اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يستذكر الفنان الهزلي المنسي لقلق زاده

بيت المدى يستذكر الفنان الهزلي المنسي لقلق زاده

نشر في: 28 يناير, 2023: 10:57 م

 بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، امس الاول الجمعة، جلسة استذكار للفنان الهزلي المنسي جعفر اغا لقلق زاده، بمشاركة نخبة من الاكاديميين والمختصين في مجال المسرح والفن. في بداية الجلسة التي ادارها الباحث رفعت عبد الرزاق، الذي تحدث عن تاريخ المسرح العراقي قائلا إنه "حديث طويل وقد كتب عنه الكثير، ولكن تبقى هناك صفحات مطوية ومنسية من هذا المسرح لأسماء كانت ملء العين والسمع".

واضاف انه "اليوم جلستنا عن فنان عراقي فطري كان اسمه يتردد كثيرا ضمن الأوساط المسرحية والفنية في العراق منذ عشرينيات القرن الماضي، وانتهت اخباره نهاية الخمسينيات عندما تطورت الصالات وانتهى عهد المقاهي الفنية في العراق، نتحدث عن الفنان العراقي المنسي "جعفر اغا لقلق زاده" وهذه واحدة من كناياته، لكنه كما مسجل اسمه كامل عبد المهدي".

وبين انه "قيل انه من مواليد منطقة الكاظمية وقال اخرون ان لقبه هو القزويني، لكني عرفت فيما بعد انه من اصول غير عربية ولكنه شُغف في الفن كونه ادرك شخصية فنية بدائية بما يسمونه بالإخباري الذي يقدم فصولا هزلية ضاحكة امام الناس".

الدكتور عقيل مهدي ذكر في البدء ان المدى تواصل بشكل جاد ونوعي تسليط الضوء على الشخصيات العراقية المهمة، وهذا دور كبير لا ينسى.

وقال ان "هناك اتجاهات بظاهرة التمثيل لدينا في العراق، ومن بينها الاخباري الذي عرفه البغداديون بأفعاله التمثيلية حيث يدور حوار بين شخصين ويتحول احدهما الى شتم الاخر والنصب عليه".

واوضح ان "لقلق زاده كان يقدم فقراته في الملهى وسط الفقرات، وكان يفتقر للثقافة، تعلم الفعاليات الهزلية الاخبارية في بغداد".

من جهته قال د. سعد عزيز عبد الصاحب "شكرا للمدى التي تعيد انتاج الذاكرة العراقية بعين صافية من خلال اعادة قراءة الممثل الهزلي الاول جعفر اغا، المسألة التي اريد الحديث فيها هي كيف استطاع المسرح العراقي ان يعيد انتاج السيرة الذاتية لجعفر اغا من خلال ما كتب الراحل الكبير عادل كاظم".

واضاف ان "عملية انفتاح المؤلف عادل كاظم على مسألة السيرة الذاتية، والذي شغل المؤلف لينفتح على جعفر اغا وليكتب مسرحيته الكبيرة (نديمكم هذا المساء) اعتقد ان الصراع بين هذا الممثل الهزلي والسلطة العثمانية هو الذي اتى بهذه الشخصية في ذهن عادل كاظم".

وتابع انه "في مسرحية (نديمكم هذا المساء) كان الاسقاط السياسي لا يمكن في زمن صدام حسين فرحّل المؤلف عادل كاظم هذه المسألة الى الدولة العثمانية، وحتى عنوان المسرحية كان اسمه (جعفر اغا لقلق زاده) لكن بسبب الحرب العراقية الايرانية اي اسم ايراني لا يمكن البوح به والمفارقة ان اكاديمية الفنون الجميلة قدمت المسرحية قبل الفرقة القومية للتمثيل، واستطاعت بفواعل اخراجية من قبل طالب الماجستير وقتها الدكتور رياض شهيد ومثل الشخصية الرئيسة آنذاك الممثل المعروف محمود ابو العباس ومن خلال هذه المسرحية قدم اوراق اعتماد الى دائرة السينما والمسرح – الفرقة القومية للتمثيل وقُبل في الفرقة الكبيرة".

وأكمل انه "ايضا الرؤية الفنية التي لجأ اليها المؤلف عادل كاظم ارتكزت على ابتكار لقاء مفترض بين ممثل معاصر والممثل لقلق زاده ومن خلال هذا اللقاء الذي تباينت فيه الرؤى للحياة والفن يتم استدعاء ذاكرة الماضي ذاتيا وموضوعيا وفي هذا الاستدعاء اعتمد كاظم على تقنيات البناء المشهدي البرختي، وعلى كل المسرحية هي من اهم المسرحيات الملحمية الغنائية العراقية".

