فينسيا الشرق تستعيد بريقها بمنتجع جنّة عدن

فينسيا الشرق تستعيد بريقها بمنتجع جنّة عدن

فينيسيا الشرق الأوسط، هذا ما يطلقه المهتمون بالجانب السياحي على مناطق أهوار العراق، تلك المسطحات المائية التي كانت محط اهتمام وعناية الرحالة الأجانب، الذين زاروها وعاشوا فيها ودونوا العديد من المؤلفات عنها، ووصفوا سحرها وبساطة الحياة فيها على الرغم من ترف فتنة الطبيعة الذي يلون كل جزء منها بلوحات ساحرة من الجمال الذي لا يضاهى، هكذا كانت بندقية العراق، ولكن لغايات الطاغية وأزلام البعث المقبور أحكام في تدمير كل ما هو جميل في بلاد السحر، فقرر الطاغية ورفاقه الأشاوس تجفيف مياه جنة عدن، لتشمل جرائم البعث ليس الإنسان فقط، وإنما الطبيعة، الطيور التي تكحل عيون السماء بأجنحتها، الأسماك التي لا يماثل طعمها طعم جميع اسماك العالم، الجاموس، البقر، النبات، فأي دكتاتور هذا الذي يرعبه الجمال؟ وأي حزب هذا الذي تقلقه أجنحة النوارس؟ انه هدام المقبور وحزب الخبث المدحور.

الميساني اليوم يحلم أن يكون في مدينته منتجعا يضم أهلها ويعيد ذكريات وسحر الهور الجميل، لذا عمل الجميع بجد حتى يكون الحلم  حقيقة وبعد الانفتاح والعمران الذي تشهده العمارة ما بعد تغيير نظام الطاغية، سعى الجميع لتحقيق تلك الغاية.

من هذا الحلم الذي يشبه إلى حد كبير ما سمعناه وتناقلته حكايات الأهوار بين الواقع والأسطورة، (نيشان حفيظ) وتل المجانين، وجنة الخالق على أرضه، وسر العلاقة ما بين القصب ودفء الأكواخ، و..و..ووو أشياء لا تعد وفتنة لا تحصى ولكن يبقى السؤال القائم. هل تحقق الحلم بمنتجع جنة عدن؟ هذا ما نعرفه في التحقيق الآتي.

 

من الحلم إلى الواقع

منتجع جنة عدن السياحي. في مدينة الأهوار والشعراء والأسماك والطيور المهاجرة، مدينة طالما حرمت وأهملت وأحرقت، ولكنها اليوم  بصورة أخرى عنوانها الإعمار والتطور والعمل والاستثمار، ومنتج جنة عدن الذي يعطي صورة مشرقة للعمل والتطور وكما قال عنه نائب  رئيس مجلس محافظة ميسان عباس الشوكي "إن هذا المنتجع هو ثمرة جهد بذل من اجل أن تحظى المحافظة بهذا المرفق السياحي والترفيهي الذي يليق بمكانتها على مستوى العراق" وكما وصفه "ان هذا المرفق الحيوي يضاف الى مجموعة من المشاريع التي تنجز وتحدث نقلة نوعية في طبيعة الخدمات السياحية التي تشهدها المحافظة، مما ينعكس ذلك على الواقع الاقتصادي وخلق حركة اقتصادية وخدمية تعود بالنفع العام على أبناء المحافظة"، داعيا الشركات الاستثمارية المحلية والأجنبية إلى أن تؤسس لمشاريع حيوية وإستراتيجية طويلة الأمد".

 

متنفس سياحي

لأهالي العمارة

رئيس مجلس إدارة المنتجع عبد حسين الساعدي قال "إن المنتجع الذي يقع على مساحة 14 دونما على ضفاف نهر دجلة وسط مدينة العمارة يعدّ فرصة مناسبة لتقديم خدمة مميزة لعوائل ميسان والوفود والمستثمرين ورجال الأعمال للتمتع بجمال الطبيعة، مضيفا أن المنتجع يشتمل على مرافق سياحية متعددة بعضها منجز والآخر في طور الإعداد والتنفيذ ويضم فندقا سياحيا خمس نجوم بمساحة /2000/ متر مربع ويضم 32 غرفة و8 أجنحة مستقلة لاستقبال العرسان كما يحتوي على جناح رئاسي مجهز بجميع وسائل الخدمة مع توفر قاعة متكاملة.

هذا المشروع يقع على ضفاف نهر دجلة في مدينة العمارة وتم انجاز مشروع البناء بكلفة (10) ملايين دولار.

 

قاعة للتسوّق عبر الانترنت

وأضاف "أن المنتجع يتضمن فندقا سياحيا خمس نجوم سعة 32 غرفة مع (8) سويتات مستقلة تسع (32) سريرا مع مطعم عام بمساحة (200) م2 ومطعم عائلي بمساحة (150) م2 إضافة إلى مطاعم خاصة  للأسماك وقاعات وشاليهات وحدائق ومتنزهات وكافتريات، وأماكن للاستجمام ومقاه صيفية وشتوية عند ضفاف نهر دجلة، وأماكن لإقامة الحفلات ومدينة ألعاب إضافة إلى دار لاستراحة الضيوف، وقرية سياحية وشقق سياحية مجهزة بأحدث المستلزمات ووسائل التبريد والتدفئة، إضافة إلى أجنحة خاصة ومدينة العاب حديثة وكازينوهات ومتنزهات وسوق عصري للتسوق وخدمات نهرية سياحية إضافة إلى قاعة للتسوق عبر الانترنيت.

 

من أجل بيئة أفضل

مدير بيئة ميسان سمير عبود عبد الغفور بيّن في تصريح خاص للمدى "ان المشروع يمثل قفزة نوعية للنهوض بالواقع البيئي في المحافظة، التي عانت كثيرا من انحسار المساحات الخضراء وافتقارها للمتنزهات وأماكن الترفيه كون المشروع يضم لمسات متطورة جدا من خلال التصميم ووجود شتلات نادرة وورود جميلة افتقدتها المحافظة .

مدير البيئة أضاف بأنه وبناءً على توجيه مدير عام الدائرة الجنوبية بإصدار شهادة تقديرية لمالك المنتجع آملين من باقي رجال الأعمال بان يتم استثمار الطاقات، وتوجيه الجهود نحو رفع الوعي البيئي كون المشروع يمثل نقطة بداية جدية وأساساً بيئياً لعملية إعادة تشجير المحافظة تماشيا مع التغيرات البيئة التي أخذت تضر بالصحة العامة للمواطنين .

جولة في جنّة عدن

يعد مشروع فندق ومنتجع جنّة عدن السياحي من المشاريع الاستثمارية والسياحية في مدينة العمارة، باعتباره مشروعا خدميا وترفيهيا وسياحي حيث افتتح ودخل حيز تنفيذ الخدمة في بداية أيام عيد الأضحى المبارك الماضي، وهو الآن يستقبل النزلاء والوفود والشركات الاستثمارية وان هذا المشروع وجد من اجل تنشيط حركة الاستثمار في ميسان.

في جولة برفقة الإعلامي مؤيد الساعدي مسؤول العلاقات والإعلام في المنتجع حدثنا عن المنتجع قائلا: إن المشروع شيد على ضوء خرائط هندسية عمرانية عالمية مواكبة لأرقى التصاميم العالمية، ويكتسب أهميته لكونه يقع على  نهر دجلة وهو يضم فندقا، 5 نجوم، ومطعما وجناحا رئاسيا وشققا سياحية وكازينو ومطعما عائما وكازينو عائليا للنساء بإدارة كادر نسوي، وهذا الأمر يحدث لأول مرة في محافظة ميسان، وهناك قاعات للمؤتمرات والمناسبات والاجتماعات ومركز لرجال الأعمال، وكل جوانب الحياة وجناح خاص صمم كمدينة العاب للأطفال، وأجنحة معدة للتسوق، ولبث روح الأهوار في المنتجع شيد فيه  مضيف للعشائر، وهناك خدمات سياحية أخرى متقدمة، ويجري العمل الآن على إنشاء جناح خاص للتراث الشعبي الفني مخصص لاحتواء أهم نفائس ونوادر التراث الميساني الفني والأدبي والشعبي.

 

عامل جذب للمستثمرين

وأضاف أن هذا المشروع وجد من اجل تنشيط حركة الاستثمار في ميسان بالنظر لعدم وجود أماكن تحتضن الوفود والشركات الاستثمارية العالمية التي تأتي من اجل خدمة المحافظة، ناهيك عن كونه سيصبح من أهم الأماكن الترفيهية لأبناء ميسان، الذين عانوا أبشع أنواع الاضطهاد في عهد الطاغية المقبور وحزب الخبث المدحور.

مشيرا الى "أننا حرصنا على توفير هذه الخدمات من اجل أن نعكس صورة جيدة عن محافظة ميسان، هذه المدينة الغنية بمواردها البشرية وبثرواتها، وان هذا المنتجع يليق بهذه الثروة وهذه المدينة، وهو الآن يقدم خدماته بتخفيضات وصلت إلى حد 50% عن الأسعار المقررة من هيئة السياحة، وهذه التخفيضات جاءت من اجل جذب الزبائن والنزلاء والشركات الأجنبية، وكذلك من اجل إقناعهم بان المحافظة آمنة وبدأت تنتعش وفيها حركة السياحة وحركة الزائرين من مناطق دول العالم، وهذا ما سيشجع شركات الاستثمار الأجنبية على استغلال أموالها وخبراتها بالنهوض بواقع المحافظة، وإيصالها إلى المكانة التي تستحق.

 

مستقبل اقتصادي كبير

توقع رئيس مجلس محافظة ميسان أن تشهد محافظة ميسان مستقبلا اقتصاديا بالنظر لتوفر البيئة المناسبة لقيام الاستثمارات المحلية والأجنبية.  

