إن الهدف من عمل رئيس الاتحاد والأعضاء يتضمّن خُطط أعدّت مسبقاً وهي موجودة على أرض الواقع الى الحدّ الذي يستطيع فيه اللاعب أن يعلن بالوصول اليه.

الهدف الأسمى الذي دوّن في مفكرة رئيس وأعضاء الاتحاد لم يعد فكرة وتدريب فحسب، بل مركز على عالم فن الرماية بالسهم والقوس المركّب وثقافة التعامل معهما أثناء البطولات إضافة إلى العلم والتطوير الكبير الذي طرأ على مهارات اللعبة حتى أخذت اللعبة دورها كتمارين روحيّة أكثر منها سلاحاً.

القوس والسهم ليست رياضة تنافسيّة أو لعبة من الألعاب الفرديّة فقط، بل أنها علماً من خلاله يتعلّم اللاعبون العادات والتقاليد وكيفية الحفاظ على الرزانة وهدوء النفس والتركيز على تصويب الهدف.

وبما أن رياضة القوس والسهم تحوّلت إلى واحدة من الرياضات التنافسيّة، رسّخ المكتب التنفيذي للاتحاد كلّ مبادئهِ من أجل اللعبة وقدّموا مكاسباً فنيّة وإداريّة وتبنّوا منظومة متكاملة تُمكِّن جميع لاعبي ولاعبات المنتخب الأوّل للمشاركة في البطولات بأفضل حال من خلال البرنامج الذي مارسوه لتطوير قدراتهم وصقل تجاربهم وإثراء الواقع الخاص بهذه اللعبة الجميلة لتحقيق نتائج واعدة تستشرف مستقبلها وترفع رايات الوطن فوق منصّات التتويج في جميع البطولات التي يتواجدون فيها.

صراحة، في ظلّ الجهود الي يقوم بها الكادر الإداري والتدريبي والفني يتم تعزيز القدرات وخوض التحدّيات برغبة كبيرة في عكس الصورة المُشرّفة عن الرياضة العراقيّة، وفي تناغم جميل يؤكّد قيمة العمل الأبداعي إضافة إلى أسهامهم في تحقّق الموافقة الجماعيّة على تضييف العراق البطولة الآسيويّة في السليمانيّة، وسيكون الحدث مهماً وكبيراً، فضلاً عن المشاركات الخارجيّة الأخرى ضمن حزمة استحقاقات دوليّة مُرتقبة.

في إحدى المرّات سألتُ المشهداني رئيس اتحاد القوس والسهم والأمين العام للاتحاد العربي وعضو المكتب الآسيوي، في لقاء خاص به قبل 12 عاماً تقريباً عن كيفيّة التعامل مع اللعبة ولاعبيها وأدواتها بعد أن رافقتَ المنتخبين للرجال والنساء، فقال لي (كل طاقة اللاعبين تأتي منهم لرغبتهم وتحدّيهم وإصرارهم على تحقيق إنجاز برغم أن الهدف بعيد عنهم، ولكن عندما يسحب الرامي قوسه ستبقى كلّ قوّته سليمة لأنهم يتمتّعون بالمرونة والتركيز العالي والأناقة الكاملة والوصول إلى لحظة انطلاقه ليصل إلى مركز الهدف المطلوب).

إن انطلاق السهم لتحقيق نتيجة ترفع من قيمة اللاعب وتحقّق هدف أفضل وميدالية عالية المستوى هي الغاية الأساس المُراد الوصول والحصول عليها ضمن لائحة الاتحاد الدولي للعبة شريطة أن يحسنوا التقدير والشعور بالمسؤولية خلال المنافسات والتركيز على إصابة الهدف مع تقدير قوة الرياح والوزن والمسافة وتنمية التركيز وتمكين العقل والجسد من خلال عملية رمي السهام في اللحظة المناسبة للنفس وخلق التنافس والتحدّي.

هذه المؤهّلات ستحدّد مستوى مهارة اللاعب وحرفيته وإعداده للتنافس على المراتب المختلفة، وهي 15 مرتبة، منها 10 مراتب أوّلية و5 مراتب بمستويات عُليا، ولنا الأمل الكبير بمنتخباتنا الوطنيّة ومدربيها والمشرفين والإداريين وكلّ أعضاء الاتحاد الذين يعملون بجدٍّ ليل ونهار من أجل النهوض بهذه اللعبة إلى أعلى مرتبة.