مابين الأمس واليوم..مهنة تصليح الساعات تشكو البطالة امام التقنيات الحديثة

مابين الأمس واليوم..مهنة تصليح الساعات تشكو البطالة امام التقنيات الحديثة

بغداد / نورا خالدمع امتلاء السوق المحلية بالساعات المستوردة ومن مختلف المناشئ وبأسعار رخيصة، واعتماد اكثر الناس على الموبايل في معرفة الوقت، انحسرت مهنة تصليح الساعات التي كانت رائجة سابقاً، وعانى اصحاب هذه المهنة من البطالة كما قال احمد جلال مصلح ساعات في الباب الشرقي،

 واضاف: أصبحت هذه المهنة الآن تعاني كساداً يهددها بالزوال فالكثير من اصحابها تركوا عملهم ليبحثوا عن عمل آخر يسد احتياجاتهم  فلم تعد مهنة تصليح الساعات تكفي لتوفير متطلبات الحياة في الوقت الحاضر، اما عن زبائنه فقال:   معظمهم من كبار السن  ممن يقتنون ساعات سويسرية او فرنسية غالية الثمن وهم يفخرون بساعاتهم القديمة ولا يستبدلونها بالحديثة نظراً لقيمتها ولطابعها التاريخي، وتابع: على الرغم من الكسب القليل الا انني لا استطيع ترك مهنتي التي توارثتها عن والدي. اما مصلح الساعات كريم علي والذي اتخد من  أحد أرصفة شارع النهر مكاناً لعربته المليئة بانواع الساعات وادوات تصليحها واضعا على احدى عينيه  عدسته المكبرة،  لتمييز الاجزاء الدقيقة فيها، قال عن مهنته التي احبها ومازال يمارسها: دائما ما اشبه تصليح الساعة بالعملية الجراحية فهي تحتاج الى الدقة، وأقل خطاً يعني اعادة فتح الساعة وتصليحها من جديد اوقد  يسبب توقفاً لعمل الساعة،،و يستغرق تصليح الساعة يوماً كاملاً، فهي مهنة تحتاج الى تركيز ذهني عال، واضاف: تراجعت هذه المهنة كثيرا في السنوات الاخيرة، وقل زبائني لان الكثيرين باتوا  يفضلون أن يقتنوا  الساعات الجديدة ويفضلوها على الساعات القديمة التي  اصابها العطل، وساعد على هذا رخص قيمة الساعات فهي لم تعد مثلما كانت في السابق غالية الثمن،خاصة بعد استيراد انواع كثيرة ذات ماركات تجارية حيث اصبح المواطن العراقي لايهتم بشراء الساعات ذات الماركات العالمية لانها ذات كلفة عالية  وبات يقبل على شراء الساعات الرخيصة الثمن والتي غالباً ما  تتعطل بعد فترة قصيرة ليستبدلها باخرى جديدة. واسترجع علي  ذاكرته  وتجربته القديمة في تصليح الساعات قائلاً: كان لكل صاحب محل زبائنه الذين يأتونه لصيانة ساعاتهم وتنظيقها، فالساعة وقتذاك لم تكن رخيصة والزبون يشتريها لتبقى  معه فترة طويلة لا ليرميها او يغيرها مع ظهور موديل جديد. وفي سوق البياع الشهير حافظ ابو دعاء على عربته الصغيرة المخصصة لتصليح الساعات والتي رافقته طوال عشرين سنة، ولان هذه المهنة  لم تعد تسد حاجة عائلته، فقد استعان بـ (بسطية) اخرى لبيع ملابس الصغار وجعلها مجاورة لعربته، لتعينه على تدبير متطلبات الحياة، ولم يترك مهنته التي رافقته طوال مسيرة حياته. 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top