عبد الحسين عبد الرضا وبمناسبة افتتاحه قاعة منتجع جنة عدن السياحي، أشاد بمستوى الخدمات السياحية وباقي الخدمات التي يحتاجها رجال الأعمال والشركات التي يقدمها المنتجع للشركات والمستثمرين، الامر الذي يراه رئيس المجلس حافزا لتلك الجهات الاستثمارية على الاقامة في هذه المحافظة، وانجاز مهامها بشكل يتجاوز الكثير من الاشكالات الروتينية والخدمية، التي كانت تواجه الشركات في الأعوام السابقة. ويرى رئيس المجلس ايضا بان عوامل الامن وتوفر الفرص الاستثمارية ووجود أماكن لإقامة الشركات ورجال الأعمال مثل ما هو متوفر في منتجع وفندق جنة عدن السياحي، عوامل مهمة لتسهيل عمل الشركات ويعزز من نجاح فرص الاستثمار في هذه المحافظة الواعدة، بحسب وصفه.

 

دعوة للاستثمار الأجنبي

في المدينة

من جهته، دعا رئيس اتحاد رجال الأعمال العراقيين/ فرع ميسان باقي المستثمرين المحليين والأجانب إلى القدوم والاستثمار في محافظة ميسان بالنظر لتوفر الفرص الاستثمارية في مجالات التجارة والسكن والسياحة والصناعة والنفط والزراعة والثروة الحيوانية وغيرها ... الساعدي يرى أن منتجع جنة عدن السياحي من المشاريع الرائدة في العراق و أريد له أن يكون ملتقى رجال الأعمال والشركات وورشة لتطوير المحافظة بالنظر لطبيعة الخدمات التي يقدمها لرواده، ودعا الساعدي الشركات والمستثمرين للقدوم إلى محافظة ميسان والاطلاع على طبيعة الفرص الاستثمارية فيها.

يشار إلى ان منتجع جنة عدن السياحي افتتح مؤخرا في مركز مدينة العمارة على ضفاف دجلة الخالد وسط أشجار النخيل، مما يجعل السائح فيه يشعر بأجواء الأهوار القديمة ويجبره على زيارة أرشيف الذاكرة، لاستذكار أيام زمان بكل تجلياتها الرائعة، سواء كنت  داخل المطعم النهري، او كنت متجولا بملاعب الأطفال او سوبر ماركته، او في مرساه النهري  أو بين قاعات فندقه الفخم، وتتقد ذاكرة الهور مع عبق قصب وبواري مضيفه. 

 

نشاطات رياضية

في المنتجع

شرعت إدارة منتجع جنة عدن بخطوات عملية تتضمن دعم الحركة الرياضية في ميسان، والانفتاح على المجتمع الرياضي في العراق من خلال قرب المباشرة بإنشاء ساحة متعددة الأغراض الرياضية مغطاة بالثيل الصناعي.

وكذلك إنشاء قاعة رياضية وحمام ساونا وذلك لاستقطاب وعسكرة الأندية الرياضية والمنتخبات الوطنية بغية توفير كافة الخدمات والمستلزمات الرياضية لها، لاسيما وان المحافظة شهدت مؤخرا افتتاح ملعب الميمونة الرياضي حيث بدأت محافظة ميسان باستضافة مباريات دوري النخبة بعد انقطاع دام أعواماً.

ميسان التي تعد من أغنى مدن العالم من حيث الثروات التي تمتلكها، سواء كانت دينية، أثرية، نفطية، زراعية، سياحية، ثقافية، يجب أن تتضافر جميع الجهود في جعلها بالمكانة التي تستحقها، بحيث يراها القادم إليها سواء كان سائحا أو مستثمرا كما هو اسمها (ميسان) الذي معناه النجمة الساطعة.

 

الانفتاح السياحي

على العالم

هذا وقد شهدت ميسان ولأول مرة استقبال وفود تمثل المجاميع السياحية التي تم استقدامها إلى العراق من دول أوروبا، حيث استقبلت محافظة ميسان وفد المغتربين العراقيين الذي توجه لزيارة مناطق الأهوار في المحافظة للاطلاع على المشاريع الهادفة إلى إعادة مياه الأهوار والمسطحات المائية في المحافظة إلى سابق عهدها، وكذلك قامت تلك الوفود بزيارة عدد من المواقع الأثرية فيها، وكان لمنتجع جنة عدن السياحي الدور البارز في استقبال تلك الوفود، واستقطاب السائحين من مختلف البلدان والمحافظات، وأي تطور عمراني في المحافظة سينعكس بالإيجاب على حركة السياحة في المدينة، وهذا ما دفع المعنيين في السياحة العالمية إلى تسجيل محافظة ميسان ضمن المجاميع السياحية الدولية، مما يدل على الانجاز السياحي والاقتصادي الذي تقدمه المحافظة أسوة ببقية المحافظات السياحية والأثرية في العراق.

تعليقات الزوار

  • samir adley

    اني شيف مطبخ منذ 35 عاما عملت خارج العراق في فندق هلو دي في القاهرة و الكويت اعيش ببغداد و حاصل على شاهدات خبرة من فندق الرشيد و فلشطين و عملت بعدة شركات اجنبية وهذا هاتفي المحمول 07901300275 و شكرا

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top