بدوره قال د. زهير البياتي ان "الكثير من الاسماء المبدعة التي عملت في مجال الفن والابداع اصبحت معروفة، والاكثر منهم تم نسيانهم ومن بينهم الفنان جعفر اغا لقلق زاده الذي عاش حياة بائسة في صغره، حيث عمل بائعا لقضايا بسيطة جدا بعدها عمل في احد البارات بصفة ساقي واثناء تقديمه الماء وبعض الاشياء الاخرى يقوم ببعض الحركات الهزلية مما جذب انظار صاحب الملهى وبعدها جعله يعمل في الملهى الخاص به وفيه اخذ تقاليد الحكواتي والاخباري والذين سبقوهما".

وتابع ان "لقلق زاده فيما بعد خرج من الملهى وبدأ يعمل في المناسبات المفرحة ومنها الاعراس والطهور، وقد امتاز بميزتين، الاولى الالتزام بالوقت واغلب العاملين معه اذا تأخروا يقوم بمعاقبتهم بالفلقة والميزة الثانية هي النقد اللاذع للسلطة مما اثار حفيظة السلطة وبعد تقديم فقرته يقومون بسجنه فكان يصطحب فراشه معه لمعرفته بما سيحصل معه".

وذكر انه مات ميتة بائسة في غرفة بمنطقة الميدان ولم يكن يمتلك من الاموال الا القليل جدا.

المخرج التلفزيوني جمال محمد قال انه "نعرف ان العرب والعراقيين لا يوثقون للأسف ولدينا اغاني لا يعرف ملحنها ومؤلفها رغم بقائها لليوم، ونفس الشيء بالنسبة للفنان جعفر لقلق زاده، وهو اصبح ظاهرة، وحتى اجيال الستينيات حين يكون هناك شخص يقوم بأدوار كوميدية معينة يقوم الناس بتسميته جعفر اغا لقلق زاده".

ولفت الى ان "هناك من كتب التاريخ الفني في العراق لكن تم تجاهل لقلق زاده ولم تتم الكتابة عنه، وكان المفروض الكتابة عنه".

د. حسين التكمجي قال ان "جعفر اغا جاء من منطقة قزوين في ايران وسكن في احدى خانات الكاظمية وعمل ببيع الامشاط وطين الخاوة وكان يلقب بالشقندحي وكان متأثرا ببعض الشخصيات التي تعمل في الملاهي، وكان يبيت في احدى خانات الحيدر خانة".

وذكر انه "اشتغل في ملهى يمتلكه شخص ارمني واصبح له اسم وطوره بشكل كبير، واصبح لديه مريدون كثر وقدم عروضا في اكثر من مقهى في بغداد وشكل فريق عمل من مجموعة من الراقصات، وبعدها اصبح ثريا، واستطاع ان يقدم عروضه في تركيا والشام، وقدم اكثر من 300 عمل درامي في بغداد".

وتابع ان "السنوات العشر الاخيرة من حياته كانت مؤلمة وانحسر عمله بظهور فنانين جدد فضلا عن قيام الوسط الفني بتقديم اعمال جديدة لم يكن هو مهيأ لتقديمها او تطوير نفسه، فبدأ يتوقف ويضعف واصبحت له ردود فعل غير طبيعية فبدأت المقاهي لا تستقبله".

وانهى قوله بالحديث انه "في ستينيات القرن العشرين عمل حارسا في ملهى ليلي مقابل اجر بسيط واستشرى به مرض الشلل".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

قرية الكونسية بغربي نينوى تضم آثار لمدينة إسلامية صغيرةكانت محطة لقوافل بلاد الشام

الموصل / سيف الدين العبيدي في قرية الكونسية الواقعة بناحية الحميدات في غربي محافظة نينوى توجد منطقة اثرية فيها تسمى (بخربة الكونسية) تعود إلى عصر الاتابكة، وتبلغ مساحتها ١٠٠٠ متر مربع، تبعد عن حدود الموصل بمسافة ٣٥ كيلو متر، تحتوي على بقايا اثار لمدينة اسلامية وتضم بئرا للماء وجزءا من جدران للبنايات وهياكل للخانات تعود […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram