اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > هديب الحاج حمود وجماعة الاهالي

هديب الحاج حمود وجماعة الاهالي

نشر في: 12 مارس, 2012: 09:24 م

 بغداد/ المدى كان الشاب هديب، من المغرمين بقراءة الكتب والقصص التأريخية، بحيث ثقف نفسه ذاتياً، وكان كثير التأثر بقصص الروائي الروسي الشهير (ديستوفسكي)، ومعجباً كل الاعجاب بالزعيم الوطني (غاندي)، زعيم الحركة الوطنية الهندية ضد الاستعمار البريطاني، ومتأثراً باسلوبه النضالي (اللاعنفي)، في الحركة الوطنية والعمل السياسي ضد الاحتلال البريطاني واعوانه من الرجعيين (الراجات) الخونة.
   وبحكم اطلاعه على هذه القوانين والانظمة، وبتجربته الخاصة المستمدة من معايشته لحياة الفلاحين من ابناء عشيرته، تحسس بما يعانيه الفلاح، من البؤس والشقاء والحياة القاسية، من جراء جور وظلم هذه القوانين والانظمة، والتي تتعارض كل التعارض مع مصلحة الفلاحين والمزارعين الصغار، لشعوره الانساني بما يكابده الفلاح في ظل الاقطاعيين والملاكين الكبار، وشعوره بضرورة معالجة هذه السلبيات والتطلع الى رفع الظلم والجور عن هذه الطبقة الكادحة والمعدمة. وكما قال بانه (كان متأثراً بجريدة الأهالي التي صدرت في عام/1942، من قبل مجموعة (جماعة الأهالي) القدامى وفي مقدمتهم (الاستاذ كامل الجادرجي) والتي كانت بالنسبة لي (المدرسة الديمقراطية الحقيقية)، وتعتبر المنبر الديمقراطي لكل الوطنيين والديمقراطيين، والتي تعلمتُ منها المفاهيم الديمقراطية واهمية اقامة النظام الديمقراطي الحديث، الذي يهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاه لكل الشعب وبالأخص بالنسبة للكادحين من العمال والفلاحين، وايمانه بان الاصلاح الزراعي، هو احد الاوجه الهامة، لتحقيق الديمقراطية الاجتماعية لغالبية المجتمع العراقي وخاصة طبقة الفلاحين).   وبهذه العقلية النيرة ووعيه الواسع، وتأثره بالمفاهيم الديمقراطية الحقة، بحكم تتبعه لجريدة (الأهالي) الديمقراطية، خلال فترة الحرب العالمية الثانية(1939-1945)، واطلاعه على الثقافة الحديثة، متأثراً بالاحداث السياسية وتطور الحركة الوطنية والديمقراطية في البلاد، بعد انتهاء الحرب، وانتصار الجبهة الديمقراطية والاشتراكية على القوى الفاشية، مما هيئت له الظروف هذه الى تبني المفاهيم الديمقراطية، واندفاعه للعمل في صفوف الحزب الوطني الديمقراطي، بعد تشكيل الاحزاب في(2/نيسان/1946)، بزعامة الاستاذ كامل الجادرجي، واجازته من قبل حكومة (توفيق السويدي) والتي كان فيها الوطني الاستاذ (سعد صالح) وزيراً للداخلية.   وقد واصل نشاطه في الحزب، منذ ارتباطه، وأصبح مسؤولاً عن فرع الحزب في الشامية والديوانية والنجف الاشرف، وكان له الدور الفعال في قيادة وتثبيت الحزب في منطقة الفرات الأوسط، رغم الاضطهاد والارهاب من الحكومات الرجعية المتعاقبة، التي كانت تحارب الاحزاب الوطنية والديمقراطية، وكبت الحريات الديمقراطية، ومضايقة اعضاء هذه الاحزاب، وخاصة في الألوية، وقمع المظاهرات الجماهيرية والاضرابات العمالية، وانتفاضات الفلاحين، بالحديد والنار، واستشهاد العشرات من ابناء الشعب، وغلق الصحف الوطنية والحزبية، وتجميدها لبعض مواد الدستور العراقي، وخاصة ما يخص حقوق الشعب الديمقراطية، منذ الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، ومع ذلك بقي مخلصاً للحزب وعاملاً فيه من اجل تحقيق اهداف الشعب العراقي، في الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية، حتى تحققت الأماني في ثورته المجيدة، ثورة الجيش والشعب في يوم(14/تموز/1958).   وقد لعب الاستاذ هديب الحاج حمود عندما كان مسؤولاً عن الحزب في منطقة الفرات الأوسط، دوره الفعال مع الفئات الديمقراطية الاخرى (الطلاب والعمال والمثقفين والمحامين) في تأييد واسناد، انتفاضة الفلاحين في بداية شباط/1954، وزحفهم من القرى المجاورة نحو مدينة الشامية، مطالبين بـ(قسمة الحاصل الزراعي مناصفة) بين المالك والفلاح، بدل الثلث، وجعل المصاريف الزراعية مناصفة ايضاً، وتحميل اصحاب الأراضي حصة مضخات الري كاملة، وبعد هذه المظاهرات الجماهيرية الواسعة في تأييد هذه المطاليب المشروعة والعادلة للفلاحين شنت السلطة المحلية (الشرطة ورجال الأمن وجلاوزة الأقطاعيين) حملة واسعة ليلاً، وداهمت البيوت وأعتقلت العشرات من (الطلبة والعمال والمحامين) من ابناء المدينة مع الكثير من الفلاحين المنتفضين، وقد كان من ضمن المعتقلين (الطلاب مهدي الحافظ وسعيد الشريف وحميد المختار وصادق العطية) وأرسلوا الى مركز شرطة غماس، ومن المحامين المثقفين هديب الحاج حمود ويوسف الشريف ورزاق الحاج مهدي ومحمد عبدالمصعب وحسن الحاج وداي وأرسلوا الى مركز شرطة ناحية الشنافية، وقد كان لهديب موقفه المشرف في حماية الفلاحين وبالأخص الفلاحين (أسود فرحان ورحيم آل حميدي، وجبار...) من فلاحي منطقته وآخرين، ورفض تسليمهم الى السلطة.لقد كان للحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي، دورهما المتميز في مساندة وتأييد الأنتفاضة الفلاحية وصدروا البيانات المتعددة، متضامنين مع الفلاحين ومؤيدين لمطاليبهم المشروعة، كما طالبت باطلاق سراح المعتقلين، وفي الوقت نفسه، بادرت نقابة المحامين في تشكيل وفد كبير من المحامين للدفاع عن المعتقلين، وكان الوفد برئاسة نقيب المحامين الاستاذ حسين جميل، ونائبه الشهيد (توفيق منير)، مع العلم استمر اعتقالهم لمدة شهر واحد.وقبل تطبيق قانون قسمة الحاصل الزراعي مناصفة) بين المالك والف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

قرية الكونسية بغربي نينوى تضم آثار لمدينة إسلامية صغيرةكانت محطة لقوافل بلاد الشام

الموصل / سيف الدين العبيدي في قرية الكونسية الواقعة بناحية الحميدات في غربي محافظة نينوى توجد منطقة اثرية فيها تسمى (بخربة الكونسية) تعود إلى عصر الاتابكة، وتبلغ مساحتها ١٠٠٠ متر مربع، تبعد عن حدود الموصل بمسافة ٣٥ كيلو متر، تحتوي على بقايا اثار لمدينة اسلامية وتضم بئرا للماء وجزءا من جدران للبنايات وهياكل للخانات تعود […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram