الإعمار الأميركي: مشافٍ مقفلة وتصفية الماء لا تصلح للشرب

الإعمار الأميركي: مشافٍ مقفلة وتصفية الماء لا تصلح للشرب

 عن: أفكار عن العراقفي بداية حزيران 2011، أصدرت لجنة الاتصالات في العراق وأفغانستان آخر تقاريرها. وحذرت من أن الولايات المتحدة كان من الممكن أن تهدر الملايين من أموال إعادة الإعمار في كلا البلدين. وقالت اللجنة إن مئات المشاريع كان من الممكن أن تتعطل لأن الوكالات الاميركية لم تخطط كيف يفترض بهذه الدول أن تحافظ على تلك الأموال. وأضافت اللجنة بما أن الولايات المتحدة ستنسحب من العراق وأفغانستان، فان عليها أن تخطط لإدامة المشاريع والبرامج التي أنشأتها. ففي العراق،

 قام الاميركان ببناء مئات المدارس والعيادات الطبية والطرق ومصانع الطاقة والمباني والمستشفيات ومشاريع الإرواء والسجون.. الخ. كل ذلك يحتاج إلى إدامة والى كادر ومرتبات وتجهيزات ومواد احتياطية وأمن، لكي يستمر بالعمل بعد مغادرة الاميركان. لم تجد اللجنة أي دليل على أن الوكالات الحكومية تخطط لهذه التكاليف المستمرة. وإذا لم تتم مراعاة هذه الأمور فان العديد من هذه المشاريع سوف تفشل بالنتيجة وتضيع مليارات الدولارات.  هناك الكثير من الأمثلة لهذه المشاكل في العراق. فمثلا، لاحظت اللجنة أن الاميركان قاموا ببناء 133 مركزا للعناية الصحية بكلفة 345 مليون دولار في عموم البلاد. ودفعوا لأحد المتعاقدين لغرض تشغيل وتصليح المراكز  لمدة عام واحد لكنهم لم يرفعوا قدرة وزارة الصحة للاستمرار بالمهمة فيما بعد. كانت الوزارة تستطيع توقيع عقد جديد خلال عام واحد، لكنها لا تستطيع أن تحتوي كافة المراكز التابعة لها. كذلك فان الاميركان أنشأوا مصنعا لمعالجة المياه بكلفة 270 مليون دولار في الناصرية بدون وجود مصدر قريب للطاقة. ما أدى الى انتاج ماء اسود اللون لا يستخدمه الأهالي. أما في الحلة فهناك مستشفى ولادة بكلفة 4 ملايين دولار تفتقر إلى الكادر والتجهيزات الكافية، وان العراقيين لم يتدربوا على الأجهزة التي نصبها الاميركان. في بغداد، كانت مستشفى ابن سينا اكبر مرفق طبي عسكري اميركي في العراق لكن عند تسليمه للعراقيين لم تتمكن وزارة الصحة من إدامته فتم إغلاقه. كل ذلك يبين بعض النواقص في جهود إعادة الإعمار الاميركية في العراق. لقد جاء الاميركان بخطط ضخمة، إلا أنهم عانوا من نقص تحليل الموقف داخل العراق، ومن التخطيط السيئ والتنسيق الضعيف بالإضافة إلى نقص في المتابعة. احد رؤساء اللجنة وعضو الكونغرس  السابق، كريستوفر شايز، أخبر صحيفة الواشنطن بوست بان الحكومة العراقية لا تستطيع إدامة معظم المشاريع التي ستتركها الولايات المتحدة وراءها بعد الانسحاب. التوصية التي قدمتها اللجنة هي أن الولايات المتحدة تحتاج إلى التفكير بشأن البلدان التي كانت تأمل إعادة بنائها. فكل بلد له قدراته التقنية و المالية. وهذه العوامل تحتاج إلى دراسة عند بناء المشاريع في الخارج، لكي يتم تشغيلها وإدامتها بنجاح. و إذا لم تندرج هذه العوامل في التخطيط فإنها تقود إلى الضياع وتقوض مصداقية الحكومة الجديدة وتؤدي إلى الإضرار باستقرار البلد.لقد رأينا بعضا من ذلك في العراق حيث وجدت اللجنة هدر مليارات الدولارات في مرافق خدمية عاطلة عن العمل. لسوء حظ الولايات المتحدة، فأنهم لم يتعلموا الدرس جيدا، إذ ليس هناك تخطيط مستقبلي من وكالة حكومية، وان نفس الأخطاء تتكرر في أفغانستان أيضاً. ورغم بقاء الاميركان في العراق لمدة ثماني سنوات، فيبدو أن الذاكرة المؤسساتية الاميركية ضعيفة بحيث لا تستطيع منع حدوث هذه المشاكل مرة أخرى عندما تقرر الإدارة المشاركة في بناء امة. ترجمة المدى

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top