنني امتلك معجما خاصا بي للغاية) إلا لأنه أدرك أن الشعر لغة. ومن كانت له لغته الخاصة، غدا له معجم، فيه الدليل على أن لقصيدته أثراً.

وامتلاك المعجم ليس منوطا بالاختلاف في استعمال اللغة، وانما هو اختلاف في طريقة التوافق والاختلاف داخل القصيدة الواحدة، وما ينتج عن ذلك من صور تتساوق في طريقة انتقاء تراكيبها وتنسيق مفرداتها والتعبير عن مدلولاتها. فتتعارض التعابير وتتناغم الصور وتتقارب الرموز وتكثر المجازات والإيحاءات. ومن مجموع هذا التوافق والتضاد تتشكل الدلالات فتتسع التأويلات اللسانية والسيميائية.

وإذا كان للقصيدة أن تكون أثراً، فان من المهم الوقوف على طبيعة معجمها، ورصد خصوصيات هذا المعجم نقديا كتراكيب نصية أو مفردات لسانية أو مؤشرات دلالية. وما يتبع هذا الرصد النقدي من مقايسات شعرية بها يحدد مستوى ما يشتمل عليه المعجم من سمات وما يقبله من إضافات أو حذوفات.

وهو ما نجده متمثلا في شعر شاعرين عراقيين معاصرين كتبا العمود والتفعيلة والنثر هما محمود البريكان وعبد الرحمن طهمازي. والاثنان يتقاربان لا في كتابتهما للقصيدة الأثر ممتلكين معجما شعريا خاصا بكل واحد منهما حسب، بل هما يتقاربان أيضا في الطريقة التي بها ينظران إلى الشعر كثقافة يفضي الإخلاص لها إلى الشعر وليس العكس. ولعل هذا التقارب هو ما جعل الشاعر طهمازي يكتب دراسة عن الشاعر البريكان في ستينيات القرن الماضي، وفيها كشف عن مكمن شاعرية صاحبه فهو الأدرى بشعابها واستشراف قادمها، فقال: (إن خلاف الشاعر مع أغلب شعراء جيله والجيل التالي هو خلاف يتجاوز الشعر إلى الثقافة التي تتطلب موقفاً حراً قابلاً للترويج. إنه يتجنب ادعاءات الألفاظ التي تتفاوت مع الحقيقة.)

وعلى الرغم من أن الشاعرين كتبا القصيدة كتجربة صوفية ورؤية فلسفية تجعلان من القصيدة أثراً، فإن ضمير الأنا والنزعة العاطفية هما اللذان شكّلا معجم البريكان الشعري وفيه لا تكاد القصيدة تطول حتى تنتهي. والأمر نفسه ينطبق على سطره الشعري فهو قصير النفس أيضا كما في قصيدة “من أغاني العزلة»:

يا وحدتي والقدر/ لعنته والقضاء/ وما يحوك البشر/ وما تقول السماء/ فيك استحالت هباء/ وفي ضميري أثر. ولعل قصيدته(قصيدة ذات مركز متحول) هي الأطول بين قصائد البريكان كافة، وفيها تهيمن لغة الأنا والعاطفة هيمنة أسلوبية تطبع معجم البريكان الشعري بطابع خاص، ومما قال فيها:

ادحر بالشعر هذا الظلام الذي يتمدد داخل روحي

أحاول أن أجعل الفقد أجمل حين أصوغ المراثي

أحاول أن أتثبت من درجات الوضوح. وأن أتشبث

بالزائلات. أحاول أن أتعرف ما لا يباح وأن

أتقصى حدود العوالم.

وسنرجئ الحديث عن القصيدة الأثر عند الشاعر محمود البريكان وما فيها من مهيمنات الأنا والعاطفة، ونتناول القصيدة الأثر عند الشاعر عبد الرحمن طهمازي المعنونة(هروب مع المصير) المنشورة في جريدة المدى بتاريخ 19 /1/2023، وهي نموذج قوي لمفهوم القصيدة الأثر وخصوصية المعجم الشعري.

