هواء في شبك: وطن في القلب ووطن ..!

هواء في شبك: وطن في القلب ووطن ..!

عبد الله السكوتي يحكى أن مجلسا للوعظ عقد في قرية فلاحية بحضور احد الشيوخ ، فكان من أمر الشيخ الواعظ انه أمر الناس بالمعروف ونهاهم عن أعمال السوء والتعرض للناس بأذى وأورد  أمثلة عديدة في النهاية المرة التي يحصدها المفسدون والسراق والمعتدون على الناس بأموالهم وأنفسهم. استطرد الشيخ في ساعة وعظه التي تتكرر يوميا خصوصا في المناسبات الدينية  وهو منهمك في دوره إذ دخل عليه رجل يلطم وجهه ويصرخ عاليا، استقبله الشيخ بسعة صدر وترو وأجلسه  وسأله،  ما الأمر؟ ولماذا هذا الصراخ؟ فأجابه الرجل أن بقرته الوحيدة سرقت وهي مصدر قوته وقوت عياله، والبقرة في القرية تعني رأسمال العائلة  واستثمارها المهم الذي تعتاش عليه بعد الأرض.

هدأه الشيخ وقال له سوف نجد السارق وبسرعة ، اخذ الشيخ يقلّب الأمر في رأسه باحثا عن طريقة يمسك فيها خيطا من خيوط الجريمة مع علمه إن كل رجال القرية في المجلس، توجه إليهم  سائلا : من منكم لايحب؟ الذي يحب منكم يرفع يده. فرفع المجموع أيديهم باستثناء رجل واحد فأشار الشيخ لصاحب البقرة بان يأخذ بقرته من الرجل الجالس والذي لم يرفع يده فهو مليء بالكراهية. هذه المرة نريد أن نتكلم عن الحب وأثره في استتباب الأمن وقطع أيدي السرّاق وتحجيمهم ، فالذي يحب ومجبول على عواطف رقيقة لا يمكن أن يكون قاتلاً أو مفسداً أو ممن يستغلون مناصبهم ولا يعلمون ماذا يعملون ، إنهم يوردون الوطن موارد التهلكة باتجاه التخلف والأمية والفقر والجهل والمرض ، الذي يصنع صورة للوطن يضعها في قلبه ويحافظ عليها من المتقلبة ربما ، لست أدري ما الذي دعاني أن أتكلم عن الحب هذه المرة لعله آخر سلاح وآخر سهم أمتلكه فقد صرخنا بأعلى أصواتنا (الوطن ، الوطن ، الوطن) وسلطنا الضوء على الأخطاء والأفعال المشينة التي يقوم بها البعض (مسؤولون وأفراد عاديون). لقد ملأوا السجون أما حكاية سجن التسفيرات التابع لوزارة الداخلية فهذا أمر لوحده يوضح مدى بلوغ الضغينة والحقد كي يصل الى استغلال أناس أبرياء في صفقات سياسية وتنصب لهم من أجل ذلك خيام في العراق وهم مطلقو السراح من قبل لجان مشتركة أمريكية - عراقية وبحضور كان من حقوق الإنسان ، إن الحب الذي جعل من الشيخ قاضياً استطاع خلال تصرف واحد وضع الحبل حول رقبة السارق ، هو ذات الحب الذي يدعونا الى إطلاق سراح الأبرياء وتركيز الجهد على القتلة والمجرمين لا أن نضع أفرادا غير كفوئين وغير مخلصين وهم يحملون الضغينة للعراق وسكانه أوصياء أو حرسا على السجون ليستبدلوا الرؤوس بآلاف الدولارات ، أين انتم من هذا ولماذا لا نرجع الى نظام المحكمة الخاصة لتكون برئاسة قاضٍ مشهود له بالنزاهة فهذا خيرٌ من ترديد بعض القضاة والمسؤولين بأن القانون لا يحمي المغفلين مشيرين بذلك الى الشعب بأجمعه ، فليس مغفلا من يسير بالشارع أثناء انفجار إحدى السيارات المفخخة ليقاد الى السجن لسنوات بل المغفل من ترك الارهابيين يسرحون ويمرحون.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top