اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: استذكار الفنان إحسان أدهم

موسيقى الاحد: استذكار الفنان إحسان أدهم

نشر في: 3 يونيو, 2023: 10:44 م

ثائر صالح

مرت قبل أسابيع الذكرى الثالثة لرحيل الفنان متعدد الاهتمامات إحسان أدهم (كركوك 1934 - كوبنهاغن 9/5/2020) في منفاه الدنماركي. كان يحلو له التعبير المكثف عن اهتماماته بثلاثية (اللون والحرف والموسيقى)، إذ كان فناناً تشكيلياً وخطاطاً رائداً وموسيقياً مُجيداً في الوقت نفسه وبمستوى محترف وراق في كل هذه المجالات.

تأثر إحسان أدهم في طفولته بإخوانه الذين كانوا يمارسون هواية العزف على الناي والعود والكمان مثل شقيقه الفنان الراحل الدكتور واجد أدهم أحد الأعضاء المؤسسين لأول جمعية للموسيقيين العراقيين عام 1951. بدأ دراسة الفلوت في معهد الفنون الجميلة سنة 1955 وتخرج في سنة 1963، وكان الأستاذ التركي مكرم برق (1917 - 1996) أحد أساتذته الذي عمل في المعهد بين 1954 - 1958 مع عدد من التربويين الأتراك، مثل مسعود جميل بيك الطنبوري (1902 - 1963) وجودت چاغلة (1900 - 1988)، وكذاك الخطاط التركي الرائد الشهير ماجد بك الزهدي (1891 - 1961) الذي كان أستاذ الراحل إحسان أدهم في المعهد، فقد درس عنده أصول وقواعد فن الخط العربي وبرع فيها. كما درس الفنون التشكيلية عند الفنان نوري الشماع.

أكمل دراسته الأكاديمية العليا في جامعة الولاية للموسيقى والفنون المسرحية في مدينة شتوتغارت الألمانية وتخرج منها سنة 1968 ليعود إلى العراق وينغمر في الحياة الموسيقية وإعادة تشكيل الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية من جديد بعد تكليف المايسترو الألماني هانس كونتر مومر (1925 - 2001) بهذه المهمة، وهذا هو العقد الثاني بعد قيادته للفرقة خلال إعادة التأسيس الثانية في الفترة بين 1964 - 1966، لذلك يعدّه الراحل الأب الروحي المعاصر للفرقة السيمفونية. وفي هذا الكثير من التواضع، فدور الفنان إحسان أدهم نفسه لا يقل أهمية. كان أدهم عازف الفلوت الأول منذ تأسيس الفرقة في 1959 حتى تقاعده في 1987، وشغل منصب المدير الإداري للفرقة بين 1968 - 1973، إلى جانب نشاطاته الأخرى في المساهمة بتأسيس مدرسة الموسيقى والباليه والتدريس فيها، ودوره في تأسيس جماعة سومر العراقية لموسيقى الصالة (1968 - 1998 مع الراحل غازي مصطفى بهجت - اوبو، مهدي علي - فلوت، الراحل أسعد محمد علي - فيولا وباسم حنا بطرس – تشيللو).

هاجر إلى الدنمارك سنة 2001 بعد أن أمضى سنوات حافلة بالنشاط الموسيقي والتشكيلي والإبداعي في مجال الخط العربي قضاها في عمّان مع عدد من الموسيقيين والمثقفين العراقيين، منهم صديق عمره الفنان الراحل المبدع عازف الفيولا أسعد محمد علي. واصل نشاطه في الدنمارك فأصبح عضواً في عدد من التشكيلات بينها أوركسترا الحرس الوطني الملكي الدنماركي كعازف الفلوت الأول، حيث كان العازف المدني الوحيد والعضو الوحيد من أصول أجنبية غير دانماركية.

كان الراحل أدهم عضواً في نقابة الفنانين العراقيين، وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وجمعية الخطاطين العراقيين، وجماعة البعد الواحد التي أسسها الفنان الرائد شاكر حسن آل سعيد، وجماعة الفن العراقي المعاصر، ولجنة التحكيم الدولية لمهرجان بغداد العالمي لفن الخط العربي والزخرفة، واللجنة الفنية العليا لمهرجان بابل الدولي، وجمعية الخطاطين الأردنيين، ولجنة التحكيم الدولية للمسابقة العالمية لفن الخط العربي التي يقيمها مركز الأبحاث للتاريخ والثقافة والفنون الإسلامية - ارسيكا - التابع لرابطة المؤتمر الإسلامي في اسطنبول، ومجلس الفن التشكيلي في مدينة فايلة الدانماركية، ومؤسسة ثقافة بلا حدود الألمانية، وجمعية عازفي آلة الفلوت في ألمانيا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

16-04-2024

مثقفون: الجامعة مطالبة بامتلاك رؤية علمية تكفل لها شراكة حقيقية بالمشهد الثقافي

علاء المفرجي تحرص الجامعات الكبرى في العالم على منح قيمة كبيرة للمنجز الثقافي في بلدانها، مثلما تحرص الى تضييف كبار الرموز الثقافية في البلد لإلقاء محاضرات على الطلبة كل في اختصاصه، ولإغناء تجربتهم معرفتهم واكسابهم خبرات مضافة، فضلا على خلق نموذج يستحق ان يقتدى من قبل هؤلاء الطلبة في المستقبل.السؤال الذي توجهنا به لعدد من […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram