في رمضان يشتد الطلب عليه..الطرشي البغدادي ألذّ وأطيب الأنواع

في رمضان يشتد الطلب عليه..الطرشي البغدادي ألذّ وأطيب الأنواع

 بغداد/علي ناصر الكناني تعدّ صناعة الطرشي من المهن القديمة التي عرفها البغداديون واشتهروا بها حين كانت بعض البيوتات والحوانيت منتشرة في أزقتها ومحلاتها القديمة التي تقوم بصناعته من خلال وضع بعض الخضراوات والفواكه في الماء والملح لأيام معدودة ثم نقلها إلى (الخل والثوم)،

 ليلذ تناولها خصوصاً في وجبات الغداء الدسمة كالأسماك والدجاج والمشويات الأخرى، ما يزيد من فتح شهيتهم على تناول الطعام وخصوصاً خلال أيام شهر رمضان، إذ قلما تخلو المائدة الرمضانية منه، ومن الخضراوات المستخدمة في هذه الصناعة الخيار بنوعيه الماء والقثاء والباذنجان والشوندر والشلغم والجزر وغيرها إلى جانب استخدام بعض الفواكه الصلبة كالتفاح والكوجة والليمون والزيتون بأنواعه. ويضيف (الحاج لطيف)  توارث المهنة عن والده وجده وسيورثها حتماً إلى بقية أولاده..!! وقال: لقد كان الباعة القدماء يصنعون الطرشي في بيوتهم ثم يدورون به وهم يحملونه على رؤوسهم بكاسة كبيرة من الخزف تسمى (السد) بين المحلات والأزقة والأسواق لبيعه على الناس مقابل أثمان زهيدة قياساً إلى وقتنا الحاضر. ويستطرد في حديثه وهو يروي لنا بعض العادات المتبعة سابقاً من قبل أرباب هذه المهنة خاصة خلال شهر رمضان اذ يقول:- كان من عادة والدي وجدي حين يهل شهر رمضان يقوم باستئجار أحد المطاعم أو المقاهي في منطقة سكننا وهي (الجعيفر) في الكرخ لأن تلك المطاعم تكون مقفلة طيلة شهر كامل فيتم استئجارها من قبلهم لعمل وبيع الطرشي للصائمين. * وماذا عن أشهر باعة الطرشي في ذلك الوقت..؟ - لقد كان من بين من اشتهر بهذه المهنة في منطقة الجعيفر في الكرخ الطرشجي (حنانش) الذي يعدّ من قدماء وأشهر من عملوا في هذه المهنة. وكذلك الحاج محمد صالح الملقب ابو نوري الطائي والحاج باقر ترك والحاج عباس في منطقة الكاظمية. * وهل هناك من بين هؤلاء من عمل في هذه الحرفة من النساء؟ - نعم، كانت هناك من النساء اللائي تميزن بجودة عملهن في هذا المجال امرأة من بيت \"طكة\" في الكاظمية، كما هناك طرشجية آخرون كالمرحوم الحاج عبد علي السلامي والحاج مهدي الطرشجي والحاج ذيب الطرشجي في منطقة الأعظمية. * وماذا عن الأسعار أيام زمان والجودة في صناعة الطرشي..؟ - إن الجودة في الطرشي تعتمد على الخبرة والباع الطويل في هذه المهنة فضلاً عن طبيعة النفس التي تقف وراء صناعته وعمله. أما الأسعار فكنا نبيع (البستوكه) المصنوعة من الخزف وتتسع لثلاثة كيلوغرامات تقريباً بسعر دينار واحد، ويعدّ الطرشي العراقي من ألذّ وأجود أنواع الطرشي في بقية البلدان المجاورة، وهناك من يشتريه ليأخذه معه إلى المحافظات الأخرى ليقدمه هدية أو (صوغة) وحتى أن البعض يأخذونه معهم إلى الخارج، للغرض المذكور نفسه..!! إلى جانب إن الكثير من الناس في تلك البلدان لايلذّ لهم تناول الطرشي المصنوع في بلدانهم إلا بعد خلطه مع الطرشي والخل العراقيين. وأخيراً وكما يقول الحاج الطائي ان سر المهنة في هذا العمل هو ما يقف وراء نجاح وشهرة بائع الطرشي، أما من يغش في صناعته باستخدام مواد غير جيدة في عملية تصنيع الطرشي فهو خاسر لا محالة لسمعته ولزبائنه..!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top