ميسان / مهدي الساعدي
يلتقي اصحاب المواهب الفنية بمختلف عناوينهم وتخصصاتهم، لعرض نتاجاتهم المتنوعة بشكل دوري في قضاء قلعة صالح جنوبي محافظة ميسان، في ملتقى ثقافي وفني يعد الابرز خارج مركز المحافظة، مستوحيا عنوانه من عمق امتداد القضاء التاريخي.
رصيف المذار الثقافي في قضاء قلعة صالح، ابرز المهرجانات الفنية والثقافية التي يقيمها الشباب الناشط خارج مدينة العمارة، نجح وبشكل لافت بجمع المكتبات والمعارض التشكيلية والفوتوغرافية والعروض المسرحية، بالإضافة الى فعاليات وورش فنية اخرى مثل اقامة المراسيم والاعمال اليدوية.
نجح شباب القضاء في تجمع المذار الثقافي سابقا، ومؤسسة ميسان للثقافة واحياء التراث حاليا في غرس بذرة المهرجان منذ سنين، ليجني ثمارها ابناء القضاء خصوصا وابناء المحافظة على وجه العموم بعد سبعة مواسم من اطلاقه. علي سليم رئيس تجمع المذار سابقا ومؤسسة ميسان حاليا، يقول في حديثه لـ(المدى) "انطلقت فكرة اقامة المهرجان منذ سنين، وتمثلت اولا بجمع شباب القضاء من الخريجين والمثقفين لإعادة تنظيم الدور الثقافي، ومنها اقامة نشاط فني وثقافي خاص في القضاء، وبعد التخطيط والاعداد اطلقنا اول مهرجان بأعداد قليلة من المنضمين بسبب انسحاب العدد الاكبر لأسباب مجهولة، وبمشاركات فنية اغلبها من خارج القضاء سواء من مدينة العمارة او غيرها من اقضية ونواحي المحافظة".
وأضاف: "خلال السنة الثانية تغيرت الفكرة واعتمدنا على شباب واهالي القضاء للاعمال اليدوية والثقافية، واستطعنا جمع عدد اكبر من الموسم الاول ووصولا الى آخر موسم، ازداد عدد المشاركين من ابناء قضاء قلعة صالح لتكون نسبة المشاركين فيه 90% ونجحنا بخلق اجواء ثقافية في القضاء".
اقامة نشاط فني وثقافي بمشاركات واسعة اثبت وبشكل مميز، نجاح القائمين عليه خصوصا وهم يطلقونه بدعم ذاتي، دون اللجوء الى طلب الدعم من اية جهة حكومية كانت او غير حكومية. سجاد محمد شكر احد الشباب القائمين على اطلاق المهرجان، بين في معرض حديثه لـ(المدى) "اطلقنا اول موسم للمهرجان عام 2018 وكان وما زال يقام بدعم مادي ذاتي من المؤسسين، حيث يستغرق الاعداد للإطلاق فعالياته ما يقارب اسبوعا كاملا من اجل التنسيق والتحضير والتهيؤ والاعداد واتمام الامور اللوجستية، على الرغم من ان مدة اقامته تدوم يوما كاملا وطموحنا في المستقبل يدوم الى اكثر من ذلك".
"يتضمن المهرجان الخاص برصيف المذار مختلف الفعاليات والانشطة الفنية والثقافية، بدءا من المسرح والرسم بجميع مدارسه والخط العربي، وصولا الى الفنون الحرفية التقليدية والاعمال الفنية اليدوية والنحت، وفعاليات ثقافية اخرى منها التوعوية والتثقيفية وغيرها". يتابع سجاد محمد شكر في حديثه لـ(المدى).
لم يكن تخصيص مكان معين لإطلاق فعاليات المهرجان حائلا دون اقامته، بل اعطى للقائمين عليه حرية التنقل بين اماكن القضاء ذات الانطباع السياحي والتاريخي، آخرها المدرسة الاثرية في القضاء. "لا يوجد مكان محدد لإقامة الرصيف، لذلك اعتمدنا اماكن متعددة في القضاء لإقامة فعالياته، وكان آخرها في مدرسة قلعة صالح التاريخية، والتي تعتبر أقدم مدرسة في المحافظة". يقول سجاد محمد لـ(المدى).
يهدف الشباب الناشط في قضاء القلعة من مهرجانهم الثقافي، الى خلق جيل جديد قادر على حمل الرسالة الثقافية في القضاء وتكملة للمسيرة التي أطلقوها.
يوضح علي سليم لـ(المدى) "رسالتنا من خلال اقامة مهرجان رصيف المذار ليس تنشيط الدور الثقافي حسب، بل هي محاولة لإنشاء وتكوين جيل ثقافي قادر على اكمال المسيرة، ومهتم بالدور الثقافي في قضاء قلعة صالح، ولذا انبثقت العديد من الطاقات الفنية بسبب مشاركة اصحاب المواهب في فعاليات المهرجان، وما يثبت ذلك المشاركات الواسعة من ابنائنا في فعالياته".
الاصداء التي حظي بها المهرجان بين اوساط محافظة ميسان على وجه العموم، الفنية منها بالتحديد كانت متفائلة جدا خصوصا بعد توقف فعاليات الرصيف المعرفي في مدينة العمارة لأسباب عديدة.
الفنان الميساني مهدي النوري يؤكد لـ(المدى) "ينقل مهرجان رصيف المذار في قضاء قلعة صالح حالة ايجابية، رغم الظروف المأساوية التي يعيشها القضاء واستشراء النزاعات العشائرية فيه، لكنها تعتبر نقطة بيضاء وسط الركام الذي خلفه عدم الاهتمام، وينقل رسائل الوسط الثقافي والفني للشباب العاملين، ويعد خطوة مثقفة حقيقية تحمل طموح تطوير الواقع المعاش، ويمثل حاضنة فنية لأصحاب المواهب لعرض ابداعاتهم المتنوعة". الانطباع الذي خلفه مهرجان رصيف المذار الثقافي، كان بمثابة الاهتمام بارتقاء الجوانب الثقافية المتنوعة، والمساهمة ببث الوعي والحراكين الثقافي والفني من قبل شباب حضروا بكل قوة، في جميع مشاهد القضاء وكانت لهم مع كل جنبة إسهامة فاعلة.
اترك تعليقك