بغداد/ عامر مؤيد
في الجزء الثاني من السنة الدراسية، ينصب تفكير معظم طلبة المراحل الاخيرة في الجامعات العراقية حول حفلات التخرج، التي تعددت وتنوعت بين حفلات صاخبة وأخرى منظمة داخل او خارج الحرم الجامعي.
في السابق، كانت مراسيم التخرج تقتصر على التقاط الصورة الرسمية والمتعارف عليها منذ زمن بعيد، ولاحقا تطورت بإقامة حفل يحضره أحد المطربين إلى جانب الطلبة واهاليهم.
اما اليوم فبداية تكون هناك صور قرب احدى معالم المدينة مع زي موحد، ويكتب كل طالب عبارة على القميص الذي يرتديه وغالبا ما تكون القابا مرتبطة بالطالب.
بعد ذلك وبمدة طويلة، تكون "حنة" التخرج والتي ترتدي فيها الطالبات الزي العربي او الهندي او المغربي بينما يكون لباس الطلبة هو الزي العربي "الدشداشة والعكال".
كما لن تقف الحفلات عند هذا الحد، بل تكون هناك صورة التخرج والتي يكون فيها الزي الرسمي هو السائد بين الطلاب، واثناء التقاط الصورة تكون هناك فرقة شعبية مصاحبة لهم حيث الرقص على المدرج الذي يلتقطون الصور فيه.
وبعد نهاية الصورة تكون هناك رحلة جماعية لاحد المطاعم وقد تتخللها حفلة، بينما ختام برنامج حفلات التخرج يكون في احدى القاعات الضخمة او الفنادق مع حضور مطربين معروفين وغالبا ما تكون في يوم لا توجد فيه التزامات دراسية للطلبة.
وقد تطورت حفلات التخرج لتصبح بهذه الكمية فيها آراء متابينة ما بين مؤيد ومعارض، حيث تقول شمس فلاح – طالبة جامعية في حديثها لـ(المدى)، ان "الزيادة في حفلات التخرج امر مبالغ فيه واحيانا يتم فرض هذا الامر على الطلبة".
وتضيف (شمس) عن تجربتها حول هذه القضية بأنها "رفضت التواجد في احدى التجمعات الخاصة بالتخرج لكونها لاقت انتقادات من زميلاتها وزملائها بحجة انها تريد تخريب هذا التجمع لذلك اُجبرت على التواجد معهم".
وبحسب (شمس) فان رأيها عن القضية يتلخص بـ"إقامة حفل عام والتقاط صورة التخرج ما سيجعل الذكريات محدودة في هذين اليومين ولا يجعلها متشعبة، وفي اكثر من يوم لان ذلك سيفقد من لذتها كثيرا".
على العكس من شمس، هو رأي زميلتها ميس الطائي التي تقول في حديثها لـ(المدى)، ان "الذكريات الخاصة بالطلبة معدودة جدا بسبب الوضع العام والذي يتعلق احيانا بالمجتمع كذلك، فان هذه الحفلات هي فرصة لعيش لحظات ربما لا تعاد لكثيرين".
وتقول "طالما ان هذا الحفل لا يؤثر على الجانب الدراسي فلا ضير به لاسيما وان اغلب هذه الحفلات تقام خارج الحرم الجامعي وفي ايام لا تتضارب مع المحاضرات الرسمية".
وتؤكد الطائي ان "هذه المسألة ستبقى الآراء فيها مختلفة لذلك كل طالب هو مسؤول عن قراراته بالمشاركة من عدمها ولا اجبار في هذه القضية".
وكانت وزارة التعليم العالي والجامعات قد شددت في تعليماتها على الطلبة بعدم المبالغة في الاحتفال كما منعت دخول أزياء محددة الى الحرم الجامعي، لافتة الى فرض عقوبات إدارية بحق المخالفين.