متظاهرو الناصرية يواصلون رفضهم لعودة المجالس المحلية

متظاهرو الناصرية يواصلون رفضهم لعودة المجالس المحلية

 ذي قار/ حسين العامل

تواصلت التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية في مركز محافظة ذي قار لليوم الرابع على التوالي مجددة رفضها لتعديل قانون الانتخابات والعودة لنظام سانت ليغو ومجالس المحافظات التي تقرر تعليق عملها قبل عدة اعوام استجابة لمطالب تظاهرات تشرين.

واحتشد المئات من المتظاهرين في ميدان الحبوبي وسط الناصرية للتعبير عن رفضهم التعديلات المقترحة على قانون الانتخابات الذي تجري مناقشته في مجلس النواب العراقي، واعلن المتظاهرون عن اعتصام مفتوح لحين تحقيق مطالبهم مرددين شعارات ترفض عودة العمل بمجالس المحافظات وتعديل قانون الانتخابات وفق نظام سانت ليغو.

وقال محمد حسين وهو احد المتظاهرين في تصريح إلى (المدى)، إن "المئات من المتظاهرين أعلنوا الاعتصام المفتوح وتصعيد الفعاليات الاحتجاجية الرافضة لسانت ليغو وعودة مجالس المحافظات".

ووصف حسين، "مجالس المحافظات بمجالس الفساد"، مؤكداً ان "اداءها السابق شابته شبهات الفساد واستحواذ على مغانم السلطة وفق نهج المحاصصة الحزبية المعتمدة في هذا المجال".

وأشار، إلى أن "مشروع تعديل قانون الانتخابات باعتماد نظام سانت ليغو هو التفاف على ارادة الجماهير وتجاهل لدماء شهداء التظاهرات الذين طالبوا بالإصلاح السياسي وقدموا مئات الشهداء في سبيل ذلك".

وحذر حسين، "الاحزاب المتنفذة وقوى الاطار التنسيقي من كسر ارادة الجماهير والعودة الى المربع الاول الذي انطلقت منه تظاهرات تشرين الرافضة للهيمنة الحزبية على مقدرات وثروات الشعب".

من جانبه، يجد الناشط المدني صلاح الموسوي ان "قطاعات واسعة من الشعب العراقي عبرت عن رفضها عودة الوضع السياسي الى ما قبل تظاهرات تشرين".

وتابع الموسوي، ان "نظام سانت ليغو انتج طبقة سياسية اثبتت فشلها طيلة الاعوام المنصرمة وان اعادة العمل به ستنتج المزيد من الفشل".

وأوضح، "اما محاولات احياء مجالس المحافظات التي احتكرت التعيينات والمنافع والمقاولات لمحازبيها فهي مرفوضة كونها حرمت الشباب من فرص التعيين وانحازت لاتباعها على حساب المواطنين".

وجاء في بيان لثوار ساحة الحبوبي تلاه احد المتظاهرين في الساحة المذكورة وتابعته (المدى)، "من ساحة الحبوبي معقل الابطال وساحة العز والرفض الى الاحزاب السياسية الجاثمة على صدر العراق وبالأخص حكومة الاطار نرفض رفضا قاطعا محاولة كسر ارادة الشعب والمرجعية الرشيدة بإعادة تمرير سانت ليغو".

وطالب البيان، بـرفض "حلقة السرقة الزائدة مجالس المحافظات"، محذراً من "تناسي تضحيات الشعب التي قدمها شباب تشرين من شهداء وجرحى ومغيبين لتحقيق المطالب الشعبية بالحكم الرشيد وتعزيز النظم الديمقراطية التي تعبر عن ارادة الناخبين بصورة حقيقية".

وأكد، "ومن ساحة الحبوبي نعلن اعتصاما مفتوحا وعلى الجميع ان يكونوا على اهبة الاستعداد"، متوعداً "احزاب السلطة من خطوات تصعيدية اكبر في حال تمرير هذا التشريع".

وكانت مجموعة من المتظاهرين قد لوحت في وقت سابق من الشهر الجاري بالتظاهر امام دور اعضاء مجلس النواب ومنعهم من دخول محافظة ذي قار في حال تصويتهم على عودة مجالس المحافظة واقرار نظام سانت ليغو.

يذكر ان مصدرا حكوميا افاد منتصف الاسبوع الماضي بتعليق الدوام في مكتب انتخابات ذي قار الى اشعار اخر اثر اندلاع تظاهرات ترفض العودة لنظام سانت ليغو باحتساب اصوات الناخبين واعادة مجالس المحافظات، فيما قامت مجموعة من المتظاهرين بإضرام النار في هياكل مقرات الاحزاب ومبنى مجلس المحافظة.

ويشهد مجلس النواب العراقي أزمة مستعرة على خلفية مشروع قانون انتخابات "سانت ليغو المعدل"، الذي يناقشه المجلس بين مؤيد ومعارض.

ومشروع القانون يتعلق بعودة العمل بنظام "سانت ليغو" الانتخابي المعدل وفق قاسم انتخابي بنسبة 1.9 والذي سيعود بالعراق - في حالة إقراره من البرلمان- إلى العمل بنظام دائرة انتخابية واحدة لكل محافظة وإلغاء صيغة الدوائر المتعددة المعتمدة في القانون الساري.

وسانت ليغو طريقة ابتكرت عام 1912 على يد عالم الرياضيات الفرنسي أندريه سانت ليغو، والغاية من هذه الصيغة هي توزيع الأصوات على المقاعد الانتخابية في الدوائر متعددة المقاعد، غير ان تحفظات المعارضين لسانت ليغو تتمثل بكونه يهدر اصوات ملايين الناخبين الذين صوتوا للقوائم الصغيرة التي لم تبلغ العتبة الانتخابية المقررة لاحتساب المقعد الانتخابي في المحافظة او الدائرة الانتخابية، واقتصار توزيع تلك المقاعد على الاحزاب الكبيرة او تلك التي تمكنت من بلوغ العتبة الانتخابية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top