العراق يمنح كل برلماني 30 حارساً ويترك أطباء بلا حماية

العراق يمنح كل برلماني 30 حارساً ويترك أطباء بلا حماية

يجلب العراق الكفاءات الطبية – ممرضات وأطباء وفنيين - من بلدان اجنبية مثل الهند وغيرها، في وقت تتصاعد فيه نسبة البطالة بسرعة عالية في البلاد. يعود السبب في ذلك الى ان رئيس الوزراء، على مدى ست سنوات، لم يتمكن من دفع المهن الطبية في العراق الى المسار الصحيح رغم سهولة ذلك.

العراق لديه الكثير من الخريجين اللامعين الذين انهوا دراساتهم الجامعية منذ سنوات وهم ينتظرون فرص العمل. ولدى الحكومة مليارات الدولارات يمكن ان تتصرف بها اذا ما اوقفت سرقتها من الشعب العراقي .

وقبل بدء الحرب غير القانونية عام 2003، لم تكن مشكلة العراق هي الافتقار الى التخصصات الطبية وانما كانت الافتقار الى الاجهزة الطبية الحديثة. أدت الحرب الى ان أوكلت حكومة الولايات المتحدة المسؤولية لأشخاص بلطجية، وتحول ما كان مجتمعا تقدميا الى مجتمع مكبوت، ونشأ ما تسميه الصحافة " هجرة العقول"، حيث غادر البلاد عدد كبير من المهنيين والمتخصصين للنجاة بأنفسهم، ويعود السبب في هذا الى التطهير العرقي للسنوات 2006-2007 الذي أجبر الكثير من الاطباء الى الهرب من البلاد بسبب استهدافهم.

العراق يحتاج الى برنامج لتدريب ذوي المهن الطبية بسرعة، و ليس هذا فحسب بل ان القيادة بحاجة الى ان تبدأ بأظهار بعض الاحترام للعلم. اذ ان ذلك سيقود باتجاه تغيير المناخ في العراق حيث يناشد الاطباء مجالس المحافظات باستمرار. حكومة المالكي توفر لكل نائب في البرلمان 30 فردا من الحماية الشخصية، أما الأطباء والممرضات فليس هناك من يحميهم. 

ويمكن للحكومة ان تكون لها كوادر طبية متدربة في اقل من سنتين، فهناك الكثير من العقول العراقية اللامعة تخرجت من المدارس والمعاهد فاتتها فرصة التدريب الحقيقي التي كانت ستضمن لها فرصة عمل بحماية فعلية.

وعلى الحكومة وضع برامج متابعة لمواجهة الحاجة الملحة؛ لكن بدلا من ذلك فأنها تجلب كوادر أجنبية في الوقت الذي تصل فيه نسبة البطالة حسب وكالة المخابرات المركزية الى 15%.

وعندما تكون لدى الحكومة هذه النسبة من البطالة فانها ليست مضطرة الى جلب اجانب يملؤون الفراغ في العمل برواتب مرتفعة جدا، اذ ان ذلك يخلق عداءً يتولد منه العنف، حيث كان الكثير من العاملين الاجانب يتعرضون للاستهداف . 

وعند تنصيب المالكي من قبل حكومة الولايات المتحدة عام 2006، كانت الصحافة تستخدم مصطلح "هجرة العقول" وتغطيه بشكل واسع، فكان الحل الذي توصل اليه المالكي هو عرض فرص عمل لأجانب من بلدان اخرى بدلا من تدريب العراقيين.

وكتبت جنيفر ووكر عن موضوع " النقص العالمي في مجال التمريض" لصحيفة  جونز هوبكنز للتمريض، تقول "اذا لم  تتم مواجهة القضية داخل البلد فانها سوف تستفحل وتزداد سوءا، لأن عدد الممرضات  في العالم سيشح  يوما ما ولن يستطيع البلد جلب ما يحتاجه منهن".

عن كومون ايلز

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top