اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > رياضة > خليجي 25 ما له وما عليه في وجهة نظر غير مُحايدة

خليجي 25 ما له وما عليه في وجهة نظر غير مُحايدة

نشر في: 29 يناير, 2023: 10:01 م

 النتائج الرياضيّة لبطولة الخليج لا تتواءم والمليارات المُنفقة!

 هل الكرة العراقية بحاجة الى (فزعة)؟

كتابة / د. باسل عبدالمهدي

خليجي 25 في البصرة الفيحاء، أصبح حدثاً في التاريخ ستذكرهُ جماهير الرياضة العراقيّة والخليجيّة أيضاً، في غالبيّتها، بإعتزاز كبير.

الآن وقد مرّت فترة ملائمة لاسترداد الراحة النفسيّة، وما يُمكن أن يُصاحبها من انفعالات وردود أفعال قد ترى في الحدث، وما له أو عليه من سلبٍ أو إيجابٍ الى ما هو غير مُجدٍ، والاستفادة لتوظيف الجيّد منه نحو الأجود، والتعلُّم في كيفيّة تجاوز ما حصل من أخطاء مستقبلاً. إبتداءً نؤكّد بأنّ ما سيتمُّ عرضهُ لا يتناول الاشخاص كأفراد، كما سيذهب اليه ظنّ البعض، وإنما يهمّنا المنهج المختار وما صاحبهُ أو يصاحبهُ من أساليب في طريقة صناعة القرار في إدارة كرتنا تحديداً والرياضة عموماً.

قيمة بطولة الخليج

من وجهة رياضيّة صِرفة، يُمكن القول بأنّنا، كحكومة ومؤسّسات رسميّة وإعلاميّة، كذلك الجماهير الرياضيّة وغير الرياضيّة، جميعاً وبلا استثناء، قد أعطينا بطولة الخليج بكرة القدم حجماً أكبر بكثير من كلّ مردوداتها الرياضيّة المعلومة (أكرّر الرياضيّة وليست السياسيّة).

إن ما أنفق وسيُنفق من مليارات من أجل اكتمال تنظيم البطولة ونتائجها وبشكل مباشر وغير مباشر لا يوازي اطلاقاً قيمتها الرياضيّة والكرويّة الحقيقيّة!!

علينا أن نعلم أوّلاً، بأنّها بطولة غير رسميّة وغير مُعترف بها من قبل الاتحاد الدولي (الفيفا) كواحدة من أنشطته المُقرِّة، ولأنها كذلك (تحديداً) فإن فكرة أو مبادرة طلب إقامتها في العراق حين تفجّرت في أذهان اصحابها في وزارة الشباب والرياضة في العام 2006 (خليجي20 حينها)، أرادتها كوسيلة للعبور نحو بداية تفكيك موضوعة الحظر المفروض على المباريات الدولية في العراق، مع أهميّة جرّ الدولة وحكومتها الى المساهمة في ذلك رسميّاً.

لقد بقي هذا الملف (أي الحظر) يدور في فلك المناورات والمساومات السياسيّة وصراعات المصالح الكرويّة وغير الكرويّة التي تزدحم وتُعشْعِش في أغلب التنظيمات الدوليّة والقاريّة والوطنيّة أيضاً!! وليس هناك أي ضرورة للتذكير ما حصل في حقبة جوزيف بلاتر الطويلة من فضائح وصراعات مالية وانتخابيّة، صار فيها المال والمال وحده هو المُحرّك الأوّل والرئيس في عمليّات شحن العقول التي تصنع القرار الكروي الدولي. نتيجة ذلك، فقد تحوّل هذا التنظيم وأغلب فروعه القاريّة وكثير من فروعه الوطنيّة الى تنظيمات (شبه مافيويّة) في أساليب تعاملها وفي المنهج المختار لصناعة قراراتها.

ينضم الى عضوية الاتحاد الدولي دولاً (وأشباه دول) أكثر عدداً ممّا هي عليه في منظمة الأمم المتحدّة، كما ويتمتّع (الفيفا) بخزين مالي يفوق ميزانيّات دول قارّة بأكملها.

وكنتيجة للهيمنة التي فرضتها سياسات العولمة ونتائجها، صار المال حجر الزاوية الأهم في صنع القرارات في عالم كرة القدم واتحادها الدولي..

هذا الأمر انعكس أيضاً على إدارة عدد غير قليل من الاتحادات الوطنيّة وقراراتها. لقد تجلّى ذلك واضحاً في الاتحاد العراقي لكرة القدم في الحُقبة التي أعقبت سقوط النظام مباشرة، واستمرّ كذلك لحين إبعاد أو فصل القطري محمد بن همام الذي شغل موقع رئيس اتحاد آسيا ونائب رئيس الفيفا ورئيس لجنة الطوارئ فيه بتهمة الرشوة وشراء الأصوات في الانتخابات الاتحاديّة.

