بقلم / زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. ( المدى الرياضي ) يحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية ( نجوم في الذاكرة ) تستعرض في حلقتها التاسعة والسبعين مسيرة لاعب فرق الطلبة والجيش والخطوط والمنتخبات الوطنية السابق رحيم حميد عوفي الذي ولد عام 1958 ولعب زهاء (25) مباراة دولية، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.rnبداياتهبدأ اللاعب رحيم حميد حياته الرياضية مع الفرق الشعبية وتحديداً مع فريق نجوم الثورة الذي كان يدربه شقيقه مجيد حميد عوفي وبعد أن بدأ يلفت الانتباه إليه من خلال المستوى الجيد الذي يقدمهُ مع فريقه الشعبي جاءت الفرصة الكبيرة التي كان ينتظرها بفارغ الصبر وذلك بعد أن استدعاه الكابتن خلف حسن مدرب فريق الطلبة عام 1980 إلى صفوف فريقه برغم إن هذا الفريق كان في ذلك العام يضم خيرة المهاجمين أمثال حسين سعيد، مهدي عبد الصاحب، نزار أشرف ويحيى علوان، إلا إن الموهبة الجيدة التي يحملها رحيم حميد جعلت مدرب الطلبة يتمسك به ويعطيه الفرصة في التواجد إلى جانب هؤلاء المهاجمين الكبار. وبرغم أن رحيم حميد لم يأخذ فرصته الكاملة مع فريق الطلبة في الموسم الأول بسبب وفرة النجوم إلا إنه كان قد حصل على الكثير من الفوائد بتواجده مع هذا الفريق.  وفي موسم 81 ـ 1982 بدأ رحيم حميد يحصل على فرصة المشاركة بمباريات الطلبة لأكثر من سبب منها تواجد المهاجمين الكبار في الفريق مع المنتخب الوطني وكذلك مستواه الفني بدأ يرتفع تدريجياً وهذا الارتفاع في المستوى الفني جعل مدرب منتخبنا الشبابي اليوغسلافي (آبا) يضمه إلى صفوف منتخب الشباب الذي شارك في المرحلة الأولى من بطولة شباب غرب آسيا التي جرت في النيبال التي أحرزها منتخبنا بجدارة وقبل ذلك تواجد رحيم حميد مع منتخب الشباب الذي شارك ببطولة (ريكا) الدولية التي جرت في يوغسلافيا عام 1982 أيضاً، كما شارك رحيم حميد في المرحلة الأخيرة من بطولة آسيا التي جرت في بانكوك وحصل فيها منتخبنا على  المركز الثالث.  وفي عام 1983 بدأ رحيم حميد يؤكد جدارته مع فريق الطلبة في المباريات المحلية وبات المدربون يركزون عليه كثيراً حتى أنه تمكن من تسجيل أربعة أهداف في مرمى فريق التجارة وهذه الأهداف الأربعة أسهمت بشهرته في الوسط الرياضي وهذه الشهرة جعلت مدرب منتخبنا الاولمبي الراحل عمو بابا يضمه إلى المنتخب المشارك في نهائيات دورة لوس أنجلوس التي جرت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1984. وفي بداية موسم 84 ـ 1985 انتقل رحيم حميد من فريق الطلبة إلى فريق الجيش لتبدأ رحلة جديدة من التألق والإبداع في مسيرة هذا اللاعب على الصعيدين المحلي والخارجي ، حيث حصل رحيم حميد على لقب هداف الدوري لمدة ثلاثة مواسم في ثمانينيات القرن الماضي، أما على الصعيد الخارجي فقد أسهم رحيم حميد في فوز منتخبنا الثاني ببطولة كأس العرب التي جرت في المملكة العربية السعودية عام 1985.  وفي عام 1986 كان رحيم حميد العلامة الفارقة في صفوف منتخبنا الثاني الذي شارك في دورة الخليج العربي التي جرت في البحرين، حيث كانت هذه المشاركة سلبية جداً، لأن منتخبنا حصل فيها على المركز السادس في البطولة، إلا إن رحيم حميد كان مميزاً، حيث تمكن من تسجيل أربعة أهداف لمنتخبنا منها ثلاثة في مرمى المنتخب العُماني جعلته يحصل على المركز الثاني في قائمة الهدافين. وفي عام 1986 كان رحيم حميد بين الكوكبة الذهبية التي مثلت المنتخب الوطني في مونديال المكسيك ليحقق حلماً كبيراً لم يستطع تحقيقه الكثير من النجوم الكبار الذين سبقوه في الملاعب وحتى من الذين جاءوا بعده، وفي العام ذاته شارك رحيم حميد مع منتخبنا الوطني في دورة الألعاب الآسيوية العاشرة في تايلاند، كذلك شارك مع فريق نادي الجيش في بطولة أندنوسيا الدولية التي حصل فريق الجيش على لقب بطولتها، بينما نال هو المركز الثاني في قائمة الهدافين بعد زميله علي حسين محمود، كما كان رحيم حميد بين صفوف تشكيلة منتخبنا الوطني الذي حافظ على لقبه كبطل لبطولة كأس العرب التي جرت في الأردن عام 1988، حيث كانت هذه البطولة قد مثلت الخاتمة لمسيرته الدولية مع المنتخبات الوطنية، وبعد ذلك واصل رحيم حميد مسيرته مع فريق الجيش ثم انتقل إلى فريق الخطوط الجوية العراقية في بداية تسعينات القرن الماضي.rnأجمل مبارياتهخاض رحيم حميد الكثير من المباريات الجميلة في مسيرته الكروية الطويلة إلا إنه ما زال يعتز كثيراً في مباراة الجيش والزوراء في ثمانينيات القرن الماضي التي انتهت لصالح فريق الجيش بهدفين مقابل هدف واحد، حيث تمكن فيها من تسجيل الهدف الأول لفريقه، أما على الصعيد الخارجي فأنه يعتز كثيراً بمباراة العراق وسلطنة عُمان التي جرت عام 1986 ضمن مباريات دورة الخليج العربي الثامنة التي جرت في المنامة التي انتهت عراقية بثلاثة أهداف مقابل هدفين وتمكن فيها من تسجيل الأهداف العراقية الثلاثة.rnأعز أهدافهخلال مسيرته الت