بغداد/ تميم الحسن
مع بدء العد التنازلي باحتمال اقتحام "غزة" برياً، قد تنطلق اعمال عدائية في العراق ضد مصالح امريكية وأخرى لدول دعمت إسرائيل في الحرب ضد حماس.
وبدأت في بغداد لجنة لجمع التبرعات لسكان القطاع المحاصر منذ نحو اسبوع، فيما قرر البرلمان تخصيص جلسة لمناقشة "القصف الوحشي" على غزة.
بالمقابل هدد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، الرئيس الامريكي جو بايدن بـ"ردة فعل" غير متوقعة اذا استمر في دعم اسرائيل.
وكان انصار الصدر قد تظاهروا الجمعة الماضية في ساحة التحرير، وسط بغداد، مرددين شعارات ضد الولايات المتحدة واسرائيل.
وصعدت الفصائل من خطابها ضد واشنطن في الأسبوع الماضي، على اثر اقتحام حركة حماس حدود اسرائيل ضمن عملية "طوفان الاقصى".
ونشر مدونون مقربون من الفصائل صورا لزعماء جماعات مسلحة مرتدين الزي العسكري، قالوا بانها التقطت في غرفة عمليات في لبنان قرب الحدود مع اسرائيل.
ويهدد إعلان تدخل الفصائل في الوضع الفلسطيني باستهداف تلك الجماعات من قبل اسرائيل كما جرى قبل عدة سنوات على الحدود مع سوريا.
لكن معلومات وردت لـ(المدى) عن تحذيرات من داخل العراق في امكانية "مهاجمة تلك الفصائل اهداف اجنبية".
وتقول تلك المعلومات ان تهديد اسرائيل بشن هجوم بري على غزة "قد يدفع بعض الفصائل المدعومة من طهران بمهاجمة سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا ودول اخرى تدعم تل ابيب".
وعلى اثر ذلك وجهت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بتعزيز الإجراءات الأمنية على السفارات الموجودة في بغداد.
وضمن نداء موجه لمديرية شرطة حماية السفارات والدبلوماسيين، اكد على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية على السفارات التي "كانت دولها بموقف سلبي من القضية الفلسطينية لما جرى في الأحداث الأخيرة"، بين حماس وإسرائيل.
ولا تستبعد المعلومات المتداولة "تهديد ايران باشعال الوضع في داخل العراق بسبب خلافاتها مع واشنطن، وهو ماقد يقلق الولايات المتحدة التي تريد البلاد في حالة هدوء".
وكانت السفيرة الامريكية في بغداد الينا رومانوسكي قالت في وقت سابق، بان بلادها لن "ترحل عن المنطقة"، مؤكدة أن العراق "يمثل أهمية ستراتيجية كبيرة لدى واشنطن".
وقال الصدر في خطبة القاها خطيب صلاة الجمعة الموحدة في ساحة التحرير ببغداد مهند الموسوي "القدس لنا ليس مجرد شعار أو هتاف، وإسرائيل كيان غاصب لأرضنا وقدسنا".
وحذر زعيم التيار الرئيس بايدن، قائلا إن "زحفك نحو الشرق الأوسط سيُسبب لك ما لا تتوقعه من ردّة فعل".
ودعا الصدر أيضاً، المتظاهرين السلميين في العراق إلى تحضير "قافلة الطوفان" من الماء والطعام، وتجهيزها.
وفي السياق ذاته قال هادي العامري زعيم منظمة بدر ان "أمريكا تتحمل المسؤولية الكاملة عما يجري في قطاع غزة نتيجة دعمها اللامحدود للصهاينة".
وبين العامري خلال كلمة له بقضاء خانقين في محافظة ديالى أن "أي محاولة لتوسعة الحرب فستتحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة لذلك التوسع".
وسبق ان هدد العامري الولايات المتحدة اذا ماتدخلت في احداث غزة، قبل ان تعلن واشنطن ارسال تعزيزات عسكرية وبوارج حربية الى اسرائيل.
بالمقابل هاجم قيس الخزعلي زعيم عصائب اهل الحق القوى السياسية المحلية التي "لم يصدر منها أي تصريح أو إدانة تجاه فلسطين".
واعتبر الخزعلي في مؤتمر عشائري ان سكوت تلك الجهات "إما ان يكون عن عمالة أو جبن".
وكان الخزعلي قال في وقت مبكر من احداث غزة، "سنبقى نراقب الأحداث عن قرب مستعدين غير متفرجين".
وسياسيا دعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في اول تصريح حول احداث غزة، المجتمع الدولي لتأمين الاحتياجات الإنسانية لقطاع غزة.
وطالب الحلبوسي خلال لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس بالعمل على "عدم اتساع رقعة المشكلة وتخفيف التوتر" في فلسطين.
وشدد الحلبوسي بحسب بيان لمكتبه على "ضرورة ان لا يدفع الابرياء ضريبة الهجوم العسكري العنيف وغير المبرر على المدنيين العزل في قطاع غزة".
وكان الحلبوسي قد اجرى جولة دولية شملت تركيا وصربيا وفرنسا، في وقت انتقد الاطار التنسيقي عدم صدور اي تعليق من رئيس البرلمان على الاحداث الاخيرة في فلسطين.
في غضون ذلك قال الناطق العسكري باسم الحكومة يحيى رسول بانه "تنفيذاً لأمر رئيس الوزراء محمد السوداني "تقرر تشكيل لجنة مشتركة تتولى فتح مكتب لتسلم التبرعات والمساعدات إلى الشعب الفلسطيني في مقر قيادة الدفاع الجوي ببغداد قرب ساحة عباس بن فرناس وتنظيم آلية استلامها وتسليمها".
وأشار رسول في حديث للوكالة الرسمية إلى أن "رئيس الوزراء وجه اللجنة بأن تباشر أعمالها فوراً وتعرض نتائجها تباعاً أمام القائد العام للقوات المسلحة".
وكان السوداني قد اكد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرضه اثناء لقائه بوزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان في بغداد.
ودعا السوداني الذي عاد مؤخرا من زيارة الى موسكو ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين، متحدثا عن الاوضاع في غزة الى "ضرورة تحرك المجتمع الدولي لإنقاذ الأهالي هناك من محنتهم".
ويسود جدال في الشارع العراقي منذ اندلاع الازمة الاخيرة، بين من يرفض تدخل بغداد بالحرب والداعمين للقتال، مذكرين بمواقف سلبية لحركة "حماس" بعد 2003.
بالمقابل نشرت مواقع الكترونية عراقية ماقالت انها تظاهرات جديدة في فلسطين "تترحم على ايام صدام حسين".
كما أعادت تلك المواقع نشر اخبار قديمة ترجع الى ايام التفجيرات في بغداد، تتضمن معلومات عن ان "اكثر الانتحاريين في العراق كانوا من الفلسطينيين".