بُعبُع التدخُّل الحكومي

لقد تجاوز الفيفا وسياسته كافّة الخطوط الحمراء، وسمح لنفسه أيضاً، التدخّل في الشؤون الداخليّة للدول وقوانينها الوطنيّة أيضاً حتى بات نتيجة ذلك مفهوم أو مصطلح (التدخّل الحكومي) بُعبُعاً مُرعباً تخشى بسببه أحياناً حتى بعض المواقع السياسيّة عند الاستفسار أو التفتيش مثلاً عن مصير ما تمنحهُ من أموال وما تجنيه الكرة من واردات!!

هذه الحقيقة لم تدركها كليّاً المواقع أعلاه التي أمْسَتْ كرتنا في أحوال متكرّرة أسيرة لها ولنتائجها، إذ فرضت وتفرض عليها قرارات والتزامات تأتيها من خارج حدودها وحدود قدراتها على المواجهة أو الاعتراض، وكأنّ بلدنا وما فيه تعد أوضاع استثناء لا تُشابه ما في بقيّة العالم من اضطراب! فمرّة بسبب الحرب العراقيّة الإيرانيّة، انتقالاً الى تأثيرات الوضع الأمني، وتارة أخرى بسبب عدم صلاحيّة الملاعب أو الفنادق، وأخيراً وليس آخراً بسبب التدخُّل الحكومي !!

خليجي 25، برغم الزخم والنجاح (السياسي) الكبير الذي عاد به على بلدنا، لا يختلفُ في تفصيلاته الكرويّة ومناوراتها مُنذ بدأ التفكير بطلب إقامته في العام 2006 ولغاية تحقيق (الحُلم) عام 2023.

نعودُ الى بداية هذا الحُلم في العام 2006 و(الكذبة البيضاء) التي اطلقها مبادري الفكرة بالسعي لإنشاء مدينة رياضيّة في البصرة الفيحاء لاحتضان الحدث. هذا يمثّلُ أوّل وأهم وأثمن ما تحقّق للبصرة وللعراق وللرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً باكتمال الصرح الرياضي الرائع ممثلاً بـ (جذع النخلة) في فيحاء الطيبة والكرم!!

لستُ متخصّصاً كرويّاً لكنّي مُتابع بتواصل فعلي إمتدَّ اليوم الى أكثر من سبع حُقب، حضرتُ فيها شخصيّاً عدداً من بطولات العالم وأوروبا أيضاً، وفّرت خزين طيّب من الاطلاع.

النقاط المُستخلصة

خلال مباريات خليجي البصرة، وبعد نهايتها المثيرة المعلومة، كنتُ مواصل على الاستماع لتعليقات ومداخلات عدد من المتخصّصين، منهم مدرّبين كبار وفيهم أيضاً أكاديميين متخصّصين ، كلّها تدور حول المستوى الكروي لمنتخبنا في البطولة، ومن بين ثنايا هذه التعليقات والمُداخلات، يُمكن أن استخلص ما يلي :

1 . على المستطيل الأخضر، أثناء اللعب، لم يكن مستوى منتخبنا في مجمل مبارياته، هو الأحسن أداءً من وجهة كرويّة صِرفة بنظر مُجمل المتداخلين.. رُبّما بسبب قُصر فترة تحضيره وما رافقها من تأثير مُخلّفات الحُقبة المُنصرمة ومشاكلها المعلومة.

2 . بقناعة تامّة، أكّد اصحاب الاختصاص بأن منتخبنا كان الفريق الأكثر اندفاعاً (وحرصاً) في السعي لتحقيق الفوز، اندفاع مُنظّم لم نعهدهُ منذ أمد بمثل هذه الشاكلة الطيّبة.

3 . إذا كان لنا أن نفخر كما أكّدتْ الآراء أعلاه فينبغي الإشارة باعتزاز الى الدور الفعّال الذي لعبهُ الجمهور والزخم الهائل من الدعم والتشجيع. أثناء المباريات وبعدها أيضاً. كان الجمهور العراقي هذه المرّة هو البطل الحقيقي لخليجي 25.

4 . الملاحظة الأهم المُستخلصة من الآراء والتعليقات هو فوز الكرة العراقيّة ومنتخبها الوطني بمدرّب، أثبتتْ التجربة القصيرة هذه وأحداثها بأنّه على درجة عالية من الاحترافيّة. إضافة الى اللمسات والشحن النفسي الكبير الذي وضعه (كاساس) في لاعبيه تحضيراً للمباريات بَانَ بشكل ملموس جدّاً أثناء سير المباريات، فأنّه من خلال ما صرّح به من افكار كرويّة حديثة حول مستقبل عمله مع المنتخب وانسجامه مع مشاعر العراقيين، إضافة الى مُدّة التعاقد الملائمة (أربع سنوات) سوف تثمر أكيداً نحو الأخذ بمستوى أسود الرافدين وتحسين قدراتهم الكرويّة والوقوف مع الصفوف الأولى بين فرق القارّة على الأقل وامكانيّة تحقيق الحُلم المؤجّل في التأهيل لبطولة العالم القادمة التي ستقام عام 2026 في كلٍّ مِن "كندا والولايات المتحدة والمكسيك".

