بغداد تتوعد باعتقال مهاجمي "عين الأسد" وتقديمهم للعدالة
بغداد/ تميم الحسن
منذ 100 يوم تقريبا، تستمر الفصائل في احراج الحكومة بسبب قصف قواعد عراقية تستضيف مستشارين أمريكيين وغربيين.
وعلى الرغم من ان محمد السوداني، رئيس الوزراء، يقوم بمساعي كشف عنها مؤخرا، لإخراج قوات التحالف الدولي سلميا، إلا ان تلك الجماعات تتعمد التصعيد.
ويرى احد السياسيين، ان منفذي تلك الهجمات يعتقدون ان الضربات المتلاحقة ستعيد سيناريو "هرولة الامريكان" من العراق كما حدث قبل سنوات في أفغانستان.
وفي أحدث هجوم، تعرضت قاعدة عين الاسد، غربي العراق، مساء السبت الى اعنف استهداف منذ احداث غزة في منتصف تشرين الاول الماضي. ووفق مسؤولين أميركيين، فإن جنوداً أميركيين أصيبوا بجروح طفيفة، وإن أحد أفراد قوات الأمن العراقية أصيب بجروح خطيرة. بالمقابل توعدت القيادة العسكرية العراقية، التي سبق ان وصفت تلك الأعمال بـ"الارهابية" بملاحقة المنفذين وتقديمهم الى العدالة. وكان السوداني قال قبل ايام من دافوس اثناء حضوره المنتدى الاقتصادي، إنه يريد تحديد "إطار زمني (لانسحاب قوات التحالف)، يكون سريعا حتى لا نطيل أمد الوجود وتبقى الهجمات مستمرة".
وبحسب معلومات وصلت لـ(المدى) فإن الفصائل وجزءا من الاطار التنسيقي الذي يقود الحكومة، "لا يرى هناك تضاربا بين مساعي الحكومة والمقاومة".
وترى تلك الجهات، وفق المعلومات، بانه "يجب ان يكون هناك مستويان للتعامل مع القوات الامريكية؛ دبلوماسي ومسلح".
وبدأت مجموعة تطلق على نفسها "المقاومة العراقية الاسلامية" استهداف المصالح الامريكية بسبب مشاركة الاخيرة في الحرب ضد حركة حماس في فلسطين.
وفي الهجوم الاخير على "عين الاسد"، الذي حدث بعد ساعات من قتل قيادات ايرانية بارزة بغارة في سوريا، وصفته وسائل اعلام امريكية بـ"الاكبر" منذ اكثر من 3 سنوات.
وقالت تلك الوسائل ان الهجوم الصاروخي على القوات الأمريكية هو الاكبر منذ أن ضربت إيران نفس القاعدة في عام 2020، ردا على هجوم أدى إلى اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد.
وذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن القاعدة تعرضت للقصف بعدد من الصواريخ الباليستية، وأنواع أخرى من الصواريخ أطلقتها فصائل مدعومة من إيران داخل العراق.
ويُعتقد ان الهجوم سيتبعه رد امريكي، كما حدث في المرات السابقة باستهداف مقرات الحشد في جرف الصخر، والحلة وسط بابل، وبغداد. ولم يؤكد البيان حجم الإصابات بين الجنود الأميركيين؛ لكنه ذكر أن الجنود يخضعون للفحص، لتحديد مدى تعرضهم لإصابات في الدماغ.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إنه جرى اعتراض معظم الصواريخ. وأضافت: "تقييم الضرر ما زال مستمراً"، مشيرة إلى أن الهجوم وقع في الساعة 18:30 بتوقيت العراق (15:30 بتوقيت غرينتش). وقالت: "أصيب جندي عراقي واحد على الأقل".
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وغزة تعرض الجيش الأمريكي للهجوم 58 مرة على الأقل في العراق و83 مرة أخرى في سوريا من قبل جماعات مسلحة، وعادة ما يكون ذلك بمزيج من الصواريخ وطائرات بدون طيار هجومية.
وقال مسؤول أميركي، اشترط عدم الكشف عن هويته، لوكالة رويترز، إن جنوداً أميركيين أصيبوا بجروح طفيفة، وإن أحد أفراد قوات الأمن العراقية أصيب بجروح خطيرة.
الى ذلك قال يحيى رسول الناطق العسكري، ان الصواريخ سقطت "قرب مقر اللواء 29 الفرقة السابعة التابعة لقيادة عمليات الجزيرة ضمن قاعدة عين الأسد العراقية مما تسبب بإصابة جندي وإحداث أضرارٍ في المقر".
وأضاف، أن "قاعدة عين الأسد فيها مقرات لقطعاتنا العسكرية وكذلك قاعدة جوية وأفواج حماية وحراسة ومقر قيادة الجزيرة إضافة إلى معسكر تدريب عراقي".
وشدد، على أن "القوات الأمنية العراقية المسنودة بالجهد الاستخباري ستصل إلى الفاعلين لتقديمهم إلى العدالة كي ينالوا جزاءهم". وكانت مجموعة الفصائل التي تعمل تحت يافطة "المقاومة"، أعلنت الجمعة الماضية، اسقاط طائرة مسيّرة امريكية قرب قاعدة بلد الجوية، شمال بغداد، بعد ايام من قصف ايران منزل تاجر كردي في أربيل.
ويعتقد مثال الالوسي، السياسي والنائب السابق في مقابلة مع (المدى) بان الحرب في غزة "ستتوسع ولن تستطيع الولايات المتحدة السيطرة عليها، والعراق لن يكون بعيدا عن ذلك". واضاف ان "الصراع الاسرائيلي الايراني سينتقل من الساحة السورية واللبنانية الى دول اخرى ومنها العراق"، وان "ايران كذلك لن تعرف كيف توقف هذه الحرب التي بدأتها".
ويشير النائب السابق الى ان "الفصائل التي دائما تقصف منشآت عراقية تابعة لوزارة الدفاع تعقد اي تفاهمات بين بغداد واشنطن، وهي تنفذ رغبة وستراتيجية ايرانية".
ويرى الالوسي ان تلك الفصائل "تريد الضغط على أمريكا لتكرار سيناريو الهرولة من افغانسان، لكنه لن يحدث الان بسبب الظروف التي تغيرت بعد حرب غزة".
وتتعلق ردود الافعال الامريكية الان بحسابات الانتخابات الرئاسية القريبة، حتى ان الالوسي يقول إن "واشنطن محرجة بسبب اصرار اسرائيل على تنفيذ هجمات في العراق ودول اخرى". ويتحدث النائب السابق عن معلومات تفيد بان عملية اغتيال احد قيادات الفصائل في بغداد، نفذتها امريكا بدلاً من اسرائيل التي كانت تنوي القيام بهذه المهمة.
ويقول ان "بيرت ماكغورك مسؤول ملف الشرق الأوسط في الحكومة الأمريكية يتعرض الى انتقادات شديدة بسبب الأحداث الاخيرة".
ويضيف ان "توسع الحرب سيؤدي الى مزيد من التصفية ضد قيادات الفصائل في العراق".