والقصيدة نثرية وتتألف من مئة وأربعة عشر سطرا شعريا ومكتنزة بمعجم شعري خاص بالشاعر، يتمرأى للقارئ من الوهلة الأولى فتبدو القصيدة أثراً. وتتشكل تمرئيات هذا المعجم من مكونات توليفية لسانية هي عبارة عن تبئيرات لفظية، تلتقي عندها ثلاث مهيمنات دلالية طرفية. وفيما يأتي عرض تحليلي لهذه التمرئيات في قصيدة (هروب مع المصير):

التمرئي المركزي/ إن الصورة الشعرية بؤرة نسقية لأطراف البناء الشعري وفواعله وعوامله، فتنعكس إشعاعات ذبذباتها على النص الشعري كله. وهي تتوزع على جسد (هروب مع المصير) في ثمانية مواضع، هي(/1الرمية المتماسكة ستفتح لك الصورة. 2 / واقلبْ الصورة دائماً 3/ وإذا أخذت الصورة 4/ وكانت الصورة واقفة تلتفت إلى أصلها /5 يُبعَثون يوم ترسل الصورة أشرعتها إلى.. 6/ الصورة وتكلَّمْ معها كلام الأنداد وامنع7 / وفي الإطار الراجف الزاحف على الصورة 8 / حياكة الألوان من عطش الصورة)

وتصنع هذه البؤرة مركزا به تنتظم نسقية القصيدة فتغدو كلا واحدا غير قابل للتجزئة وبتراتبية المركز المستجمع للأطراف بأبعادها المتغايرة على المستوى الباطني وعلاقاتها المتضادة على المستوى الظاهري، بدءا من العنوان(هروب مع المصير) والذي فيه يتساوى الإدبار او الفرار مع الحل أو المآل حيث العود هو الرجوع كمحطة نهائية فيها القرار يكون متحققا بالمصاحبة(مع) وفي هذا الحرف تلتم الصورة/ العتبة فتمهد ولوج القصيدة التي بدت مبأرة في تضادها وتوافقها. وهذا التمرئي العتباتي للعنوان ينعكس بشكل مركزي على متن النص الشعري كتراكيب وصور ودلالات، فتكون الوظيفة الجمالية للمعجم الشعري قد حققت أولى خطواتها باتجاه ولوج المتن الشعري.

وعلى الرغم من أن بنية العنوان قد عكست صورة غير مألوفة، إذ المعتاد ان يكون الهروب من المصير وليس معه، فان ذلك هو جزء من عمل القصيدة الأثر الذي فيه تؤدي الصورة دورها كبؤرة هي متضادة ظاهريا لكنها داخليا تعكس توافقا تاما كمثل المرآة تجمع تشتتات الضوء وتلمها ثم تعكسها صورة متماسكة ومؤطرة أو كمثل البندول يتوافق في حركته مع انها متعاكسة جيئة وذهابا. ولقد قال ابن عربي عن مركزية الصورة قوله المأثور:

لقد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان ودير لرهبان

وإذ تتعدد فاعلية الصورة فهي(تتقلب وتأخذ وتند وتمنع وترتجف وتزحف عطشى)، فذلك ما يحقق لها هيمنة، تتمرأى من خلالها مركزا ضابطا لإيقاعية القصيدة في توالي تراكيبها ودلالاتها، فيكون أمر تأليف المعجم متحققا وخاصا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

16-04-2024

مثقفون: الجامعة مطالبة بامتلاك رؤية علمية تكفل لها شراكة حقيقية بالمشهد الثقافي

علاء المفرجي تحرص الجامعات الكبرى في العالم على منح قيمة كبيرة للمنجز الثقافي في بلدانها، مثلما تحرص الى تضييف كبار الرموز الثقافية في البلد لإلقاء محاضرات على الطلبة كل في اختصاصه، ولإغناء تجربتهم معرفتهم واكسابهم خبرات مضافة، فضلا على خلق نموذج يستحق ان يقتدى من قبل هؤلاء الطلبة في المستقبل.السؤال الذي توجهنا به لعدد من […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram