الصحة: ارتفاع إصابات الحمى النزفية إلى 128 حالة  خلال العام الحالي

الصحة: ارتفاع إصابات الحمى النزفية إلى 128 حالة خلال العام الحالي

 بغداد/ المدى

أعلنت وزارة الصحة، أمس الثلاثاء، عن أعداد الإصابات والوفيات بالحمى النزفية، فيما حددت المحافظة الأكثر ضرراً.

وقال المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، في تصريح لوكالة الانباء الرسمية تابعته (المدى)، إن "آخر إحصائية رسمية بالحمى النزفية المسجلة منذ بداية العام الحالي 2023 في العراق بلغت 128 إصابة منها 18 حالة وفاة"، منوهاً إلى أن "أكثر الإصابات والوفيات متمركزة في محافظة ذي قار".

وأضاف البدر، أن "دور وزارة الصحة هو الكشف المبكر عن المصابين، فإذا المرض في مرحلة مبكرة، فاحتمالية الشفاء تكون عالية جداً، أما إذا تأخر المصاب بمراجعة المؤسسات الصحية، فاحتمالية الوفاة تكون عالية جداً".

وأشار، إلى أن "الدور الأساسي في مكافحة الحمى النزفية يقع على عاتق وزارة الزراعة من خلال مكافحة حشرة القراد الناقلة للمرض".

ودعا البدر، وزارتي الداخلية والبلديات إلى "معالجة موضوع الرعي العشوائي ونقل الحيوانات بشكل غير صحيح بين المدن والمحافظات". وأكد، أن "الأشخاص "الأكثر إصابة بالمرض هم مربو الماشية.. والعاملون في محلات الجزارة".

وأشار البدر إلى أن هذا لا يعني "عدم إمكانية إصابة فئات أخرى، ولكن الفئات الأكثر تماسا مع الحيوانات أثناء تربيتها ونقلها والمتاجرة أو بعد ذبحها هم أكثر عرضة للإصابة".

وأوضح البدر أن "الوسيلة الأكثر شيوعا لانتقال المرض من خلال حشرة القراد التي تلتصق بجلد الماشية.. وهو مرض معد ينتقل الى الإنسان من خلال التماس والقرب مع المصاب أو أدواته أو اللحوم المصابة".

وعلى صعيد متصل، ذكر خبير الرعاية الصحية العراقي جمال محمد، أن وتيرة الإصابات بالحمى النزفية "تزداد في مثل هذا الوقت، وهذا مؤشر على أن الأسباب والعوامل المولدة لانتشار المرض بين البشر ما زالت قائمة مع الأسف، ولم تتم معالجتها كما يجب".

وأشار محمد إلى أبرز أسباب انتشار المرض قائلا: "هناك ظاهرة الذبح العشوائي للمواشي وعدم الالتزام بالأماكن المحددة لذلك، حيث تتم عمليات الذبح حتى وسط الأحياء السكنية وفي الأماكن العامة والشوارع داخل المدن والقرى، وهو ما يتسبب بتلوث بيئي خطير يساعد على ظهور مختلف الأوبئة والأمراض المعدية".

وأضاف: "يتم بيع اللحوم مجهولة المصدر بأسعار أرخص من قبل باعة متجولين، ولا تحمل الأختام الصحية فهي غير خاضعة للرقابة وتحمل غالبا أمراضا تعرض مستهلكيها لمخاطر كبيرة، وهو ما يستوجب تغليظ العقوبات بحق المخالفين للوائح وتعليمات دوائر الصحة والبيطرة".

وتابع محمد: "من الضروري تكثيف الحملات الوقائية والتعريف بمخاطر هذه الحمى المميتة وطرق انتقال عدواها وتجنبها، وعلى رأسها الالتزام بقواعد النظافة العامة والشخصية وعدم مخالطة المواشي في مثل هذه الظروف الوبائية والابتعاد عنها، والأهم عدم شراء اللحوم إلا بعد التأكد من صلاحيتها للاستهلاك وخلوها من الأمراض، من محلات بيع موثوقة تتقيد باشتراطات الصحة العامة".

وفي البصرة، فأن وثيقة صادرة من مكتب المحافظ اسعد العيداني، تلقتها (المدى)، ذكرت، "لمقتضيات الضرورة تقرر منع دخول الحيوانات بأنواعها من المحافظات كافة، لظهور اصابات بالحمى النزفية".

إلى ذلك، أصدرت وزارة الزراعة في حكومة اقليم كردستان، ستة إجراءات عاجلة لمنع انتشار الحمى النزفية، فيما شددت السيطرة على ظاهرة استيراد الحيوانات بطريقة غير رسمية.

وتضمنت الإجراءات وفق بيان صدر عن الوزارة، وورد إلى (المدى)، "ذبح الحيوانات في المسالخ الرسمية وإدخالها إلى السوق بفحوصات وطوابع بيطرية رسمية، وحظر ذبح الحيوانات في الطرق والأزقة".

واضاف بيان الوزارة أنه "يجب فحص الحيوانات قبل الذبح والتأكد من صحتها وسلامتها، اضافة الى مراعاة الإجراءات الصحية عند ارتداء الملابس الخاصة ومعدات الذبح في المسالخ".

وتابع البيان انه "يجب على المحاجر الحيوانية على الحدود والمطارات إجراء عمليات تفتيش دقيقة على الحيوانات الداخلة إلى إقليم كردستان للتأكد من صحة الحيوانات".

واوضح ان "على وزارة الزراعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير عقاقير غسل الحيوانات للقضاء على الطفيليات الخارجية (الجمرة الخبيثة) التي تعتبر السبب الرئيسي لانتقال العدوى، وهي السبب الرئيسي لانتقال فايروس الحمى النزفية بين الحيوانات".

واشار البيان الى ضرورة "ضبط ظاهرة الاستيراد غير الرسمي للحيوانات من الخارج، وبين اقليم كردستان وعموم العراق"، مشددا على "منع استيراد الحيوانات من المحافظات التي تنتشر فيها الحمى النزفية".

ويعتبر مرض الحمى النزفية والذي يعرف باسم "حمى القرم-الكونغو" النزفية أيضا واحدا من مجموعة "حميات نزفية فايروسية" والتي تنتشر في مناطق شرق المتوسط، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وتثير الحمى النزفية الفايروسية "قلقا متزايدا حول العالم"، خاصة وأنها خلال العقدين الماضيين شهدت 12 دولة في شرق المتوسط حدوث "فاشيات" متقطعة بانتشار "الحميات النزفية"، والتي قد تؤدي إلى حدوث "أوبئة" بمعدلات وفيات مرتفعة، خاصة إذا ما ترافقت مع عدم توفر اللقاحات أو غياب التشخيص المبكر.

وتوضح المنظمة أن معدل الوفيات "الناجمة عن حدوث فاشيات حمى القرم-الكونغو النزفية تصل إلى 40 في المئة".

وتؤكد أنه حتى الآن "لا يوجد لقاح" لا للإنسان أو الحيوان للوقاية من الإصابة بهذا المرض.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top