حكومة المستقبل

حكومة المستقبل

المدىحكومة قوية ممثلة لكل مكونات الشعب العراقي وممثلة لطموحاته واحلامه ، هي التي نترقبها بعد المخاض العسيرالذي ما زالت تسير فيه ولادتها حتى الآن . المطمئن في الأمر ان لا احد من المكونات والتيارات السياسية يدعي بأنه القادر الوحيد على قيادة البلاد والعباد ،

 ولا أحد يدعي ان لديه الامكانية  على ان يجتاز محيط المخاطر لوحده منفردا تاركا الآخرين يتفرجون على مغامرته ان أراد ان يخوضها . جميع الكبار الذين انتجتهم انتخابات السابع من آذار الماضي يعتقدون ان المرحلة ليست سويدية ولا بريطانية في ممارساتها الديمقراطية العتيدة ، وان الحكومة الناجحة هي الحكومة التي تزيل مخاوف الأمس  وتطمئن القلوب وتبدد شكوك المستقبل وتفتح الطريق واسعة لبناء جسور الثقة بين المكونات العراقية وتمثيلاتها السياسية . حكومة لاتشتغل بعقلية الاغلبية وفروقات المقعد أو المقعدين في البرلمان وتؤمن ان الديمقراطية الحقيقية هي حماية الاقلية وتحقيق العدالة السياسية والاجتماعية وقيادة البلد بجهود الذين يؤمنون بالعراق الجديد الى بر الأمان .في غير هذا النوع من قيادة البلاد في هذه المرحلة  تحديدا سنجد انفسنا في مواجهة مشكلات عسيرة وتدخلات لاحصر لها من الجوار وغير الجوار ، وسيجد من يدعي أنه قادر على تجاوز كل تأزيمات الواقع السياسي والاجتماعي العراقي ، بانه مكبل الايدي وان الطرق امامه مغلقة وان الشعارات غيرالواقع وان الحكمة السياسية ستنتصر في النهاية باتجاه القيادة الجماعية التي يشارك فيها كل من يريد ان يضع حجرا على حجر في هذا العراق .المواطنون ينتظرون خطوات حقيقية بهذا الاتجاه ، وهم حقيقة غير مكترثين بالصراعات التي تم تصويرها على انها من اجل المناصب  ، وهي في حقيقتها صراعات بشأن مستقبل العراق المقبل ، من اجل الاجابة عن السؤال الذي يقلق الملايين :الى اين يتجه العراق ؟ الحكومة الوحيدةالقادرة على الاجابة عن هذا السؤال ، هي حكومة الشراكة الحقيقية لكل مكونات الشعب العراقي ، وهي القادرة لوحدها على تبديد قلق الملايين الذين ينتظرون مواقف شجاعة وجريئة من قبل النخب السياسية المتصدية للعملية السياسية ، مواقف مسؤولة تقرب المسافات بين المختلفين والمتخاصمين ، مواقف وطنية حقيقية مشبعة بروح نكران الذات والمصالح الضيقة الآنية ، فالعراق يتسع للجميع ، كل الجميع الذين يريدون عراقا ديمقراطيا فيدراليا موحدا .لا أوهام ان الحكومة التي تريدها الجماهير ستنبثق عند اعتاب العيد ، فلا أحد لديه العصا السحرية ليحقق هذه المعجزة ، لكن هذه الجماهير تريد ان تشعر وتلمس ان الخطوات سائرة في الطريق الصحيحة لتحقيق احلامها في العراق الجديد .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top