اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > جيل التسعينيات يتندرون حظهم: فرصنا معدومة في التعيينات!

جيل التسعينيات يتندرون حظهم: فرصنا معدومة في التعيينات!

نشر في: 11 فبراير, 2024: 04:56 م

 

المدى/ ذو الفقار يوسف

راح رياض يقلب بدفاتر ذكرياته حينما وضع راسه على الوسادة وهو يدندن بأغنية إيهاب توفيق "الأيام الحلوة". يرسم بأنامله اشكالا على سقف غرفته عن أيام كان قد عاشها بتفاصيلها في ذلك الزمن، طفولة قد ضجت بألوان المرسم الصغير، وسهرة الخميس، والطائرات الورقية، وملابس العيد.

 

لكن، هناك ضريبة، هذا ما التمسه رياض محمد (34 عاما) حينما وجد نفسه بين جيلين، الأول كان قد سبقه بالعمر ليكون كما يحب في حياته واحلامه، اما الثاني وهو جيل بداية الألفية فقد صغره سنا ليستحوذ على كل الحظوظ، ليعتكف جيل التسعينيات بعد ذلك في اخر الطابور.

استقرار

ولم تكن الفترات الذهبية التي عاصرها جيل التسعينيات هي المكون الأول لهذه الحظوظ، فالارهاصات التي عانى منها جعلته يتحول الى هذا الكائن غير المستقر، وهذا ما بينه احمد هاشم (33 عام) الذي بدأت حياته في الحرب، فعندما قرر النظام حينها بغزو الكويت عام 1990، كانت نتائج هذه الحرب حصار جعل الناتج المالي الإجمالي ينخفض في العراق إلى ما لا يزيد على ثلث المستوى الذي بلغه قبل عام 1991، ليدمر البنى التحتية الاقتصادية والصناعية للعراق، وليكون المواطن العراقي آنذاك هو الضحية الاولى لهذه الحرب.

يقول هاشم لـ(المدى)، إن "العديد من الظواهر والتغييرات الاجتماعية والاقتصادية انبثقت في فترة التسعينيات لتوثر على ذلك الجيل نفسيا ومعنويا، فالحصار اثر على فترة دراسته آنذاك مما جعل العائلة العراقية تجبر اولادها في تلك الفترة على مساعدتهم بالأعمال والمهن وخصوصا الاسر التي تحت مستوى خط الفقر لتحرمهم الحرب من التعليم، وها نحن الان نعيش الامرين عندما يتعلق الامر بكل ما نريده، فاذا أراد احدنا ان يتزوج ويؤسس عائلة، فيجب ان يراعي الفارق العمري الذي يتطلبه الزواج في هذه الفترة، مما يجعل فرصه محدودة في هذا الامر".

بين غياب السلام والتطوع

وتعلن العديد من الوزارات والدوائر العراقية بين الحين والأخر فرص كثيرة للتوظيف دوائرها، لكنها تحدد بشروطها انه يجب ان لا يقل عمر المتقدم لهذه الوظيفة عن 18 سنة ولا يزيد عن 25 سنة، وهذا ما يضيع الفرصة على جيل التسعينيات تعيس الحظ.

سلام الدراجي (34 عاما) كان احد هؤلاء، ولأن فرصه في الوظائف قليلة، توجه نحو وزارة الدفاع عسى ولعل ان يجد حظوظه فيها وينظم الى قواتها، فحسب قوله انه قد عاصر الحروب بأشكالها، فمنذ حرب الـ90 الى دخول قوات التحالف الى العراق عام 2003، وحتى حقبة المفخخات اللعينة، لتنتهي بحرب التنظيمات الإرهابية في العراق جعلت قلبه اقوى من الأجيال التي لم تعاصر كل ذلك، يؤكد الدراجي لـ(المدى): "عندما توجهت نحو البوابات الالكترونية التي تطلقها وزارة الدفاع لسحب استمارة التطوع صدمت بشرط أساسي للقبول، وهو شرط العمر، اذ ان الوزارة أعطت الأولوية لمن هم الأصغر سنا مني، لتضيع عليّ الفرصة".

يضيف سلام "وكما وزارة الدفاع فستجد هذا الشرط حاجزا امامك في وزارة الداخلية، وحتى في القطاع الخاص فتفضل المؤسسات على تشغيل من هم الأصغر سنا". مناشدا المعنيين، بأن "هذا الجيل لديه من الحقوق كما الأجيال الأخرى، ويجب ان تعاملوهم بعدالة لكونهم عانوا الامرين، لذلك يجب على الحكومة ان توفر فرص عمل لهم تعينهم على ما فاتهم من الحياة ليلحقوا بالأجيال البقية".

ثقب اسود

باحثون من جامعة سيدني استخدموا دراسات استقصائية لتتبع الصحة العقلية لنحو 30 ألف شخص بالغ على مدار عقد من الزمن مؤكدين، ان "الصحة العقلية للأجيال الشابة من الأشخاص الذين ولدوا في التسعينيات، وإلى حد ما في الثمانينيات، هي أسوأ من حيث العمر مقارنة بالأجيال الأكبر سنا. وهم لا يظهرون هذا التحسن الذي نراه عادة في تلك الأجيال الأكبر سنا".

فيما اوضح الباحث الاجتماعي كامل الغزي، ان "في عصر الأجهزة الذكية والاتمتة الالكترونية تفاجأ جيل التسعينيات بمدى سرعة التطور والتغييرات، فلم يدرك الا القليل، اما جيل بداية الالفية الثانية فقد ولد على هذا التغيير واندمج معه ليواكبه في عمره، فاستثمر هذا التغيير والتطور ليستخدمه في حياته اليومية، بعكس ما نراه في جيل التسعينيات الذي ذاق طعم الحرمان من هذا التطور، فمن أجهزة الكمبيوتر الى الهواتف الذكية التي جعلت اغلب المجتمعات الصناعية تتحول الى معرفية بحته". مبينا، ان "الان يجب عليك ان تكون عالما وعارفا بالتكنولوجيا لتجد فرصة عمل، اذ يرتبط الإنتاج حاليا بما يستطيع العامل فعله من خلال هذه التكنولوجيا".

يضيف الغزي لـ(المدى)، ان "جيل التسعينيات يقبع في ثقب اسود، فهو لم يحسب على جيل الثمانينات، ولم يحسب أيضاً على جيل نهاية التسعينيات وبداية الألفية، وهذا ما جعلهم محط سخرية للعديد من الافراد بسبب ضياع حقهم في التعيينات بسبب الفارق العمري، فضلا عن عدم استقرار وضعهم الاجتماعي ليكونوا تحت طائلة الباحثين عن الاعجابات والتعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

بغداد/ المدى أعلنت هيئة النزاهة الاتحاديَّة، اليوم الجمعة، الإطاحة بمُتَّهمٍ انتحل صفة العمل بموقع حسَّاس في إحدى مُؤسَّسات الدولة، وضبطته مُتلبِّساً بتسلُّم مبلغٍ ماليٍّ بصورةٍ مُخالفةٍ للقانون.  وذكرت الهيئة في بيان، تلقته (المدى) أن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram