واسط/ جبار بچاي
اتخذت الحكومة المحلية في واسط سلسلة من الإجراءات والتدابير الوقائية على خلفية انتشار مرض الحمى النزفية وتسجيلها وفاة مواطن في قضاء العزيزية وتأكيد إصابة خمسة آخرين.
ومن بين هذه الإجراءات منع دخول المواشي القادمة من المحافظات الأخرى الى واسط، وتوجيه رؤساء الوحدات الإدارية بتنفيذ حملات منظمة لمصادرة اللحوم التي تجزر بطريقة عشوائية، فضلاً عن توقيف المخالفين للتعليمات والشروط الصحية.
كما تضمنت إجراءات الحكومة الاحترازية، جوانب توعوية في التأكيد على الأهالي بعدم شراء اللحوم غير معروفة المصدر أو التي لا تحمل الختم البيطري الذي يؤكد سلامتها مع القيام بحملات واسعة من قبل الفرق المتخصصة في المستشفيات البيطرية وأقسام الثروة الحيوانية في مديرية زراعة واسط لمتابعة توفر متطلبات الصحة والسلامة في حظائر المواشي في عموم القرى والأرياف.
وكانت دائرة صحة واسط قد كشفت الخميس الماضي عن وفاة مواطن من قضاء العزيزية بعد إصابته بالحمى النزفية، فيما أكدت تسجيل خمس إصابات أخرى لمواطنين في مناطق مختلفة من المحافظة.
وذكر مدير عام صحة واسط جبار الياسري في حديث مع (المدى) أن "شابا عشرينياً من أهالي قضاء العزيزية توفي في مستشفى الزهراء بمدينة الكوت متأثراً بإصابته بمرض الحمى النزفية".
وأضاف الياسري، أن "المراكز الصحية في المحافظة سجلت خمس إصابات مؤكدة بين مواطنين آخرين يخضعون حاليا الى تلقي العلاج في مستشفيات المحافظة وأن الفرق المتخصصة ماضية بالتحري عن وجود إصابات أخرى".
وأشار، إلى "اتخاذ الإجراءات الوقائية لملامسي الشخص المتوفى والمصابين الخمسة، وفحصهم جميعاً وسحب عينات دم تم إرسالها الى مختبر الصحة المركزي في بغداد للتأكد من وجود الإصابة من عدمها بينهم".
وأوضح الياسري، أن "فرق الصحة العامة في دائرة صحة المحافظة ساهمت بإعطاء محاضرة للتوعية بشأن المرض وكيفية الوقاية منه مع القيام بعمليات الرش بالمبيدات المطلوبة للمنازل التي شهدت تسجيل الإصابات إضافة الى حظائر الحيوانات بعد أخذ عينات منها من قبل الفرق البيطرية."
في غضون ذلك، ذكرت مديرة قسم الصحة العامة سندس عبد اللامي في تصريح إلى (المدى)، أن "فرق شعبة تعزيز الصحة العامة وبالتعاون مع شعبة الرقابة الصحية نظمت عدة حملات للتوعية شاركت فيها بعض الفرق التطوعية والناشطين المدنيين والشرطة المجتمعية شملت قسما من أسواق مدينة الكوت."
وأضافت اللامي، أن "الحملات تم خلالها التعريف بطرق الانتقال والوقاية من المرض لكافة شرائح المجتمع وتوجيه النصائح الوقائية للعاملين في مهنة القصابة".
وأشارت، إلى أن "النصائح تضمنت الالتزام بارتداء الصداري والكفوف أثناء العمل والتعامل مع الدم وسوائل المواشي بحذر شديد وغسل الأيادي باستمرار مع توجيه النصائح للمواطنين بضرورة الانتباه لأعراض الحمى الشديدة والنحول وآلام المفاصل والإسهال والتقيؤ مع التأكيد على مراجعة أقرب مؤسسة صحية في حال تسجيل مثل تلك الأعراض."
وبينت اللامي، أن "الفرق اجرت زيارات الى المجازر الموجودة في المحافظة والقيام ببعض الفحوصات المهمة مع التأكيد على القصابين بالابتعاد كلياً عن الجزر العشوائي كذلك حث المربين على أهمية تلقيح مواشيهم من خلال مراجعة المراكز البيطرية."
ويعدّ مربو الماشية والعاملون في مجال الجزارة، وفقاً لوزارة الصحة، الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، إذ تؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية، بأن انتقال حمى القرم - الكونغو النزفية إلى البشر يحدث إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة. أما أعراضه الأولية فهي الحمى وآلام العضلات وآلام البطن، لكن عند تطوره، يؤدي إلى نزف من العين والأذن والأنف، وصولاً إلى فشل في أعضاء الجسم ما يؤدي الى الوفاة.
وتؤدي الإصابة بفايروس الحمى النزفية إلى الوفاة بمعدل يتراوح من 10 إلى 40 بالمائة من المصابين، وفق منظمة الصحة العالمية.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر قال في تصريحات صحفية يوم الخميس الماضي، إن "الإصابات المؤكدة بالحمى النزفية ارتفعت إلى 119 منها 18 حالة وفاة بعد تسجيل حالتي وفاة في محافظتي واسط والمثنى".
وكشف البدر عن خارطة الإصابات والوفيات بقوله إن غالبية الإصابات تركزت في محافظة ذي قار بمعدل 35 إصابة، ثم البصرة 18، والمثنى 10 والنجف وميسان ولكل منهما 8 إصابات، ثم بغداد / الرصافة 6 إصابات، و5 إصابات في كل من واسط وبابل وصلاح الدين وبغداد / الكرخ، بينما سجلت أربع إصابات في كل من ديالى والديوانية وثلاث في كربلاء وإصابتان في الأنبار وفي أربيل إصابة واحدة".
أما بالنسبة للوفيات فجاءت ذي قار أولاً بـ6 حالات، ثم المثنى 3، وحالة وفاة واحدة في كل من البصرة والنجف وديالى والديوانية وبغداد / الرصافة وواسط وبابل وأربيل وكربلاء.
يذكر أن العراق يُعدُ من بين بلدان شرق المتوسط التي تستوطنها حمى القرم- الكونغو النزفية، وفق منظمة الصحة العالمية.