TOP

جريدة المدى > سياسية > ناشطون يحاولون جمع "مليون صوت مستقل" لدعم قائمة انتخابية تكسر احتكار أحزاب السلطة

ناشطون يحاولون جمع "مليون صوت مستقل" لدعم قائمة انتخابية تكسر احتكار أحزاب السلطة

نشر في: 20 نوفمبر, 2012: 08:00 م

يبدو أن الصوت المدني بدأ ينظم صفوفه شيئا فشيئا من اجل تشكيل كتلة ذات ثقل في الاستحقاقات الانتخابية والوطنية في عراق ما بعد صدام.
 وبعد طول تردد ومواقف طالما وصفت بالسلبية والانكفاء، أطلق المئات من الناشطين المدنيين حملة " + صوتك" على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتكون بمثابة بنك لجمع مليون صوت من عموم المحافظات لتغيير المعادلة السياسية القائمة على أساس المحاصصة الطائفية والقومية.
ويقول بيان إعلان ولادة المبادرة الذي أعد فقراته الكاتب الشهير شلش العراقي "عندما يكون صوتك مع مليون صوت آخر، سيظهر مرشحون يتنافسون بقوة للفوز بهذه القوة الانتخابية، مرشحون تنطبق عليهم هذه المواصفات التي ترغب بها، ويتنافسون في تقديم برامج تلبي طموحك وطموح المليون ناخب مثلا من أعضاء + صوتك".
ويبدي الكثير من العراقيين استياءهم من القانون الانتخابي ويتهمون الاحزاب الكبيرة ذات التوجهات الطائفية والقومية، بتفصيله على مقاساتها بغية احكام قبضتها على مفاصل الدولة واقصاء التكنوقراط والنخب المستقلة وقوى وطنية أخرى من مراكز صنع القرار. وتتركز الانتقادات التي يواجهها قانون الانتخابات حول طبيعة تشكيل القوائم الانتخابية شبه المغلقة وجعل كل محافظة دائرة انتخابية ما يهيئ الظروف لصعود القوائم ذات التمويل والدعم الخارجي وابعاد الكيانات والشخصيات المستقلة عن الحكومات المحلية ومجلس النواب.
المبادرة، التي حظيت بدعم ما يقرب من 3 آلاف مشارك خلال اقل من اسبوع على اطلاقها على فيسبوك، يقول مؤسسوها انهم بصدد تحويلها من مبادرة فيسبوكية الى حراك واقعي بقيادة مئات الاعضاء المنتشرين في كل محافظات البلد.
ويضع بيان التأسيس عدة أسباب لإطلاق مبادرة بنك الأصوات أبرزها:
اولا: تشجيع المترددين واليائسين من المدنيين على المشاركة في الانتخابات لانهم سيكتشفون قوة أصواتهم وتأثيرها.
ثانيا: الضغط على القوى غير المدنية لتعديل برامجها والتخلي عن خطاباتها الطائفية والقومية لصالح مشروع دولة المواطنة.
ثالثا: جعل الفاسدين والطائفيين والأميين والمزورين يترددون عن الترشح مرة أخرى إلى الانتخابات لان هناك قوة مدنية صاعدة سوف لن تسكت عنهم.
رابعا: تغيير موقف عدد كبير من الناخبين الذين منحوا أصواتهم لقوى غير مدنية وأصيبوا بالإحباط من فشل هذه القوى في تحقيق اي نوع من التقدم في كافة الملفات والغرق في مستنقع الفساد، واعادة التفكير بتصويتهم مرة اخرى.
خامسا: رفع الوعي الانتخابي لشريحة عريضة من الناس الذين لم يتعرفوا على البدائل المدنية ولم يطلعوا على القوانين التي تخص العملية الانتخابية.
سادسا: سيضطر المشرعون إلى مراعاة هذه القوة الصاعدة عند قيامهم بكتابة أي نص لقانون جديد.
هذه المبادرة بدت "الأكثر جدية" في تاريخ الحراك المدني العراقي، وسرعان ما لقيت تأييد المئات من الكتاب والصحفيين والباحثين الذين يشددون على اعتبار أصواتهم مجتمعة "رأسمالا انتخابيا" سيمكنهم من "شراء سلعة غالية الثمن لا يستطيع صوتك لوحده شراءها".
نبراس الكاظمي، الباحث العراقي المقيم في الولايات المتحدة، أعلن دعمه للمبادرة التي قال إنها "تتمحور حول جمع اكبر عدد من الناخبين المتفقين على أسس مشتركة، وتوجيه أصواتهم عن طريق المشورة والمعلومة إلى المرشحين المناسبين".
ويضيف الكاظمي "أتوقع بان بدايات هذه المبادرة ستكون متواضعة، ولكنها ستصبح في يوم من الايام إحدى العوامل المؤثرة جدا في إعادة ترتيب وإصلاح المشهد السياسي". ويختم داعيا الجميع الى ضغط زر "أعجبني" على المجموعة "ولا تخلون لا عضو مجلس محافظة ولا نائب ينام الليل، وكونوا جزءا من المستقبل".
اما الكاتب محمد غازي الأخرس فكتب على صفحته مبدياً دعمه للمبادرة بنك الأصوات بالقول "هيا لنحاول فعل شيء لأبنائنا وأحفادنا. لو تكررت اللعبة السمجة وفاز هؤلاء السراق أقرأوا على بلدكم السلام حتى خمسين عاما. دعوة شلش تحولت إلى صفحة رائعة وحالمة. لنحاول. أكبر الأشياء قد تبدأ بمجرد لايك".
ويدور جدل واسع حول حقيقة شخصية الكاتب شلش العراقي الذي برز نجمه إبان سنوات العنف في نمط من الكتابات التي تمزج بين بساطة الكلمة مع عمق الفكرة، كما أنها تركز غالبا على طبيعة التسامح والتعايش السلمي الذي كان يتصف به المجتمع العراقي، بالإضافة الى نقده الشديد لفساد الطبقة السياسية وقيامه بفضح جرائم المليشيات التي أسهمت في تأجيج المشاعر الطائفية في الفترة 2006 – 2008.
المئات من المؤيدين للمبادرة لم يكتفوا بمجرد الإعجاب او إبداء الاستعداد للمشاركة في إنجاحها، بل سجل البعض منهم اعتراضات طالبوا أخذها بعين الاعتبار، فقد كتب عبدالرحمن خالد "..المشكلة الأساسية والرئيسية ليس من تنتخب فقط بل من له الحق في الترشيح.. المشكلة في الدستور.. إذا لم يتم إيقاف الأحزاب الدينية وفصل الدين عن الدولة ووضع فقرة في الدستور تحرم وتجرم، نعم تجرم السلوك الطائفي والعرقي والقبلي...فلا مجال لنا أن نتقدم خطوة واحدة"، ويختم مداخلته بمطالبة المعنيين بالقول "اشتغلوا عالدستور أحبائي لأن اللعبة هناك ولأن اللي حطوه أخذوا كلشي".
بدوره يكتب محمد النجار "اكو نقطة أساسية وضرورية.. ممكن نعرف منو انتو؟"، ويتابع تساؤلاته "الأستاذ شلش طرح المبادرة على صفحته قبل فترة .. اوكي .. بس نريد معلومات اكثر منو القائمين على هالفكرة ؟ وحاليا منو ديحجي ويانا ويعلق!؟".
وفيما يبدو انها خطوة لتبديد المخاوف من غموض شخصية الكاتب شلش العراقي الذي اطلق المبادرة، اعلن المشرفون على صفحة "+صوتك" إنشاء لجنة استشارية من عدد من الصحفيين والناشطين المدنيين المعروفين بينهم الكاتب احمد المهنا والباحث المعروف حيدر سعيد والناشطة المدنية شروق العبايجي ورلى بحر العلوم "للقيام بدور المتابعة والإشراف وتقديم المقترحات لتطوير العمل وضمان نجاح المبادرة وامتدادها الشعبي".
وتوضح الصفحة أن الشخصيات التي تم اختيارها "تعلن مسبقاً عدم رغبتها بالترشيح للانتخابات القادمة أو لعب اي دور سياسي أو حزبي وستعمل في مجالها الذي عرفت به وهو مجال الدفاع عن الحقوق والحريات المدنية".
وتتضمن صفحة المبادرة بوسترات وصورا لأطفال وتلاميذ عراقيين تحمل عبارة "لازم ننجح"، بالإضافة إلى مقولات لمفكرين وفلاسفة معروفين تدعو لصنع التغيير، لكن ذلك لم يعجب هشام صالح الذي كتب "نصيحة من محب يتمني نجاح مبادرتكم، استقوا مواعظكم ومقولاتكم من تراثكم أيا كان هذا التراث ديني ثقافي أيا كان المهم توحون للقارئ بأن له تراثا طيبا يستحق الولادة من جديد".
بدوره يطالب مجاهد الصميدعي كل متعاطف مع المبادرة بان يقوم بكسب 2000 شخص إضافي لهذه الحملة، ويقول "لازم نراويهم احنه أقوى منهم..على الكتاب والصحفيين المنتمين للصفحة والمؤيدين للفكرة واجب عظيم"، ويختم مداخلته "سلاحهم الكاتم وسلاحنا الكلمة وسنريهم أننا الأقوى".
وتستعد البلاد لإجراء انتخابات مجالس المحافظات في نيسان المقبل لكن البعض يخشى تأخر إجرائها بسبب جدل بين مجلس القضاء الأعلى ومجلس النواب حول نقض الأول لإحدى فقرات قانون الانتخابات المحلية والتي تعطي القوائم الكبيرة أصوات القوائم الخاسرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. سعد الراوي

