المعماري معاذ الألوسي يحاضر عن (المدينة كما أراها) في عمان

المعماري معاذ الألوسي يحاضر عن (المدينة كما أراها) في عمان

 متابعة المدى

بتنظيم مشترك بين الشعبة المعمارية وهيئة المكاتب وجمعية المعماريين الاردنيين عقدت في عمان جلسة حوار مع القامة المعمارية الكبيرة الاستاذ معاذ الالوسي أحد رموز العمارة العراقية المعاصرة. حول موضوع (المدينة كما اراها) تحدث فيها عن روح المكان او جنّي المكان والنسق المعماري والهوية والمعاصرة. حوار شيق وملتزم.. و(المدينة كما اراها) عرض مهم في زمن يكثر فيه الاستعراض المعماري وضياع روح المكان.

وتحدث الألوسي قائلا: الهوية ﺷﺎﻣﻠﺔ. اﻟﺧﺻوصية ﻣنها. هو ﺗﺻرف اﻟﻣﺟﻣوع؟ اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﺎ، بيئته وﺗواﺟده ﻓﻲ هكذا ﺣيز يفرض عليه ﺗﺻرفاً ﺧﺎصاً به. ﻋﻣﺎرﺗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ وﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺣل اﻟﻣﺣدود ﺟدا، ﺗﻔرض والأهم ﻓرﺿت علينا ﺗﺻرفاً وﺧﺎصية وﻧﻣط عيش مميزاً يتماشى ويتناغم ﻣﻊ اﻟﻣﻛﺎن. اذن هذه ﺗرﻛﺔ أي توريث. ملكية يملكها اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن. اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ يمكنها ﺑﻠورة جمعية هي كثيرة، أهمها اﺷﺗراك اﻟﻧﻔوس أو اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ . اﻷرض، البيئة، اﻟﻠﻐﺔ، التاريخ، اﻟﺣﺿﺎرة، اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ، اﻟطﻣوح وغيرها. اﻻﺻﺎﻟﺔ اﺣﺗرام اﻻﺻﺎﻟﺔ واﻟذات، هنا ﺗﻛﻣن اﻟﺑﻼﻏﺔ ﻓﻲ الاستلهام ﻓﻲ ﻧﺳق المدينة واﻟﻌﻣران.

حول اعمال المعمارية زها حديد قال الأستاذ المعماري معاذالالوسي:

ﻟﻧﻘف أمام تجربة زها حديد، فهناك ﻣن يعتبرها ﻋﻣﺎرة اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل أعتبرها ﻣﻔﺧرة اﻟﻌراق واﻟﻌرب. وظاهرة شخصية ﺗزول برحيل زها اﻟﻣﺑﻛر. بل اشبهها بالنجومية وإنها ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ، نجومية ﻋﻛس التيار. ﻻ تتفق ﻣﻊ الهوى اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻛﺗﺳﺎب الشخصية. ﻻ ﺗﻌﺗرف ﺑﺎﻟﻧﺳق ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ الصرحية واﻟﺻدﻣﺔ ، فـﻣﺷﻛﻠﺗﻲ معها اكاديمية. تأثيرها رﺑﻣﺎ ايجابي ﻓﻲ اﻛﺳﺑو المدينة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري دﻋوة ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﺗﻣﺛﻼ ﺑﻣدن للتيه اﻟﻣﺎﻟﺣﺔ، تأثير هو ﺳﻠﺑﻲ ﻓﻲ التعليم الأكاديمي، مبرمجة دون أحساس وشاعرية. وإخراج أشكال هذه الظاهرة تخريب ﻓﻲ تشويه اﻟﻧﺳق المديني. تخريب اﺟﻣل ﺷبه جزيرة يهديها دﺟﻠﺔ ﻟﺑﻐداد وذﻟك ﺑﻧﺻب طﻧطل، هي دﻋوة ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﺗﻣﺛﻼ ﺑﻣدن للتيه اﻟﻣﺎﻟﺣﺔ وعن الخروج من النسق يقول الألوسي: الصرحية، اﻟﺻدﻣﺔ، اﻟﺧروج ﻋن اﻟﻧﺳق. وهو ﻣﺎ يعبر عنها ﻓﻲ كتابه الفيلسوف اﻟﻛﻧدي اﻻن دوﻧو ﻓﻲ كتابه الشيق "ﻧظﺎم التفاهة".

ﺗﺿﺧم اﻟﻧزﻋﺔ المادية والاستهلاكية اﻹﻧﺳﺎن وتسليعه ﺑدل اﻟﻌﻣل، ﻋﻠﻰ تحريره وﺻون كرامته مفهوم وجوهر اﻟﻌﻣل ﺑﺣﻛم سيادة ﻣﻧطق الرأسمالية اﻟﺗﻲ أﺣﺎﻟت اﻟﺑﺷر إﻟﻰ ﻣﺟرد آﻻت ﻣﺳﺧرة إذ ﺗم اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻓﻲ هذا اﻟﺻدد ﻣن اﻟﺣرﻓﺔ اﻟﺗﻲ تفيد اﻟﺷﻐف واﻟﺗﺧﺻص واﻟﺧﻠق، إﻟﻰ الوظيفة بوصفها مجرد وسيلة لتوفير ﻗوت اﻟﻌﺎﻣل ﻟذا ﺗﺣول اﻟﻣراﻛز ﻣﺿﺎدات اﻟرداءة. اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ أﻣﺳت ﻟﺑﻧﺔ أساسية ﻓﻲ ﻧظﺎم التفاهة اﻟذي نعيش ﻓﻲ ظله. ﻓﺑدﻻً ﻣن أن ﺗﺿطﻠﻊ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت بادوارها التنويرية وﺗﻔرز ﻟﻧﺎ مثقفين نقديين يشتبكون فكرياً ﻣﻊ القضايا واﻷﺳﺋﻠﺔ المجتمعية اﻟﻣﻠﺣﺔ، أﺻﺑﺣت اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﻣﺷﺗﻼً ﻟﻣﺎ يسمى ﺑﺎﻟﺧﺑراء أو "أﺷﺑﺎه اﻟﺧﺑراء" ، ﺑدل اﻓراز متنورين يحررون اﻻﻧﺳﺎن ويوفرون له العيش الكريم.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top