TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ثقة الزعيم وليس الوطن !!

العمود الثامن: ثقة الزعيم وليس الوطن !!

نشر في: 28 نوفمبر, 2023: 11:00 م

 علي حسين

تتطلّب قراءة أخبار انتخابات مجالس المحافظات، واللافتات التي امتلأت بها شوارع مدن العراق، التعود على تناول الحبوب المهدّئة، ومعرفة لا بأس بها في علم النفس، من أجل أن نعرف هل سياسيّينا يعيشون حالة انفصال عن الواقع، ولا يدركون أين وصل بنا الحال؟.

 

فقد فاجأتنا السيدة عالية نصيف بخبر انتخابي من النوع الثقيل حين وضعت صورة شقيقتها إلى جانب صورتها مع عبارة "ثقة الزعيم"، فيما أصرت الشقيقة التي تطمح بأحد كراسي مجلس محافظة بغداد أن تضع صورة شقيقتها النائبة ومعها العلم العراقي وهي تستقبل "أفواج" الذين يتمنون أن تفوز بالمقعد لتكمل مسيرة السيدة عالية نصيف السياسية.

إلى أين إذن ستسير بنا انتخابات مجالس المحافظات؟، البعض يقول إنّ لدى السيدة شقيقة عالية نصيف خطة لأن تجعل من بغداد مركزاً إقليمياً ينافس دبي وسنغافورة ويتفوق على هونغ كونغ، تصر السيدة النائبة على أن تضع صورتها في إعلانات الحملة الانتخابة لشقيقتها لتنبهنا إلى أنها ستعمل معها على نصرة المظلومين والأيتام والأرامل، ولم تنس السيدة النائبة أن تبشّرنا، بأنها و"شقيقتها" بعد أن ينتهيا من مشروعهما الإنساني سيلتفتان إلى جعل العراق أفضل وأجمل. نداء الواجب التالي جاء من النائب مثنى السامرائي الذي طالبنا بأن نخرج في تظاهرات من أجل أن يجلس "فخامته" على كرسي رئيس البرلمان، فماذا تهمّ لفلفة أموال وزارة التربية مادام البرلمان سالماً غانماً، والعملية السياسية بين كرّ وفرّ؟، ولهذا علينا أن نعدّ العدة لتجهيز عشرات آلاف من العراقيين، يعملون على نصرة السيد السامرائي، وإذا كانوا ملايين فذلك أكثر نفعاً .

غريب أن تكون جميع مظاهر التفاهم بين الفرقاء السياسيين لها رسالة واحدة هي "هذا لي وهذا لك". ولهذا أنا ضدّ خطابات وشعارات الإصلاح والتغيير في العراق، لسببين: فهي إما مزيّفة وتنتهي إلى عودة مبدأ "التوازن" في المنافع والمصالح، وإما خادعة أصحابها يحاولون أن يقضوا وقتاً طريفاً مع العراقيين، لكنهم في المقابل يكرهون الديمقراطية والحريات ويعتبرونها اختراعاً إمبريالياً.

لماذا ندعو الناس إلى انتخابات لمجالس المحافظات، ونحن نريد الكراسي لأشقائنا وأقاربنا وأحبابنا، وللذين يبصمون بالعشرة على الولاء للكتلة السياسية وليس للوطن؟، هل من أجل أن تُسلَّم السلطة إلى من يفهمها على أنها تسخيف للدولة والاستمرار في مسيرة الفشل والخراب ولإعلاء شلأن المحاصصة؟، ماذا حدث بعد عشرين عاماً من ممارسة الديمقراطية في العراق؟، حدث أنّ نموذج عالية نصيف ومثنى السامرائي هو السائد، وكأن هذه البلاد بلا تاريخ ولا كفاءات.

أيها السادة ثمة شيء أكثر بشاعة من الفشل والخراب، إنه الإصرار على الاستهانة بعقول العراقيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram