المدى/ علي الحمداني
تعتبر العباءة الرجالية العراقية أحد أشهر معالم التراث العربي، وزيّ العرب الأصلي، ومن أشهر المحافظات التي اشتهرت فيها حياكة الغزل للعباءة الرجالية هي (النجف، وكربلاء، وبابل، والبصرة، وميسان، وذي قار، والأنبار).
وتُعدّ محافظة النجف، أشهر المحافظات العراقية بصناعة العباءة الرجالية، وتتميز بها عن باقي المدن العراقية والدول العربية.
أما الأنبار، فإنها تشتهر بصناعة عباءة (الكلبدون)، و(الشالية)، وهي عباءة رقيقة يُكثر النصارى من لبسها، و(الدفة)، وتكون ذات سماكة وثخن، تُرتدى في الشتاء، وتُسمى الواحدة من هذه العباء (أم كتف) أو (أم كتفين) إذ يطرز كتفها أو كلا كتفيها بخيوط من ذهب تُسمى (الكلبدون).
ويسمى صانعو العباءة في العراق (الحيَّاكة)، وتُسمّى السوق المخصصة بصناعة وبيع العبي بـ(عكد العبايجية).
فن متميز ودقيق
يقول هادي الحمداني لـ(المدى)، إن "العباءة العراقية متميزة بنوعية قماشها وخياطتها وزبائنها، الا أنها لا تخضع لصناعة المكائن، وإنما تُصنع يدوياً، بفن متميز ودقيق، وتُعدّ العباءة النجفية من أشهر العباءات في العراق، كما أنها تتميز عن كل العباءات الخليجية المُصنّعة في اليابان والإمارات وماليزيا وإندونيسيا".
ويضيف الحمداني، أن "عباءة النجف والعمارة تكون صيفية خفيفة، وتتكون من الصّوف، وتُنسج بالحياكة، ثم تُفصل عند الخياطة، وهناك عباءات صيفية من سوريا والإمارات واليابان وغيرها، وتُخيط العباءة وفق ذوق ورغبة مرتديها".
ويتابع، "على سبيل المثال، مناطق غرب، يفضّلون ارتداء عباءة (الجاسبي)، وهي ما تُعرف بـ(الكلبدون المُذّهب)، وهو على نوعين، الفرنسي وفيه درجة أولى وثانية، أما في المناطق الجنوبية والفرات الأوسط، فإن العباءة المفضّلة لديهم هي (الحرير)"، بحسب الحمداني، مبيناً أن "الخيط يكون فيها مُشابهاً للون العباءة، وهي على نوعين السادة (الهيلة)، والمثقب (البسمار)".
ويوضح، "أما في بغداد، فتتم صناعة العباءة وخياطتها في سوق السراي، وفي الكاظمية، أو في الميدان، وتعد محافظة النجف ميناء العباءة العربية، حيث تتميز العباءة النجفية بسمعتها الكبيرة وميزتها المتمثلة بخيوط غزلها ونسجها وحياكتها وخاصيتها الخفيفة".
وتقسم العباءة حسب الفصول والمناسبات والأماكن، منها الصيفية التي تسمى (البشت) الخفيفة الوزن، ومنها اليدوية (المغزل)، وأيضاً (الصناعية) و(البهارية)، والتي تُلبس في فصلي الربيع والخريف، ويكون وزنها خفيفاً أيضاً، أما النوع الآخر والذي يسمى بـ(الدكاك) ويرتديها الرجال في فترة الشتاء فهي أثقل وزناً، حوالي (2.500 غرام)، ومعظمها صناعية، لصعوبة حياكتها يدوياً.
يقول صاحب محل لبيع العبي الرجالية في محافظة النجف، كريم مجيد، إن "صناعة العبي على نوعين، منها ما تُصنع يدوياً التي تُعرف باسم (البشت)، والآخر في المعامل من خلال المكائن".
أما العباءة اليدوية، فهي وفق ما قاله مجيد لـ(المدى)، إنها "تُصنع من الصوف الخالص، وتُكثر في محافظتي النجف وميسان، وتتراوح أسعارها ما بين 300 ألف دينار الى 3 ملايين دينار، حسب سُمك ولون وحجم العباءة".
ويضيف، "وهناك نوع آخر من العباءة في المنطقة الغربية، وهي التي تتم خياطتها باللون الأصفر، ويسمى (الكلبدون أو الجاسبي)"، ويتابع، "كما هناك نوع آخر من الخياطة وهو (الأربعة بسمار)، وهذه خياطتها يدوية، ويُكثر الطلب عليها في العمارة والبصرة والكوت وبغداد وديالى، وكذلك خياطة (البريسم) ويُكثر الطلب عليها في النجف وكربلاء والديوانية والسماوة وبابل".