 ذي قار/ حسين العامل

جدد اهالي وعشائر قضاء الغراف تظاهراتهم للمطالبة بضخ المزيد من المياه لنهر الغراف الذي يغذي أكثر من 150 قرية وحيا سكنيا في ذي قار، فيما كشفت الحكومة المحلية عن اجراءات طارئة لنصب أربع مضخات مترية لمعالجة الشحة.

واحتشد المئات من الاهالي وابناء وشيوخ العشائر وسط قضاء الغراف لينطلقوا بعدها بمركباتهم باتجاه ناظم البدعة الذي يتحكم بمناسيب المياه والذي يبعد عن مناطقهم نحو 20 كم، محتجين على حرمانهم من المياه وملوحين بقطع المياه عن نهر الوفاء الذي يغذي محافظة البصرة.

ويقول رافد الخفاجي وهو احد الناشطين في مجال تبني المطالب الشعبية في قضاء الغراف في حديث مع (المدى)، إن "اهالي قضائي الغراف وسيد دخيل والقرى التي كانت تتغذى على نهر الغراف يشكون الجفاف منذ عدة اشهر".

وتابع الخفاجي، أن "حوض النهر الذي يعتمد على مياهه أكثر من 300 ألف نسمة بات جافا تماما وان البعض من الاهالي لجأوا الى حفر آبار في قاع النهر".

وأشار، إلى "معاناة أكثر من 150 قرية يهددها العطش وقد اخذ سكانها يعتمدون على شراء مياه الشرب من الباعة المتجولين".

وشدد الخفاجي، على أن "نصف احياء مركز قضاء الغراف تشرب مياها ملوثة من بينها احياء الشعب والعسكري والشهداء وثلاثة احياء زراعية أخرى".

وتابع، أن "سكان الارياف الذين يمتهنون الزراعة عاطلون عن العمل ويعانون كذلك من العطش إثر الجفاف".

وأورد الخفاجي، أن "المتظاهرين من الاهالي وشيوخ العشائر طلبوا من ادارة مشروع ناظم البدعة ضخ المياه بنهر الغراف اسوة بنهر الوفاء المغذي الى محافظة البصرة، ملوحين بإيقاف العمل بالمشروع ان لم تتم الاستجابة لمطالبهم".

ونوه، إلى أن "10 عشائر متضررة من الجفاف شاركت بالتظاهرة من بينها عشائر كنانة وخفاجة وآل ابراهيم والسادة الحصونه والمكبول والعثمان والمكي وغيرها".

واثر ذلك توجه عدد من المسؤولين المحليين الى ميدان التظاهرات لغرض اللقاء بالمتظاهرين ووعدوهم بالمباشرة الفورية بمعالجات طارئة.

وتحدث مستشار محافظ ذي قار لشؤون المواطنين حيدر سعدي في تصريح إلى (المدى)، عن "الايعاز الى الملاكات الفنية والهندسية التابعة لمديرية الموارد المائية في ذي قار بمعالجة الشحة بصورة فورية".

وتابع سعدي، أن "الملاكات باشرت اعمالها بإشراف مباشر من مدير الدائرة عبد الرضا مصطاح سنيد لنصب مضخات عائمة على صدر شط الشطرة لضخ المياه في نهر الغراف"، مرجحاً "تشغيل المضخات وضخ المياه خلال يوم او يومين كحد اقصى".

وأفادت مديرية الموارد المائية في ذي قار عن المباشرة بأعمال نصب المضخات في بيان تابعته (المدى)، بأن "ملاكات الدائرة تواصل اعمالها النهائية لإنجاز وافتتاح مشروع نصب مضخات عائمة على صدر شط الشطرة". وأضاف البيان، أن "المضخات ستقوم بتصريف 10 أمتار مكعبة، لمعالجة الشحة المائية وزيادة التصاريف".

وأشار، إلى أن "ذلك من شأنه ان يسهم بمعالجة الشحة المائية وزيادة التصاريف المطلقة الى شط الكسر وعشائر آل ازيرج وشط آل ابراهيم ومناطق الحصونة والعبودة، وجدول ابو شبيبة وعشائر بني زيد (الدجة) وخفاجة والعشائر الاخرى القاطنة على ضفاف النهر".

وأدت ازمة المياه وانخفاض مناسيبها في نهر الغراف المغذي لمناطق شمال الناصرية الى شح في المياه طال عشرات المناطق والقرى الواقعة على نهر ابو شبيبة وشط الكسر وشط آل ابراهيم المغذية لقرى قضاءي الغراف وسيد دخيل ومناطق اخرى تقع شمال شرق الناصرية.

وكان سكان وعشائر قضاء سيد دخيل شرق الناصرية قد كشفوا في (الثاني من تشرين الثاني 2021) عن تفاقم ازمة المياه في القضاء المذكور وحرمان السكان المحليين وعشرات القرى من مياه الشرب، وهو ما استدعى تحركا عاجلا من الحكومة المحلية واستنفار حوضيات الجيش والدوائر الخدمية لإنقاذ 100 ألف مواطن من العطش، وذلك بعد بضعة ايام من اندلاع تظاهرة احتجاجية اقتحم خلالها المتظاهرون مبنى محافظة ذي قار.

وكشف اهالي قضاء الغراف (25 كم شمال الناصرية) مطلع شباط الجاري عن نقص حاد في مستوى الخدمات الاساسية، مشيرين الى ان ثلاثة احياء سكنية فقط تحظى بالخدمات من بين 22 حيا يضمها القضاء.

إلى ذلك، ذكر رئيس المركز الستراتيجي لحقوق الانسان فاضل الغراوي في بيان تلقته (المدى)، أن "العراق يعد أكثر الدول في المنطقة تضرراً بالمتغيرات المناخية كونه يعاني من تحديات بيئية كبيرة أهمها الجفاف والتراجع في الحصص المائية وتدهور الأراضي والتصحر والعواصف الترابية".

وأضاف الغراوي، ان "التغيرات المناخية أثرت على قلة زراعة المحاصيل الزراعية وأثرت على أكثر من 50 ألف نسمة يعيشون في الأهوار ومصدر معيشتهم الأساسي المياه وعلى زيادة التلوث البيئي".

وأوضح، ان "استمرار أزمة المياه والجفاف سيؤدي الى هجرة مناخية لآلاف العوائل مما يشكل خطرا كبيرا على حياتهم".

وأطلق الغراوي "نداء تحذير انساني من الهجرة المناخية التي ستحصل بسبب استمرار أزمة المياه والجفاف".

ودعا "الحكومة الى اتخاذ اجراءات فورية لمعالجة أزمة المياه مع دول المصب وتطبيق الاستمطار الصناعي وتعويض العوائل التي تضررت بهذه الأزمة وتشكيل خلية طوارئ انسانية للتعامل مع أزمة الهجرة المناخية الحاصلة في العراق".