أفاد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، امس الأحد، بأن قوة أمنية اعتقلت ستة من المشاركين في الاعتصامات جنوبي شرق تكريت، في حين اتهم المتظاهرون بعض المسؤولين في العملية السياسية بـ"تلقي التعليمات من خارج العراق وغلق آذانهم وعدم الالتفات إلى مطالب الشعب الجوهرية"، بينما حذر مجلس محافظة صلاح الدين الحكومة العراقية من "تجاهل" مطالب المتظاهرين.
وقال المصدر في حديث إلى (المدى برس) إن "قوة من اللواء الـ48 التابع للفرقة الرابعة من الجيش العراقي منعت، العشرات من الاشخاص من التظاهر في منطقة البوعجيل، (15 كم جنوبي شرق تكريت)"، مبينا أن "القوة اعتقلت ستة من المتظاهرين بحجة عدم وجود ترخيص رسمي لهذه التظاهرات والاعتصامات".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "القوات الامنية اتخذت اجراءات أمنية في عموم مناطق المحافظة لحماية التظاهرات المتوقع خروجها خلال الايام المقبلة".
من جانبه قال احد منظمي التظاهرات في صلاح الدين غازي شكر العجيلي في حديث إلى (المدى برس) إن "التظاهر والاعتصام حق دستوري، وجاء بسبب رغبة الناس بالتعبير عن رفض الظلم والمطالبة بالخدمات ونصرة المعتقلين"، مبينا انه "اجرى اتصالاته مع قيادة اللواء، لكنها لم تستجب لطلبه لإطلاق سراح المعتقلين وتهدئة الأوضاع بدلا من زيادة الاحتقان".
من جانبه قال رئيس مجلس المحافظة عمار يوسف حمود في حديث إلى (المدى برس) إن "الضغط الجماهيري يتزايد بشكل كبير"، مطالبا الحكومة بـ"تلبية مطالب المتظاهرين".
ودعا حمود الحكومة المركزية إلى "الحوار بحكمة وتلبية المطالب المشروعة التي ينادي بها الناس، فعلا وليس بالأقوال"، مشددا على ضرورة أن "يعي الجميع خطورة المرحلة ويعمل ضمن اطار الدستور لحل المشاكل والأزمات والتعامل مع المظاهرات بأنها حق دستوري مكفول للشعب".
وكان مجلس علماء العراق في سامراء أعلن، في الـ26 من كانون الأول 2012، عن بدء أهالي القضاء بتنفيذ عصيان مدني أطلقوا عليه "أربعاء الكرامة" بمشاركة أعضاء من مجلس المحافظة والنائب الأول للمحافظ، فيما أكد أنهم طالبوا بجملة من الأمور أبرزها إطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات.
الى ذلك كشف النائب بالقائمة العراقية عن محافظة صلاح الدين جمال الكيلاني، وجود مشاورات لإعلان العصيان المدني بالمحافظة خلال الأيام القادمة في حال عدم استجابة الحكومة المركزية لمطالب المتظاهرين، فيما اعتبر أن السياسيين العراقيين "فشلوا في إرجاع الحق إلى أهله".
وقال الكيلاني في بيان إن "هناك مشاورات جادة تجري بين وجهاء وشيوخ وعلماء محافظة صلاح الدين من جهة والحكومة المحلية من جهة أخرى لإعلان العصيان المدني خلال الأيام القادمة، في حال عدم استجابة الحكومة المركزية لمطالب المتظاهرين المشروعة".