(فزعة) سياسيّة وغير سياسيّة

خليجي 25 وتنظيمها والفوز العراقي الكبير وما حصل أثناء البطولة من أخطاء تنظيميّة غير قليلة صاحب ذلك حوادث واضرار ماديّة وبشريّة مؤسِفة ، كذلك ما صاحب فوز العراق من (فزعة) سياسيّة وغير سياسيّة كبيرة، أمر ينبغي الحرص على الالتفات اليه ودراسة تأثيراته بعناية لأنه يُشكّل ظاهرة غير عادلة و(شاذّة) في التعامل مع فوز بهذا المستوى. لقد اختلط الحابل بالنابل في العطاء، حين يتساوى المجتهد مع عديم الاجتهاد، ووضعهما في صفٍّ واحدٍ، مثلما تساوى النزيه مع ناقص الأمانة، كما تعادل المجد بحرص بائِن مع المُخرِّب بتعمّد ملموس.

صراحة نقول، لم يكن هناك نظاماً عادلاً في التكريم، وعلينا أن نتعلّم أو أن نعرف بأنّ هناك ضوابط ومعايير معرفة لحدوده، وإن هناك قانوناً مُشرّعاً حاكِماً لمدّيات ما يجب أن يُصرف من ميزانيّة الدولة ومؤسّساتها لهذا الغرض. معقول جداً ومطلوب أيضاً أن يصدر أمر واحد من رأس الدولة بهذا الأمر، أما من كلّ رؤوسها واطرافها فيُعدُّ أمراً مُبالغاً يفترضُ تجاوزه!!

إنّ تبرّعَ رجال أعمال ومصارف وشركات صناعيّة وتجاريّة، أمرٌ حضاريٌّ مفيدٌ يعكسُ احتضان الاقتصاد لرياضة الوطن. أما أن يتكرّم أي وزير أو رئيس مؤسّسة أو أي وحدة إداريّة ما لا يملك ومن خزانة الشعب، فيُمثِّل حالة فيها تجاوزاً كبيراً ، لأن ما حصل ولا زال مستمرّاً قد تجاوز كلّ حدود المعقول!!

نعم، إن النجاح الذي صاحب تنظيم البطولة فيه طعم سياسي كبير، لكن أن يستغلّ ويوظّف (سياسيّاً) أو لاغراض تكتّليّة دعائيّة صِرفة وبمثل هذه العفويّة في الانفعال والانتشار والمبالغة يؤشّر حالة غير مُرضِية في نتائجها، ويجب مواجهتها بحكمة وهدوء أيضاً عند التعامل مع الحدث ونتائجه وقيمتها الحقيقيّة.

تسمية البطولة

ما يُلفت الانتباه بأن بعضاً من المُعلّقين على صفحات التواصل قد انشغلوا قبل وخلال وبعد البطولة بتسميتها، كونها بطولة الخليج العربي أو الفارسي أو حتى الاسلامي !!

تعليقاً على ذلك نؤكّد، بأننا قد تعوّدنا أن نهتمّ بالمظهر دون الجوهر. فالدول التي شاركت في البطولة منذ بداية تنظيمها والى اليوم، هي دول عربية، لكن، اثنان منها، ونعني اليمن وعُمان لا تطلان على الخليج سواء سُمّي عربياً أم فارسياً، كما إن إيران لم تشارك في هذه البطولة منذ اقامتها. لذلك نعتقد بأن التسمية الأصح للبطولة (وليس الخليج) أن تكون باسم المدينة أو الدولة التي تُنظَّم فيها، وفي موضوعنا نعني (خليجي البصرة 25) على غرار تسميات مثل أولمبياد باريس أو آسياد بكين أو مونديال قطر.

ختاماً، نُكرّر، إننا تعمَّدنا الانتظار بُرهة مقبولة من الزمن قبل نشر وإعلان هذا الكلام لاعتقاد أكيد بوجوب الابتعاد عن الرؤية المُنفعلة التي تصاحب اعتياديّاً مثل هذه الأحداث الكبيرة، ولغرض تبيان الحقيقة في مكانها وتوقيتها الملائمين.

إن الساكتَ عن الحقّ، شيطان أخرس!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

16-04-2024

راضي شنيشل: طموحنا بلوغ أولمبياد باريس

رياضة/ المدىأكد مدرب منتخبنا الأولمبي راضي شنيشل أن مستويات الفرق في البطولة الآسيوية متساوية في حظوظها رغم صعوبة المجموعة .وقال شنيشل في المؤتمر صحفي تابعته (المدى)، إن "الإعداد للبطولة كان بمستوى جيد، خضنا عدداً من المباريات الودية مع منتخبات قوية، وحققنا نتائج رائعة، لكن التنافس في البطولة يختلف عن الوديات، وطموحنا بلوغ أولمبياد باريس 2024، […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram