الأحزاب السُنية تكشف عن تحالفين لخوض الانتخابات والشيعية تخوض حوارات «سرية» 

الأحزاب السُنية تكشف عن تحالفين لخوض الانتخابات والشيعية تخوض حوارات «سرية» 

 بغداد/ تميم الحسن

وصلت القوى السنية الى لحظة الاصطدام السياسي فيما لاتزال الاحزاب الشيعية تتحرك في الكواليس بانتظار اشارات قد تصدر من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وحتى الان كشفت التيارات السُنية عن تحالفين اثنين يفترض ان يخوضا الانتخابات المحلية المقبلة، أحدهما معارض لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

وضم أحد التحالفات الحرس القديم في الانبار الذي كان قد حمل في السنوات العشر الاخيرة مسؤولية ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي وما تلته من تداعيات.

وعلى الجانب الآخر يتحدث مراقبون ومصادر سياسية عن حراك “غير علني” للقوى الشيعية بشأن التحالفات المقبلة.

وفي الغالب سيظهر أكثر من ائتلاف شيعي فيما سيكون لاشتراك الصدر من عدمه في الانتخابات تأثيرات على خارطة التحالفات.

ومن المفترض ان تجري الانتخابات المحلية قبل نهاية العام الحالي، فيما تشير بعض التسريبات الى احتمال تأجيلها الى ربيع 2024.

وعلى الرغم من ذلك دشنت القوى السُنية تحالفين؛ الاول بين خميس الخنجر زعيم تحالف السيادة (من دون الحلبوسي وهو شريك الاول) ومشعان الجبوري (حزب وطن).

والثاني الاكثر جدلا الذي يضم صقور السنة من معارضي الحلبوسي، والذي انضم اليه مؤخرا رافع العيساوي، نائب رئيس الوزراء الاسبق، بعد غياب 10 سنوات عن المشهد السياسي.

وعن الحراك السني الجديد يقول زياد العرار المراقب والباحث في الشأن السياسي بان “التفاهمات بدأت منذ شهر لكنها بدأت سريعة وقوية واستخدمت اوراقا مكشوفة”.

ووصف العرار في حديث مع (المدى) التحالفات الجديدة بانها “حراك فعل ورد فعل ومعارض للحلبوسي والخنجر”.

واول من أمس عقد تحالف الانبار الموحد، الذي يشير في كل خطاباته الى انه يعارض رئيس البرلمان، مؤتمره الثالث في الفلوجة الذي ظهر فيه العيساوي.

ويتابع العرار؛ “هذا التحالف يقوده جمال الكربولي (زعيم حزب الحل) وتمت دعوة رافع العيساوي كضيف في المؤتمر بسبب رمزيته الخاصة لدى الفلوجة”.

واعتبر الباحث في الشأن السياسي وجود “10 آلاف شخص حضر المؤتمر في اجواء مناخية صعبة دليلا على استمرار تأثير العيساوي في الانبار”.

وأعلن في المؤتمر الاخير لتحالف الانبار الذي يضم 6 تيارات تقودها شخصيات بارزة مثل وزير التخطيط الاسبق سلمان الجميلي، ووزير الكهرباء الاسبق قاسم الفهداوي، عن الظهور السياسي العلني الاول لوزير المالية الاسبق رافع العيساوي الذي كان ملاحقا بتهم “الارهاب” وظهر قبل نحو عام في العراق بشكل مفاجئ.

ويعتقد زياد العرار ان تأجيل ظهور العيساوي حتى المؤتمر الاخير الذي عقد مساء الجمعة، يعود الى ان؛ “العيساوي كانت لديه قضايا وانتظر حتى تتم تسويتها لكنه كان يسكن في تلك الفترة بغداد ولم يعلن ذلك، وقاد حراكا شعبيا وعشائريا في الاشهر الثلاثة الاخيرة”.

وفي المؤتمر قدم العيساوي 8 رسائل الى الانبار بدت وكأنها برامج انتخابية يسعى إليها هو او الائتلاف الموسع الذي قال بانه سيشكل قريبا في كل المحافظات المحررة من “داعش”.

وتحدث العيساوي في رسائله عن تحذيرات مبطنة ضد الحلبوسي، مثل الاشارة الى قضية الاستيلاء على الاراضي التي روجت بعض الاحزاب السنية الى علاقة رئيس البرلمان بحادث تزوير أكثر من 70 ألف سند عقاري في الانبار.

اضافة الى حديث وزير المالية الاسبق عن رفضه سيطرة قبيلة او جهة واحدة على الانبار، ورفضه بقاء “الفاسدين”.

كما استعرض العيساوي ما قال انها انجازات تحققت في الانبار حين كان هو في السلطة، مشددا على دعمه لحكومة محمد السوداني.

وحين ظهر العيساوي في الانبار قبل عام وسط احتفالات ابناء عشيرته تسربت انباء وقتذاك عن تدخل نوري المالكي زعيم دولة القانون لتسوية ملفات الاخير مع القضاء.

واعتبرت عودة العيساوي التي تزامنت آنذاك مع عودة علي حاتم السليمان زعيم ما يعرف بـ “اتحاد المعارضة العراقية” بانها ضد الحلبوسي الذي وقتها كان متحالفا مع الصدر.

واعتبر زياد العرار الحراك السُني الاخير بمثابة “فتح نار على الحلبوسي”، فيما كشف بالمقابل عن وجود حراك لتشكيل ما يسمى بـ”الإطار السني”.

وقال العرار؛ “جرت 3 اجتماعات لتشكيل تحالف شبيه بالإطار التنسيقي الشيعي، واخر اجتماع كان في منزل صالح المطلك (نائب رئيس الوزراء الاسبق)”.

وظهرت هذه التسمية لأول مرة في شهر رمضان الماضي، فيما انكر حزب تقدم بزعامة الحلبوسي نيته تشكيل اطار اشبه بالاطار الشيعي.

لكن في ذلك الوقت قال اسامة النجيفي زعيم جبهة الانقاذ والتنمية انه سمع بان محمود المشهداني (النائب الحالي)، ورئيس مجلس النواب الاسبق، وصالح المطلك، وسليم الجبوري (رئيس مجلس النواب الاسبق) وافقوا على مشروع الإطار السني الذي يقوده الحلبوسي.

وكانت بالمقابل ردود فعل معارضة لظهور العيساوي الاخير في الفلوجة وخاصة لقوله عبارة “التغيير قادم” التي ذكرت بعض الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي بعبارة “قادمون يا بغداد” التي كان يستخدمها العيساوي في احتجاجات 2013 قبل ظهور “داعش”.

وقال سلمان الجميلي في مؤتمر “الانبار الموحد الاخير” بان التحالف تشكل في البداية من 5 شخصيات في ظروف “الاعتقالات والعقوبات الادارية” والتي عادة ما يتم اتهام الحلبوسي بالوقوف وراءها.

بالمقابل، قال رئيس التحالف جمال الكربولي في المؤتمر نفسه؛ إن تصدر “صغار القوم يوما.. هي غفلة من الزمن” في اشارة فهمت بان المقصود منها هو رئيس البرلمان.

وكان هذا التحالف هو الثاني بعد “صقور الوطن فرسان السيادة” بين الخنجر ومشعان الجبوري الذي أعلن الاسبوع الماضي في صلاح الدين.

تباطؤ القوى الشيعية 

وعلى خلاف الاستعجال السُني في اظهار الخصومات السياسية مبكراً عبر اعلان التحالفات الانتخابية المبكرة تتجنب القوى الشيعية الخوض بالموضوع امام الرأي العام والصحافة.

وبحسب ما يتم تداوله في الاوساط السياسية فان الإطار التنسيقي ينتظر قرار مقتدى الصدر في المشاركة او مقاطعة الانتخابات بسبب ثقل الصدريين السياسي.

وحتى الان يلتزم الصدر بالابتعاد عن السياسة رغم ان بعض خطواته مثل اخذ تعهدات مؤخرا من انصاره، يعده مراقبون بانه تمهيد لخوض الانتخابات.

وفي هذا الشأن يقول غالب الدعمي استاذ الصحافة في جامعة اهل البيت ان «هناك حراكا شيعيا واسعا من اجل تشكيل تحالفات جديدة لكنه غير معلن».

ويتابع الدعمي في حديث لـ(المدى)؛ «لا تزال امام القوى الشيعية 6 أشهر وربما تعلن التحالفات قبل شهر من الانتخابات».

وبين استاذ الاعلام ان «كتلة دولة القانون صار لديها 30 حزبا داخلها كما انها تنوي اثبات وجودها في الانتخابات المحلية المقبلة لذلك لن تدخل في تحالفات مع قوى الإطار الاخرى وانما مع احزاب ناشئة».

وكانت بعض المعلومات قد رجحت خوض محمد السوداني رئيس الحكومة الانتخابات منفردا بحزبه الجديد «تيار الفراتين»، او متحالفا مع قيس الخزعلي زعيم العصائب.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top