TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > صحراء النزاهة

صحراء النزاهة

نشر في: 3 يونيو, 2023: 10:40 م

نوزاد حسن

لم يكن حديث رائد الطب الباطني الدكتورحسام موافي في تقديم الامتنان لرجال القانون والقضاء بدعة غير مسبوقة,بل هي دعوة لا بد من العمل بها,واخذها في نظر الاعتبار.

كان الدكتور الكبير موافي يتحدث عن والده الذي كان قاضيا نزيها انسانيا الى ابعد الحدود.ولم يقتصر راي الدكتور على تقبيل ايدي رجال القضاء فحسب وانما طالب بأن يعطى القضاة ومن يعمل في مجال القانون شيكات بلا ارقام ليضعوا هم مقدار الراتب الذي يريدونه.ويؤكد موافي انه على ثقة كبيرة ان القاضي ورجل القانون لا يمكن ان ياخذا اكثر من استحقاقهما.

الفكرة طريفة جدا اليس كذلك.قد تكون كذلك لكنها قاسية ان عرضناها على واقعنا.وفي مرآة الواقع يكون العكيلي شخصا في صحراء مترامية يسير فيها وحده.وانا اسمي هذه الصحراء برملها الاصفر:صحراء النزاهة الممتدة.هناك في تلك الصحراء ينفى من يقول كلمة الحق.

قيل لي سابقا وفي لحظة طيش من احد المدعين أنني اجعل من العكيلي ملاكا.لا ياسادة ليس الامر كما تعتقدون.القضية وما فيها انني ضعيف جدا امام الشخص الذي يترفع عن حصد المغانم وهي تحت اصابعه.الجهلة لا يعرفون عن اي شيء اتكلم.انا اتحدث عن نقطة واضحة جدا.النزيه هو الشخص الذي احاطت به المغريات فلم يتاثّر.هل هذا شيء عادي؟انا اتساءل.هل يعقل ان نبسط القضية اكثر من ذلك.؟

دعوني اشرح الامر لبعض من لا يفهم كذلك المدعي الذي اصر في وقت ما على مقابلتي لان بعض ما كتبته لم يعجبه.

الاغراء يسحق العقل ويطحنه ومن هنا تقع كوارث وجرائم كثيرة.وكم سمعنا عن جرائم تحدث لاسباب تافهة او لاسباب مادية.

حين يسحق الاغراء العقل يتصرف الانسان مثل حيوان هائج.لكن ان صمد العقل امام المغريات,وتعامل معها على انها ليست من حقه فهنا سيتحول الاغراء الى نزاهة.ولا اظن ان هناك شيئا اثقل من هرم النزاهة لذا يلقي الكثيرون هذا الهرم عن ظهورهم ليهرولوا الى جنة الاغراء المؤقتة.

تقبيل يد القاضي النزيه دعوة اخلاقية اطلقها طبيب مصري مليء بحماس الايمان والابداع.وانا اؤيد ما ذهب اليه لسبب بسيط هو انني اعرف جيدا معنى ان يكون الانسان نزيها في زمن بلا رقابة حقيقية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram