(المدى)  تستطلع آراء النخب حول عام بدأ  بمطاردة  نائب الرئيس وانتهى بدبابات عند سفح كردستان

(المدى) تستطلع آراء النخب حول عام بدأ بمطاردة نائب الرئيس وانتهى بدبابات عند سفح كردستان

قال ساسة ونواب ان الانسحاب الامريكي الذي تحل بعد ايام ذكراه الاولى، ترك فراغا كبيرا لم ينجح العراقيون بملئه، مشيرين الى ان التدهور الفظيع في الشراكة الوطنية قد يقود البلاد الى منزلق خطير، ووصفوه بالامر الذي كان متوقعا قبل خروج الجيوش الاجنبية.

وذكروا في "استطلاع" تقوم به المدى للتعرف على انطباعات النخبة حول السنة التي تلت انسحاب قوات الولايات المتحدة، ان الامريكان "تركوا سلطة ولم يتركوا دولة"، والسلطة لا تبني بل تؤجج الصراعات.

النائب السابق والقاضي وائل عبد اللطيف قال إن "كل ما حصل من مشاكل عام 2012 كان متوقعاً" واصفاً الديمقراطية في البلاد بأنها "مزاجية"، وإن التدخل بشؤون الحكومة السياسية من قبل دول أجنبية "أصبح سافراً" حسب وصفه.واوضح إن ماحصل بعد انسحاب القوات الأمريكية على الصعيد السياسي وما آل اليه من تدهور "كان متوقعاً، وكل الحجج المتعلقة بعرقلة العمل السياسي وبناء الدولة بسبب وجود المحتل كان كذبة كبيرة، وبعض السياسيين كانوا يعلنون إنهم ضد بقاء القوات الأمريكية لكن في داخلهم يتمنون بقاءهم خشية المشاكل التي حصلت اليوم".وأضاف إن الديمقراطية التي تعمل بها الحكومة الحالية "هي توافقية تعني في مفاهيمها إنها ديمقراطية مزاجية ولا تستطيع بناء بلد، وكان من ضروري وجود طرف يقوم برعايتها من أجل تصحيح مسار العمل الديمقراطي".وأشار عبد اللطيف إلى إن "المشكلة بين حكومة أقليم كردستان والحكومة الإتحادية أثبتت إن وجود القوات المسلحة الأمريكية كان سببا لعدم حصول نزاع بين الطرفين، وأظهر إن الراعي الأمريكي يستطيع أن يحل الأمور، وإن نخبة الحكم ما زالت تحتاج الكثير من النضج السياسي".من جانبه قال المتحدث باسم إئتلاف العراقية النائب حيدر الملا إن إنسحاب القوات الأمريكية جعل البلاد في "مربع السلطة" بعيداً عن بناء الدولة، واصفاً التصنيفات على مستوى جميع المستويات بـ"الفاشلة".وأكد الملا إن "العملية السياسية منذ انسحاب القوات الأمريكية وحتى اليوم باقية في مربع السلطة ولم تصل إلى مربع بناء الدولة، وتعتمد على صراعات سياسية وحزبية ضيقة، وطالت هذه الصراعات جميع مؤسسات الدولة".الى ذلك اعتبر النائب عن التحالف الكردستاني حسن جهاد ان الوضع بعد الانسحاب "لايبشر بخير لبناء دولة حقيقية"، وإن القوى الخارجية استغلت عدم التلاحم بين القوى السياسية لجعل "مطمعا سهلا للدول الأقليمية".وأكد جهاد إن "بعد الإنسحاب أصبح الوضع أكثر تأزماً، وغاب أي إنسجام بين القوى السياسية المتنفذة ما أدى إلى تناحر كبير لا يبشر بأي خير في المرحلة القادمة" مبينا ان المتنفذين في السلطة "لم يقدموا شيئا لبناء دولة حقيقية ولا أي شيء يتعلق بحياة المواطن، والإحتلال جاء وذهب لكن المشكلة في الحكومة التي لم تقدم شيئا".وأضاف جهاد إن "الجبهة الداخلية لو كانت متراصة ومتلاحمة لما استطاعت أي قوة خارجية التدخل في وضع البلد على أي مستوى كان، لكن بسبب عدم وجود تفاهم وقاعدة شراكة صارت البلاد مطمعا سهلا للدول الأقليمية".وفي السياق نفسه رأى النائب عن التيار الصدري جواد الجبوري إنه و"رغم عمل المقاومة العسكرية ومفاوضات الحكومة في إخراج المحتل من البلاد، لكن من الوهم أن نفكر بخروجهم بشكل تام" معربا عن قناعته بأن القوات الأمريكية "لم تنسحب بشكل كامل خاصة على المستوى السياسي والإقتصادي، ومن المؤكد أنها تركت خطوطا خاصة لرعاية مصالحها السياسية في داخل الحكومة".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top