بسام عبد الرزاق
اقام بيت المدى في شارع المتنبي، أمس الاول الجمعة، بالتعاون مع معهد "غوته" الالماني، جلسة استذكار لشيخ المحققين العراقيين الراحل الدكتور حاتم صالح الضامن. في مستهل الجلسة التي ادارها الباحث رفعت عبد الرزاق، اشاد بالتعاون مع معهد غوته، مبينا انه "عودنا على الاهتمام بالثقافة العراقية، واخترنا هذه الجلسة للحديث عن المدرسة العراقية في تحقيق التراث العربي والاسلامي من خلال الحديث عن احد اعلام هذه المدرسة الدكتور حاتم صالح الضامن، ومهما قيل عنه فانه يبقى اسما من اسماء هذه المدرسة".
واضاف، انه "ربما هناك جدل حول هل هناك مدرسة عراقية في تحقيق التراث العربي والاسلامي؟، الكثير من الافاضل يقول ان هناك مدرسة متميزة، صحيح انها متأثرة بمدرسة التحقيق في مصر ولكن استطاعت ان تميز نفسها بطريقة او اخرى"، مشيرا الى ان "حاتم الضامن الذي قدم للمكتبة العربية اكثر من 60 كتابا تأليفا وتحقيقا واستدراكا قضى شطرا طويلا من عمره في تحقيق الكتب وكانت له مكتبة كبيرة ينافس بها المحققين الاخرين".
ونوه الى ان "الضامن من مواليد بغداد سنة 1938 وهو من اسر الجبورية في الكرخ هكذا سمعت منه مرة، واكمل دراسته الاولية في بغداد ثم دخل كلية الآداب عام 1957 وتخرج عام 1961 وعين في وزارة المعارف ثم انتقل الى التدريس في جامعة بغداد عام 1977 واصبح رئيسا لقسم اللغة العربية"، لافتا الى ان "اول كتاب صدر له عام 1973 عن شعر الخليل بن احمد وشهدت حياته العديد من المعارك القلمية لا سيما مع المحقق العراقي هلال ناجي وكانت معركة كبيرة".
واشار الى ان "الضامن ترك العراق في تسعينيات القرن الماضي واستقر في الامارات وعمل في العديد من المؤسسات وكان خبيرا للمخطوطات وتوفي في شباط 2013".
رئيس المجمع العلمي العراقي، د. محمد حسين آل ياسين قال في مداخلته، انه "يندر ان تلتفت المؤسسات والجمعيات والاتحادات المعنية بالجلسات الى مثل ما تلتفت اليه المدى في هذا المنتدى الرائع لتكريم رموز العراق واسمائه الكبيرة وهو وفاء يذكر لها ويشكر".
وتابع، ان "الاستاذ رفعت تحدث عن اخي وصديقي وتوأمي الدكتور حاتم الضامن ولم يبقِ لي شيئا ذا بال، فالراحل ولد قبلي بعشر سنوات وانا الان بعمره حين رحل وانتظمنا معا عام 1971 في دراسة الماجستير فكان زميلي وجنبي في قاعة المحاضرات واستمرت العلاقة الى ان اصبحت علاقة خاصة ومتينة جدا يؤطرها الاهتمام المشترك بالعربية وتراثها".
واستدرك آل ياسين، "اشهد انه خُلق محققا لا باحثا مع ان له كتبا في البحث والدراسات ولا تعبر عن تميزه كما تعبر محققاته، وفيه جنبة اشبه بالغريزية في الصلة بتحقيق المخطوطات والعلم بها وهو علم واسع يحتاج الى خبرة متراكمة يوما بعد يوم ليحيط الخبير بتاريخ هذه المخطوطات"، موضحا انه "كان محققا خلقيا فاكثر من التحقيق وحسبه انه نال الماجستير والدكتوراه بكتابين محققين لا بدراستين، فكانت رسالته للماجستير (إعراب القرآن) لمكي ابن ابي طالب كما هو مطبوع ومتداول بالأيدي واطروحته للدكتوراه (الزاهر) لابن الانباري ابو بكر المتوفى سنة 328 هجرية، واستمر يحقق وله في جمع الشعر وتحقيقه باع طويل وهو من اكثر المحققين العراقيين عطاء وانتاجا". المفهرس حسن عريبي الخالدي، اشار الى ان "من الوفاء الصادق ان نحتفي بشيوخنا واساتذتنا الذين شهدت لهم مصنفاتهم وما قاموا عليه بدأب واستدامة وصبر فيما اورثنا اياه الاجداد مما دونوه ليكون في عداد الامانة ومن مفاخرنا الذين خصوا هذا التراث بوافر عنايتهم واهتمامهم ذلك هو الدكتور حاتم صالح الضامن".
واضاف، ان "المرحوم، يعد من اغزر المصنفين واوفرهم فيما حقق وصنف وقد وصلت النصوص التي حققها لـ80 او اكثر فيما احصيته انا، وانتظمتها مصنفات التصحيح (التصويب اللغوي وما طرأ على اللغة من انحراف)"، مشيرا الى "العديد من المخطوطات التي حقق فيها الراحل".
الكتبي الاستاذ زين النقشبندي، ذكر في مداخلته، انه "في تسعينيات القرن الماضي كلفت ان انسق الدورات واذهب الى الجامعات العراقية واتصل بالمعنيين بالمخطوطات، واقمنا 10 دورات وكان من ضمن اعمدة تلك الدورات هو الراحل الضامن، وكان بسيطا جدا مع المشاركين ويقدم مساعدات قيمة على عكس الكثير من الاساتذة الذين يتعالون على الطلبة، فهو قريب لطلبته لا يتملكه الغرور وإيثار الانا".











جميع التعليقات 1
أركان فتحي المحمدي
هل وجهتم دعوة لأهل واقارب المرحوم الدكتور الضامن لحضور الجلسة ؟ هم كثر في بغداد ، وهم أقرباء الدرجة الاولى منه وأصحاب أختصاصات علمية وأدبية وربما كان لحضورهم إغناء مفيد ومهم لاستذكار الدكتور حاتم رحمه الله