    السلام عليكم .. المبادرة جيدة والتغيير لايمكن ان يكون بين عشية وضحاها واعتقد يحتاج هؤلاء الى وقفة جادة ومعونة من كل الاخيار للتغيير ولو ان الوقت متأخر لخوض الانتخابات لمجالس المحافظات لكن كخطوة جيدة تحتاج الى تواصل وبلورة الافكار الى الواقع المسير نحو اله

  2. alnahar.aliraqi

    نعم نقدر لو قررنا وتوحد صوت المدنين في العراق سينقشع الظلام عن وطننا

  3. محمد اياد

    شلش العراقي يقول على مجموعته في الفيسبوك عن: شباب وشابات العراق: يتعرضون للتفل من قبل شباب مصر الجيش العراقي: يتعرض للتبول من قبل الجيش المصري جيش لطام نواح يمرر المفخخات والقتلة والكواتم يستوقفنا لاشباع شهواته بالنظر الى نسائنا قادتنا: معاقين، ابن

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

السفيرة الأميركية: العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به
سياسية

السفيرة الأميركية: العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به

متابعة/ المدىأكدت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية آلينا رومانسكي، أمس الأربعاء، أن العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به، فيما أشارت الى التعاون مع منظمات عراقية لتحسين وصول المياه لأكثر من 100 ألف شخص.وقالت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram